معجم صدر عن دار الكتب ليكون دليلاً للأجيال المقبلة

الخاطري يهدي «موارد المياه القديمة» إلى سواعد حفرت آبار الصحراء

عن دار الكتب، التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صدر حديثاً كتاب «معجم موارد المياه القديمة بإمارة أبوظبي» من تأليف حمّاد الخاطري النعيمي، الذي جاء بإهداء «إلى أرواح الذين حفرت سواعدهم آبار صحراء أبوظبي لضمان ديمومة الحياة للإنسان والحيوان، أهدي هذا السفر المتواضع».

ويقع الكتاب في 383 صفحة، باللون الأزرق الذي يرمز إلى لون الماء، الماء التي لا حياة من دونه، وبهذا يكون الماء الأصل والسر في كينونة كل حي من البشر والحيوان والنبات، وكذلك الأرض.

ويتضمن الكتاب أقساماً عدة: «المقدمة، الفكرة والإنجاز، ألفاظ ومعانٍ لتضاريس بادية الإمارات، مصطلحات تدل على المياه، المناطق التي شملها البحث، وأخيراً معجم موارد المياه من الألف إلى الياء»، ليكون دليلاً للأجيال المقبلة في معرفة جغرافية هذه الإمارة.

وقامت الحضارات بالقرب من الماء وحوله، كحضارة وادي الرافدين ووادي النيل وغيرهما، وما يهم في هذا البحث هو التعرف إلى مصدر هذا السر ومكانه الذي ضمن الحياة لمن عاش على هذه البقعة من الأرض (إمارة أبوظبي) ساحلها وصحرائها، وكيف عملوا على توفير الماء لإبلهم ومواشيهم، في حر الصيف وقرّ الشتاء، وتعدوا ذلك إلى زراعة عدد من المحاصيل الزراعية لتوفير العيش، وفي مقدمتها النخيل، إذ يُعد التمر أهم مادة للغذاء عند أبناء الصحراء، ليكون عوناً للبن الإبل.

واعتمد المؤلف في توثيق مادة الكتاب الجولات الميدانية التي قام بها، وشملت جميع أرجاء البادية في ليوا، والعين، والختم، والوقن، وغياثي، والسلع، والسمحة، والهير، إذ التقى بكبار السن من البدو الذين عاشوا ذلك الزمن، وعاصروا حياة التعب، للتأكد من تسميات الآبار والأفلاج ومواقعها في تلك الأمكنة، من أجل أن يتعرف الجيلان الحالي والقادم على معاناة الأجداد الذين صانوا أرضهم، وحفظوا لها الحياة في أشد الظروف والأوقات، حتى منَّ الله عليهم في ما بعد بالثروات الطبيعية، ورزقهم برجل كبير الفعل والقول، حكيم بانٍ، استطاع أن يحول هذه الثروات إلى عوامل سعادة واستقرار وحياة كريمة هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي حوّل الصحراء المجدبة بجهده وإرادته إلى مروج خضراء وحدائق غناء يرعاها من بعده أبناؤه الذين أداموا زخم المسار، وعززوه في بناء الوطن والإنسان والحياة.

ويبرز الكتاب أن «هي أبوظبي تزهو بأبنائها المتعلمين والعلماء في مختلف صنوف العلم، وتشمخ فيها هامة العمران والبناء، لتصبح قبلة لكل من تطلع إلى مشاهدة ما أبدعه العقل الإماراتي الذي كان نتاجاً لأولئك الرجال الذين صارعوا قسوة الرمال وأمواج البحر، ليحفظوا لهذه الأرض شرفها عبر التاريخ».

تويتر