تحقيقات إنسانية وعلمية في عدد شهر أغسطس

«ناشيونال جيوغرافيك العربية» ترتحل بين «الفاتيكان» و«الحرب المنسية»

صورة

ضم عدد شهر أغسطس المقبل من مجلة «ناشيونال جيوغرافيك العربية» مجموعة من التحقيقات، التي تتناول جوانب علمية وإنسانية وتاريخية شيقة، منها ما يُكشف عن تفاصيله للمرة الأولى.

تستعرض المجلة في عددها الجديد، وضمن أحد أبرز تحقيقاتها، خفايا الثورة الإصلاحية الهادئة التي يقودها البابا فرنسيس داخل الكنيسة الكاثوليكية في مواجهة إرث المشكلات التي تراكمت في الفاتيكان على مر عقود من الفساد والفضائح، إذ وجد أتباع أكبر كنائس العالم في انتخاب هذا البابا الجديد عام 2013 فرصةً سانحة لإعادة تصويب وضع كنيستهم لمواجهة التحديات الكبيرة التي تفرض نفسها. ويأمل أبناء الكنيسة الكاثوليكية أن يتمكن البابا، القادم لأول مرة من خارج أوروبا، من إعادة توجيه بوصلة الفاتيكان ليعود كما كان «كنيسة فقيرة للفقراء»، لاسيما أن فرنسيس يتخذ من التقشف والبساطة عنواناً لنهجه في إصلاح الفكر المسيحي وتجديده.

وتعود «ناشيونال جيوغرافيك العربية» بالقارئ إلى القرن الـ19 للتعرف إلى بدايات فن تحنيط الحيوانات، الذي رائج بشكل كبير في الولايات المتحدة، بعدما تنبّه عدد من علماء الأحياء إلى اختفاء مجموعات حيوانية بكاملها - مثل ثور البيسون - من براري الغرب الأميركي. وتشرح المجلة في تحقيق مميز كيف تطور فن التحنيط من مجرد عملية حشو بسيطة لأجساد الحيوانات، ليصبح علماً له قواعده الفنية ومواده الخاصة ومدارسه المختلفة؛ إذ توسع مجاله ليشمل تحنيط جميع أنواع الطيور والزواحف وحتى الثدييات الكبيرة. وترافق ذلك مع زيادة الطلب على الحيوانات المحنطة التي تحولت إلى ديكورات طبيعية تزين جدران المنازل الفخمة وزواياها وسقوفها.

ويتطرق عدد شهر أغسطس أيضاً، ضمن تحقيق «حرب فيتنام المستمرة في لاوس»، إلى مسألة الذخائر غير المنفجرة الناجمة عن الحروب السابقة في لاوس، التي تُعد من أكثر البلدان تضرراً من هذه الظاهرة المدمرة، التي نتجت عن إلقاء الطائرات الأميركية أكثر من مليوني طن من القنابل بين عامي 1964 و1973 على أراضيها، تزامناً مع الحرب الدائرة آنذاك في فيتنام؛ إذ تشير تقديرات المنظمات الدولية إلى أن نحو 20 ألف شخص قد قُتلوا أو بُترت أطرافهم، بسبب القنابل غير المنفجرة في لاوس منذ انتهاء الحرب قبل 40 سنة، وأن نحو 100 مليون «قنبلة عنقودية» غير منفجرة لاتزال تشكل تهديداً مستمراً لسكان لاوس، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة، نتيجة عدم قدرة هذا البلد الفقير على استغلال الحقول الزراعية المتضررة، في مجتمع يعتمد على الزراعة في المقام الأول. فهل تبقى لاوس نموذجاً للبلدان المنكوبة من جراء الذخائر غير المنفجرة و«الحرب المنسية»، أم تقدم تجربة رائدة للتخلص منها؟

 

 

تويتر