عمل للخطاطة نرجس نورالدين ضمن مبادرة «دبي متحف مفتوح»

شعر محمد بن راشد يزين مبنى «إقامة دبي»

صورة

«ومن في دولتي يحيا يعيش امكرم ومحشوم، أمان وعون له بنكون ما دام الزمن ساري»، اختارت الخطاطة الإماراتية، نرجس نورالدين، هذه الكلمات من قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لتكوّن منها العمل الفني الذي غطى مبنى الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالجافلية في دبي، ليكون عملها الذي أزيل الستار عنه، أمس، العمل الثاني على المبنى ضمن مبادرة «دبي متحف مفتوح» التي أطلقها سموه أخيراً. وقد أزاح الستار عنه مدير الإدارة العام للإقامة وشؤون الأجانب، محمد أحمد المري.

معرض

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/8ae6c6c55032ee51c015062255e980b3a%20(2).jpg

إلى جانب العمل الذي وضع في الخارج، نُظم داخل المبنى معرض للفنانة نرجس نورالدين، ضم 14 عملاً. ويشمل المعرض الذي يستمر ما يقارب ثلاثة أشهر، مجموعة من الأعمال التي تختصر مسيرة الفنانة، وكذلك تبرز أسلوبها في الخط وتطوره من الكلاسيكي حتى المعاصر. ويقدم المعرض أعمالاً تبدأ من المدارس الخطية الكلاسيكية، وتصل إلى التجريد اللوني الذي تدخله الحروف وتتساقط منه كالشلال، إلى جانب الأعمال الحديثة والمتعددة الوسائط، التي تمزج فيها الفنانة بين الخشب المقطع بالليزر والألوان، ومجموعة من المواد الأخرى.

تكريم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/10/8ae6c6c55032ee51c015062255e980b3a%20(1).jpg

كُرّمت الفنانة الإماراتية، نجاة مكي، بعد الانتهاء من إزاحة الستار عن العمل الجديد والمعرض، وذلك بعد أن وضع عملها على المبنى بعد إعلان سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تحويل دبي إلى متحف مفتوح. وقد علق عمل الدكتورة مكي لمدة تسعة أشهر وحمل عنوان «إمارات المحبة». وقدمت فيه مكي بألوانه التجريدية حبها للوطن وجماله من خلال التقاسيم اللونية التي أخذت شكل المثلثات المتقابلة والمتعاكسة. كما كرمت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب صاحب الفيديو الذي صور عمل مكي بكاميرا خاصة من الطائرة.

اختارت الفنانة الإماراتية بيتين من قصيدة سموه، لتخطها على العمل، حيث يحتل كل بيت لوحة مستقلة، فقسمت إلى قسمين، ووضعت في اللوحة الأولى البيت التالي: «ومن في دولتي يحيا يعيش امكرم ومحشوم، أمان وعون له بنكون ما دام الزمن ساري»، ثم في اللوحة الثانية وضعت البيت الثاني: «غدت بستان بالرمان والريحان والمشموم، لمن جانا يعيش إيعيش في ظل وأنهاري». ولفتت إلى أن اختيارها لهذين البيتين يعود إلى المعنى الذي تحمله، ومفهوم المبنى الذي يقصده كل الأجانب والمقيمين في دبي لإنجاز معاملتهم، خصوصاً أن البيت يتحدث عن زوار دبي. وأشارت نورالدين إلى أنها استخدمت خط الجلي الديواني لكتابة النص الشعري بالأسلوب الكلاسيكي، وتقديمه بالأسلوب المعاصر لجهة اللون، مستخدمة الألوان الباردة بتدرجات الأزرق، إلى جانب الأصفر الذي يكسر برودة الأزرق. وأكدت أن تقطيعها للكتابة أتى نتيجة إدراكها لكيفية وضع الكلام في المكان المناسب من المبنى، ودراستها للمساحة اللونية، منوهة بأن اختيارها للألوان أيضاً تبع كيفية وضع العمل. أما وضع العمل على هذا المبنى تحديداً، فلفتت نورالدين إلى أنه يزيد من تميز التجربة، خصوصاً أنه مقصود من مختلف الثقافات والجنسيات والفئات المجتمعية، من أصغر عامل حتى أكبر مدير، مشيدة بالتجربة التي يقوم بها قسم الطاقة الإيجابية في الإدارة العامة لشؤون الأجانب والإقامة، وهو القسم الذي يجعل مكان العمل متميزاً بالطاقة الإيجابية من خلال الأعمال الفنية وطبيعة المكان، منوهة بدبي وتميزها في بث الطاقة الإيجابية في كل مكان، ما يدفع كل مقيم فيها إلى البحث عن التميز والتعلم والمثابرة للأفضل.

وأشارت نورالدين إلى أن المشروع أنجز خلال شهر كامل، حيث أنجزت اللوحة الأساسية بمقاس صغير، بينما تم تكبيرها 50 مرة، موضحة أن الأمر يشكل تحدياً للفنان لأن للورق مسامات تظهر بشكل بارز عند تكبير العمل، وأردفت «أعتقد أنه لابد للعمل الكبير أن ينجز بشكل كبير، فاللوحة الصغيرة حين تكبّر تتطلب الكثير من الدقة في الإنتاج والفراغات ووضع الألوان، فيما رؤية اللوحة من المسافة البعيدة تخفف من حدة هذا التحدي».

اعتبرت نورالدين أن التوجه إلى وضع عمل خط على المبنى مهم، خصوصاً أن اللوحات التشكيلية هي التي تعلق دائماً، مبدية إعجابها بالمبادرات التي تقوم بها الإمارات في مجال الخط، لافتة إلى أنها من عام 2000 إلى اليوم كانت معارض الخط قليلة، لكن دولة الإمارات منحت الخط قيمة مميزة، والمبادرات والدعم المادي والمعنوي والمكاني لعرض فنون الخط، وهذا كله أسهم في رفع مستوى الخط في الدولة، مشددة على وجود الكثير من الفنانين من خارج الدولة، الذين يسعون إلى حضور فعاليات الخط في الدولة.

وحول تقديمها العمل ضمن مبادرة «دبي متحف مفتوح»، أكدت أنه حقق لها أمنيتها في المشاركة ضمن المبادرة منذ انطلاقتها، مشيرة إلى أن عرض العمل في المكان العام يرضي الفنان، خصوصاً أنه يتوجه للجمهور من دون أن يقصدوه «ولاسيما أني دائماً أقول إن على الفنان المبادرة للتوجه للجمهور، وليس أن ينتظر الجمهور كي يأتي». وأشادت بالمبادرة الثقافية التي ترتبط بحياة الناس، مؤكدة أنها تغذي الثقافة والبصر عند الجمهور، وبالتالي يصبح لديه القدرة على التمييز بين الفن الجميل والفن غير الجيد.

ورأت نورالدين أن عرض اللوحة على مبنى ضمن المبادرة يشكل تحدياً جديداً لها، فالخطوة الكبيرة تتطلب خطوة أكبر في المستقبل، خصوصاً لجهة الأفكار التي يجب أن تخرج بها، مشيرة إلى أن الفنان يجب ألا يقع في فخ التكرار، والتغيير في الأعمال مطلوب من منظور جديد ورؤية جديدة، كما أن اتباع البيئة مهم لتقديم العمل. واعتبرت أن كل لوحة أو معرض يتطلبان بحثاً كاملاً وطويلاً لتقديم ما هو مميز من حيث الفكرة والمنظور. ورأت أنها تتبع كلاسيكية الخطوط لجهة الالتزام بأنواع الخطوط، لكنها كسرت هذه الكلاسيكية من خلال الألوان والوسائط الجديدة، مشددة على أنها لم تتخلَّ عن اللوحة الكلاسيكية كونها مرتبطة باللوحة المعاصرة، فالأخيرة هي التطوير الطبيعي للأولى نتيجة التبدل والتغير في حركة الفن.

تويتر