تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها

«الشارقة للكتاب» تستعد للدورة 34 من معرضها الدولي

صورة

تواصل هيئة الشارقة للكتاب استعداداتها لانطلاق الدورة الـ34 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي ستقام فعالياتها في الفترة الواقعة بين الرابع و14 من نوفمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، وتعمل هيئة الشارقة للكتاب على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص، بالإضافة إلى كُتّاب الأطفال. وتشرف الهيئة من أجل تحقيق ذلك على تنظيم العديد من الفعاليات، التي يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب من أبرزها.

ومنذ انطلاقة دورته الأولى عام 1982، شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب الكثير من التطورات المتلاحقة، سواء على صعيد مساحات العرض، أو أعداد دور النشر، أو حجم الإقبال الكبير والمتزايد من قبل الزوار، وصولاً إلى برنامج الفعاليات والنشاطات الحافل والموجه إلى كل أفراد الأسرة، الذي يعد الأغنى بين معارض الكتب العالمية بما ينظمه من جلسات نقاشية، وندوات حوارية، وورش عمل، وأمسيات شعرية، وعروض مسرحية وفنية، وحفلات توقيع الكتب، إلى جانب ركن الطهي، ومحطة التواصل الاجتماعي، والمسابقات الخاصة بالناشرين والمؤلفين ورسامي الكتب.

جائزة التميز في لندن

في أبريل الماضي، وخلال مشاركته في معرض لندن للكتاب، حصد معرض الشارقة الدولي للكتاب جائزة أفضل إنجاز على مستوى العالم، ضمن جوائز التميّز الدولية 2015 التي يقدمها معرض لندن للكتاب، وذلك تقديراً لدور المعرض وإمارة الشارقة في تعزيز دور الثقافة والنشر، وما بذله المعرض من جهود كبيرة نجحت في توطيد التعاون في مجالات الثقافة، لتؤكد هذه الجائزة الدولية الرفيعة على دور المعرض في مد جسور التواصل، والتشجيع على الحوار بين الثقافات، باعتباره وسيلة لإرساء السلام والاستقرار والتسامح في العالم.


«منحة للترجمة»

أُطلق صندوق منحة معرض الشارقة الدولي للكتاب للترجمة في عام 2011، خلال انطلاق فعاليات الدورة الـ30 من المعرض، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويهدف الصندوق إلى تشجيع حركة الترجمة العربية والعالمية، من خلال تقديم منح مالية للناشرين، لمساعدتهم على ترجمة أبرز إصداراتهم إلى لغات أخرى. وتراوح قيمة المنحة الواحدة بين 1500 و4000 دولار أميركي، تغطي كلفة ترجمة الكتاب، كلياً أو جزئياً.

وقد تسلّم الصندوق 630 طلباً للترجمة من 84 ناشراً في عام 2014، للحصول على المنحة التي يقدمها سنوياً إلى الناشرين المشاركين في البرنامج المهني الذي ينظمه معرض الشارقة الدولي للكتاب قبيل انطلاقه في شهر نوفمبر من كل عام. وتم تقديم 168 منحة للترجمة في العام الماضي، بزيادة قدرها 50% على عام 2013.

واشتملت الطلبات الـ630 التي تقدم بها 84 ناشراً، 36 منهم من الوطن العربي، على 233 للترجمة من الإنجليزية إلى لغات أخرى، و105 طلبات من اللغة العربية إلى لغات أخرى، و80 طلباً من اللغة التركية، و24 طلباً من اللغة الفرنسية، ووصل عدد الطلبات التي تقدمت بطلبات ترجمتها للغة العربية إلى 129 كتاباً، وذلك من الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والتركية، والبوسنية، والمجرية، ولغات أخرى، عكست اهتمام الناشرين الأجانب بوصول إصداراتهم إلى القارئ العربي.

وكانت أولى دورات المعرض انطلقت في عام 1982 تحت رعاية وتوجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن رؤية سموه في أن تصبح إمارة الشارقة منارة للثقافة والأدب على المستويين العربي والعالمي، وفي الوقت ذاته تشجيع المجتمع بكل فئاته على القراءة، وأن تصبح منهجاً وسلوكاً وعادةً يومية يمارسها جميع أفراد المجتمع، وذلك من خلال توفير الكتب في مختلف المجالات المعرفية.

وتأتي الدورة الـ34 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب، وذلك عقب الإعلان في مايو الماضي عن الهوية الجديدة للهيئة، التي بموجبها اندرج المعرض ضمن الفعاليات التي تقوم الهيئة بتنظيمها والإشراف عليها، وقد بدأت الهيئة بالاستعداد مبكراً لهذا الحدث الضخم، الذي بات يحتل مكانة مرموقة على أجندة الأحداث الثقافية الأكثر تفاعلاً وجذباً للزوار من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، بعد أن جذب في دورة العام الماضي أكثر من 1.47 مليون زائر من كل أنحاء العالم، محققاً نمواً بمقدار 45%، مقارنة مع دورة عام 2013 التي شهدت حضور نحو مليون زائر.

 

بيع 90% من مساحات العرض

مواصلة للنجاحات والإنجازات التي ظل يحققها المعرض في دوراته المتتالية، وسطوع نجمه بشكل بارز بين أعرق معارض الكتب العالمية، تمكن معرض الشارقة الدولي للكتاب في منتصف يونيو الماضي من بيع أكثر من 90% من مساحات العرض المخصصة للناشرين المشاركين في دورته الـ34، التي تبلغ 26 ألف متر مربع. ويؤكد نجاح المعرض في بيع الجزء الأكبر من هذه المساحة قبل نحو خمسة أشهر من انطلاقه، تسابق دور النشر المحلية والعربية والدولية على المشاركة فيه، كي تكون جزءاً من مسيرة إنجازاته، ومحركاً رئيساً له لمواصلة هذا النجاح والبناء عليه نحو مزيد من الإقبال على الكتاب والاحتفاء به.

وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري: «منذ أن تم الإعلان عن الهوية الجديدة لهيئة الشارقة للكتاب، وبعد ختام فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل مباشرةً، شرعت الهيئة في استعداداتها لتنظيم معرض الشارقة الدولي للكتاب، بهدف مواصلة النجاحات التي ظل يحققها المعرض في دوراته السابقة، ونشر ثقافة القراءة وسط أفراد المجتمع، وجعل القراءة عادة يكتسب من خلالها الجمهور، على اختلاف مستوياته الفكرية والتعليمية، زاداً معرفياً يساعده على النهضة والتطور.

وأضاف العامري: «نسعى من خلال تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، إلى تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الحاثة على نشر ثقافة القراءة وإثراء المعارف الإنسانية»، وكشف العامري عن أن الهيئة قد قامت بوضع خطط متكاملة ستكون كفيلة بإنجاح عملية التنظيم، وإخراجه بالشكل الذي يليق بمكانة إمارة الشارقة التي تفيض ثقافةً وإبداعاً».

 

برنامج للناشرين ومؤتمر لأمناء المكتبات

في إطار شمولية النظرة وبُعد الرؤية وتكامل الأدوار، يتزامن انطلاق الدورة الـ34 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، مع تنظيم فعالية كبرى للناشرين وأخرى لأمناء المكتبات، لتعيش الشارقة خلال شهر نوفمبر عرساً ثقافياً يمتد على مدار 11 يوماً من الاحتفاء بالكتاب وناشريه وقرائه والمهتمين به. وستنعقد الدورة الثانية من فعاليات المؤتمر المشترك بين معرض الشارقة الدولي للكتاب وجمعية المكتبات الأميركية في الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر 2015 بمركز إكسبو الشارقة، حيث يقدم المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام برامج مجانية حول مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تهم أخصائيي المكتبات العامة، والأكاديمية، والمدرسية، والحكومية، والخاصة. وسيقدم فرصة مهمة لأخصائيي المكتبات من مختلف أرجاء المنطقة للتواصل مع المهتمين بمجال المكتبات، ومشاركة أفضل الممارسات، وزيارة معرض الكتاب أيضاً. وستتضمن الفعاليات أيضاً برنامج «مواعيد المتخصصين»، الذي يقام في الفترة من الأول وحتى الثالث من نوفمبر، والمخصص للناشرين ومسؤولي وكالات الترجمة الذين يرغبون في بيع أو شراء حقوق نشر الكتب الصادرة بمختلف اللغات، وهو أحد البرامج السنوية التي ينظمها مركز حقوق الترجمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وسيشارك فيه أكثر من 250 ناشراً ومتخصصاً في مجال حقوق النشر والترجمة من مختلف أنحاء العالم، وستكون الفرصة مواتية أمامهم لعقد صفقات بيع وشراء حقوق نشر الترجمات للعديد من الإصدارات. ويجذب البرنامج متخصصي حقوق النشر الكبار في مجال صناعة الكتب من أكثر من 50 دولة، ويتضمن لقاءات تعارف بين الناشرين العرب والأجانب، وتنظيم وعقد جلسات لبحث سبل التعاون بين بعضهم بعضاً، وتسهيل الاتفاق في ما بينهم على بيع وشراء الحقوق، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الناشرين في مجالات الترويج والتسويق للإصدارات المشتركة.

تويتر