في معرض «العين تقرأ 2015»

ندوتان تناقشان مغامرات كُتاب نحو النشر ووسائل دعم الكاتب الإماراتي

معرض «العين تقرأ» للكتاب في موسمه السابع يواصل أنشطته الثقافية من خلال الجلسات النقاشية التي ينظمها بشكل يومي. من المصدر

واصل معرض «العين تقرأ» للكتاب، في موسمه السابع، أنشطته الثقافية من خلال الجلسات النقاشية التي ينظمها بشكل يومي، حيث استضاف، أول من أمس، ندوتين إحداهما بعنوان «كُتاب في مغامرة النشر» شارك فيها الشاعر طلال سالم، والشاعر علي الشعالي، والدكتورة مريم الشناصي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والندوة الثانية بعنوان «من يدعم الكاتب الإماراتي» للكاتب والصحافي، سعيد حمدان، مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، وقدم الندوتين الشاعر محمد المزروعي.

 وتنظم «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» الدورة السابعة من معرض «العين تقرأ» خلال الفترة من الرابع حتى 11 من الشهر الجاري، بمشاركة 70 عارضاً يقدمون أكثر من 60 ألف عنوان من الكتب الحديثة والكلاسيكية والتعليمية في مختلف العلوم والمعارف والآداب، في القاعة الأولى بمركز العين للمؤتمرات بمدينة العين.

وسرد المشاركون في ندوة «كُتاب في مغامرة النشر» تجاربهم الذاتية في عالم النشر، وتحدث الشاعر طلال سالم عن صعوبات تجربته الأولى في النشر بجهده الشخصي عام 2000، التي توضح واقع معاناة النشر في تلك الفترة، لافتاً إلى تجربته بتأسيس مشروع «بوك ديليفري» التي ساعدته في توزيع الكتاب والتعامل مع دور النشر بشكل أفضل.

وأكد سالم أن السوق حالياً تبحث عن صناعة حقيقية للكتاب، يشارك فيها الكاتب والناشر والموزع، بدعم من المؤسسات الحكومية، فضلاً عن أهمية التأسيس لقارئ حقيقي والبحث في مسألة الحرفية لدى كل أطراف عملية النشر، سواء كان الكاتب أو الناشر أو الموزع أو القارئ أيضاً، من أجل خلق صناعة نشر حقيقية تخدم القارئ بالفعل.

فيما تناول الشاعر علي الشعالي، مؤسس دار الهدهد للنشر، تجربته مع النشر التي بدأها كذلك عام 2000 بكتاب مليء بالأخطاء، ورغم فخره بهذا الكتاب إلا أنه يعتبره تجربة مؤلمة، فالكتاب عموماً يعد مستنداً قوياً ضده، بصرف النظر عن الظروف التي أنتجته والتي كانت زاخرة بالمشقة والاجتهاد، إلا أنها تحمل ذكرى وضع النشر في الإمارات والخليج في هذا الوقت، حيث الصعوبة في التواصل مع الناشرين خارج الدولة.

وأوضح الشعالي أنه منذ عام 2011 بدأ النشاط يدب في سوق النشر بالإمارات، بظهور عدد من دور النشر الجديدة، إلا أن القارئ لايزال هو العنصر المفقود الذي يؤسس لعلاقة طويلة مع الكتاب.

ومن ثم تحدث الشعالي عن عضويته بجمعية الناشرين، التي يحاول من خلالها تغيير وضع الثقافة السائدة آسفاً، لعدم تفرقة العديد من المؤسسات الكبرى بين جمعية الناشرين واتحاد الكتاب، مشيداً بدور الجمعية في زيادة الوعي لدى الناشرين، وفي توحيد الجهود من أجل الارتقاء بصناعة النشر، التي تحتاج إلى مزيد من «الدعم الذكي» من المؤسسات الحكومية عبر تنشيط السوق، وتنمية ثقافة القراءة في المجتمع.

من جانبها، تطرقت الدكتورة مريم الشناصي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين ومؤسس دار الياسمين للنشر، إلى حجم سوق النشر في دولة الإمارات، حيث قدرت مبيعات الكتب بنحو مليار درهم سنوياً، وهو مبلغ على ضخامته يعد متواضعاً بجانب صناعات أخرى للنشر في دول مثل فرنسا وبريطانيا، التي تقدر فيها صناعة النشر بـ12 مليار درهم سنوياً، ما يظهر الحاجة المتزايدة إلى التحول نحو صناعة النشر مع التركيز على آليات التسويق الحديثة، وتحويل صناعة النشر بالإمارات من رفاهية ثقافية إلى صناعة حقيقية مدعومة مثل بقية الصناعات، فضلاً عن الحاجة لناشر حقيقي يدعم الصناعة.

 دعم الكاتب الإماراتي

 أما الكاتب سعيد حمدان، مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، فقد ناقش واقع النشر في دولة الإمارات في ندوة أخرى، وأوضح حمدان أن الازدهار الحالي لصناعة الكتاب ليس «نبتاً شيطانياً» بل امتداد ومسيرة طويلة، فقد سبقنا أجدادنا في هذا الميدان منذ أيام الشاعر ابن ظاهر، وأحمد بن ماجد الذي ترك ما يقارب 40 مخطوطة عن الملاحة البحرية في القرن الـ15، مشيراً إلى أن أول كتاب يسجله التاريخ في الإمارات هو «طريقة المتّقين من كلام سيد المرسلين»، وكتبه الشيخ عبدالرحمن بن حافظ في عام 1938.

 

وأشار أن الجهود المستمرة التي بذلت في هذا الصدد بدأت في فترة صعبة من تاريخ المنطقة والعالم ككل، حيث كانت الإمارات غير متحدة بعد، وكانت المنطقة تعاني ويلات الحرب العالمية الثانية التي انعكست آثارها على العالم كله.

واعتبر حمدان أن مرحلة نهاية السبعينات وحتى بداية الألفية، كانت واحدة من أغنى وأهم مراحل مسيرة الدولة، لافتاً إلى أن أهم مؤسسة تبنت الكاتب وقتها هي الصحافة، التي استطاع من خلالها أن يكتب وينشر ويتحمس وينتقد ويشتهر ويتفاعل معه المجتمع، فضلاً عن مؤسسات ثقافية عديدة أسهمت في تبني ودعم الكتاب والنشر مثل وزارة الإعلام والثقافة وجامعة الإمارات والمجمع الثقافي في أبوظبي وغيرها. وانتقل حمدان للحديث عن الحاضر، حيث دخلت دولة الإمارات مرحلة قطف الثمار والتمكين والريادة، مشيراً إلى أن آلية العمل اختلفت، فعملية تبني المواهب والكفاءات ودعم حركة النشر، صارت هدفاً لبعض المؤسسات لابد من تحقيقه وتحاسب عليه من قبل الحكومة، كما أن القطاع الخاص شهد تطوراً واهتماماً كبيراً في هذه المرحلة، بالإضافة إلى عشرات الجوائز التي تشجع على التأليف والنشر في مختلف الفروع والمبادرات المهمة، التي أطلقت أخيراً، وتأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين.

وأكد حمدان أن أهم دور في تطوير النشر الإماراتي يأتي من الكاتب نفسه، فلن تستطيع المحفزات ولا تشجيع المؤسسات أن تطور المهارات، والذهاب إلى آفاق أكبر وأفضل، إذا لم يقم المؤلف بالدور الأهم ، بل لا يمكن أن يوجد مبدع أو أن يستمر إذا لم تتوافر لديه الموهبة والإبداع وتطوير أدواته الكتابية.

وأشار حمدان أن الدور المطلوب من مؤسسات النشر في القطاع الخاص، يتمثل في تشكيل لجنة مختصة لمراجعة وتقييم مشروعات الكتب وتدقيقها قبل صدورها من ناحية اللغة وجودة الطباعة، فضلاً عن احتفاء الصحف والمؤسسات الثقافية بالكاتب الإماراتي وممارسة دور النقد ودراسة موضوع الكتاب، كما طالب الدوائر والمؤسسات الحكومية والمحلية بتطوير هذا القطاع بإيجاد مظلة مشتركة تتضمن برامج عمل، وخططاً سنوية مدروسة، وآليات لتبادل الخبرات والتدريب، وبناء قاعدة بيانات دقيقة ومحدّثة بلغات مختلفة عن الكاتب والكتاب الإماراتي.

 مواعيد

 يستقبل المعرض جمهوره يومياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الواحدة ظهراً، ومن الساعة الخامسة إلى التاسعة مساءً، ويوم الجمعة من الساعة الخامسة إلى 10 مساءً. والدخول مجاناً.

 يمكن الاطلاع على تفاصيل البرنامج الثقافي على الموقع الإلكتروني adbookfair.com.

تويتر