افتتاح بيت الشعر في نواكشوط ضمن مبادرة ستشمل مدناً وقرى عربية عدة

«بيوت الشعر».. حاضنة للمبدعين العرب

الافتتاح حضره حشد من المسؤولين والمثقفين والأكاديميين. من المصدر

افتتح، مساء أول من أمس، بيت الشعر في مدينة نواكشوط بموريتانيا، بمكرمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتأسيس بيوت الشعر في البلدان العربية، دعماً لحركة الشعر العربي وتأصيلاً لمسيرة ديوان العرب، ودوره في تقارب الشعوب والتقاء الفكر والمعاني وجزالة الكلمة.

وحضر افتتاح بيت الشعر كل من سفير دولة الإمارات في نواكشوط، عيسى الكلباني، ورئيس جامعة نواكشوط، سيدي ولد محمد عبدالله، ورئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عبدالله بن محمد العويس، ووفد من الدائرة ضم محمد القصير رئيس قسم الشؤون الثقافية، عبدالفتاح صبري مدير تحرير مجلة الرافد الثقافي، وحشد من المثقفين والشعراء والأكاديميين.

محطات

أشار رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، إلى أنه في عام 1983 كرّم صاحب السمو حاكم الشارقة 25 شاعراً محلياً، وأصبح لاحقاً هذا التكريم عرفاً وتقليداً، كما كان ضمن برامج الدائرة تنظيم أمسيات شعرية، بالإضافة إلى حضور الشعر من خلال التظاهرات والفعاليات الثقافية الكبرى، كمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وأشار إلى أنه في عام 1993 افتتح سموه بيت الشعر، وبيت شعر شعبي، كما كان حينها بيت الموسيقى، وجاء كل ذلك بعد عمليات ترميم قلب الشارقة عام 1993.

وتابع: «في عام 2002 ظهر إلى حيز الوجود من خلال توجيهات سموه مهرجان الشارقة للشعر العربي، وتميز المهرجان من النسخة الأولى باستضافة شاعر واحد على الأقل من كل بلد عربي، للإطلالة على الجمهور المتعطش للشعر من خلال أمسيات شعرية، بالإضافة إلى عقد ندوات متخصصة في عالم الشعر».

وأشار إلى أنه في عام 2004 افتتح سموه مركز الشارقة للشعر الشعبي، لافتاً إلى حرص الحاكم دوماً على تكريم شعراء لهم دور ريادي في الحركة الشعرية العربية.

وفي استهلال افتتاح بيت الشعر ألقى سيدي ولد محمد عبدالله كلمة ترحيبية أشاد فيها بمبادرات حاكم الشارقة التي تعدت حدود الوطن العربي بالدعم والتمكين لإبداعات الشباب، وتكريم أولي العزم من حملة الأقلام من كتاب ومثقفين وإعلاميين في كل المحافل التي تكرس الثقافة والعلم منهجاً للحياة، وقال في كلمته إن الجامعة قد احتضنت في العام 2012 مبادرة حاكم الشارقة بتكريم الشعراء الموريتانيين ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للشعراء الشباب، الذي يدعم نتاج الشباب في مجال الشعر، ويكرمهم بين أهلهم وذويهم، وأضاف أن في هذا اليوم نفتخر باحتضان بيت الشعر في نواكشوط، إدراكاً منا بأن هذه المبادرة التي ستضم البلدان العربية بكل مدنها وقراها، هي مبادرة تستحق الاحتضان والتقدير، فدعم الإبداع العربي وتشجيع الشعراء مادياً ومعنوياً أمران جوهريان لا يمكن لأي جهة علمية أو ثقافية إلا أن تقدرهما حق التقدير، وتثني على جهود القائمين عليهما إيماناً بأهمية الفعل الثقافي في البناء الإنساني.

وقال عبدالله بن محمد العويس إنها «مناسبة جديدة تمتد فيها جسور الثقافة والأدب لتقوي الروابط وتشد الأواصر بين الإمارات وموريتانيا، بين عاصمة الثقافة العربية والإسلامية الشارقة وبلاد المليون شاعر، تلك الجسور التي أرستها القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين، والتي يحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، على تقويمها وترسيخها مع جميع الدول العربية الشقيقة».

وأضاف العويس لقد عرفنا موريتانيا بلاداً للعلم والمعرفة، وتعرفنا إلى نخبة من شعرائها الذين يشاركون في مختلف الأنشطة التي تزخر بها الشارقة، كما عرفنا شبابها المشاركين في الجوائز الأدبية والشعرية التي تطلقها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.

ووجه العويس الدعوة إلى جميع الشعراء في موريتانيا للإسهام الفعال في تنشيط بيت الشعر، وإحياء الأمسيات والمناشط التي تكرس الفعل الثقافي، وتعزز دوره ومكانته في المجتمع الإنساني، ولرفد الساحة الثقافية العربية بالمواهب الابداعية الشعرية، وليعمل بيت الشعر من خلال الفاعلين فيه على ربط أطراف أمتنا الممتدة من المحيط إلى الخليج.

وفي السياق ذاته، تواصل دائرة الثقافة الإعلام في الشارقة مهمتها المتعلقة بتنفيذ مبادرة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بخصوص افتتاح بيوت للشعر في مختلف الدول العربية، خصوصاً في المدن والقرى العربية التي تخلو من مثل هذه البيوت، لتشكل حاضنة للشعراء، حيث تعد رافداً وإضافة لما هو متوافر من بيوت للشعر في تلك البلدان، بعيداً عن التنافس، بل في ظل التكامل في العمل، والتنسيق مع الوزارات والمؤسسات والهيئات والجهات الثقافية المعنية في كل بلد عربي.

وقال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، لـ«الإمارات اليوم»، يأتي الإعلان عن تأسيس وتدشين بيوت الشعر، بناء على دعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى تأسيس وإنشاء بيوت الشعر في البلدان العربية، التي أعلن عنها خلال مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الـ13 الذي انعقد في الفترة من الخامس إلى 10 يناير 2015 في الشارقة، حيث تكون تلك البيوت في مدن وقرى عربية عدة، خصوصاً تلك التي لا تتوافر فيها بيوت للشعر، عبر التنسيق مع الجهات والهيئات والمؤسسات والوزارات المعنية بالشعر والثقافة في كل بلد عربي، على اعتبار أن فكرة بيت الشعر ليست منافسة لأحد، بل مكملة لما هو متوافر في هذه المدينة أو تلك، وجاءت الفكرة من كون الشعر ديوان العرب، وبالتالي التأكيد على أهمية ومكانة ودور الشعر في الثقافة العربية، ودوره في التواصل والتفاعل بين مختلف الشعوب العربية.

وأضاف: «بدأ تأسيس بيت الشعر العربي الأول في مدينة المفرق الأردنية، وكان أول من أمس افتتاح البيت الثاني بمدينة نواكشوط في موريتانيا، مشيراً إلى أن أول الغيث في موضوع تأسيس بيوتات الشعر، كان تدشين مقر لمبدعي القافية في الأردن، حيث شهدت مدينة المفرق تدشين أول بيت للشعر في يوليو الماضي، وفي أغسطس الماضي شهد بيت الشعر في المفرق أول أمسية شعرية بعد افتتاحه الرسمي، شارك فيها الشاعران محمود فضيل التل ومحمد سمحان.

ولفت إلى أنه تم توقيع اتفاقات مع الجزائر وتونس ومصر والمغرب ولبنان والسودان، من أجل افتتاح بيوت للشعر هناك، والعمل جارٍ على تنفيذ ذلك، من خلال التنسيق مع الجهات والهيئات المعنية في تلك البلدان، وكذلك تم إشعار المنظمة العربية للثقافة والعلوم بهذه الخطوة، لافتاً إلى أن بيوت الشعر تشكل حاضنة للشعراء، وبرامجها تتجاوز تنظيم الأمسيات إلى تنظيم ملتقيات ومهرجانات والإعلان عن جوائز، وإصدار نشرات ومطبوعات من خلال التنسيق مع الدائرة التي تتكفل بمختلف تفاصيل التكاليف المالية، موضحاً أنها ستزود بمكتبات تحتوي دواوين شعر، ودراسات في هذا الحقل الإبداعي.

ولفت إلى أن إصدارات الدائرة تجاوزت 1000عنوان، من بينها 165 عنواناً في الشعر، وكانت حصة الأطفال من عناوين وكتب الشعر 12 عنواناً.

تويتر