«الشارقة القرائي» يناقش أدب الطفل وتأثيره في المجتمع

أدباء: المكتبة العربية تفتـقر إلى قصص الخيال العلمي

المشاركون في الندوة أكدوا أهمية أن يكون أدب الطفل نابعاً من واقعه وليس مستورداً. من المصدر

يلعب أدب الأطفال دوراً كبيراً في نشر القصص والحكايات التي من خلالها يمكن أن نقرأ واقع المجتمع وثقافته وتطلعاته، الأمر الذي وضعه محط أنظار الجميع من أدباء ونقاد وحتى قراء، لما يمتاز به من قدرة على ربط الطفل في سن مبكرة بواقع المجتمع، وهو ما أكده عدد من الخبراء والأدباء الذين اجتمعوا، أول من أمس، في ندوة حملت عنوان «أدب ومجتمع»، عقدها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في ملتقى الكتاب بمركز إكسبو الشارقة على هامش فعاليات دورته السابعة التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، حيث أكدوا فيها أن «أدب الطفل يعد وسيطاً تربوياً، وأن المكتبة العربية تفتقر إلى قصص الخيال العلمي العربية»، داعين إلى ضرورة أن يكون أدب الطفل نابعاً من واقعه وليس مستورداً من الخارج، ويحاكي بيئته وعالمه الحالي.

تجربة خاصة

الكاتبة البريطانية نيكولا مورغن أكدت أن توجهها نحو الكتابة للمراهقين جاء بناء على تجربتها الخاصة. وقالت «لم تكن المعرفة متوافرة بالشكل الموجود اليوم، عندما مررت أنا بمرحلة المراهقة، وحينها لم يكن هناك كتب متوافرة ترضي شغفنا بالقراءة، الأمر الذي أجبرنا على الانتقال مباشرة من قراءة كتب الأطفال إلى كتب البالغين»، مشيرة إلى أنها وجدت من خلال أبحاثها تشابهاً عاماً بين المراهقين في كل دول العالم.

«أدب الطفل يعد وسيطاً تربوياً يتيح الفرصة للأطفال لمعرفة الإجابات عن العالم المحيط بهم، ويفتح أمامهم أبواب الاستكشاف، وينمي فيهم سمات الإبداع وملكة الموهبة».. هذا ما أكدته الكاتبة والاعلامية المصرية منار فتح الباب، أثناء مشاركتها في الندوة التي أدارها عبده الزراع. وقالت: «الانتقال من أدب الكبار إلى الكتابة للطفل كان بالنسبة لي نقلة مفاجئة، لكنها أتاحت لي الفرصة للكتابة في كل الأشكال الأدبية والفنية الخاصة بالطفل، ولذلك أعتبر من واقع تجربتي أن أدب الطفل هو شكل من أشكال التعبير الفني، له قواعده ومناهجه في ما يتصل بلغته وتوافقاً مع قاموس الطفل».

وأكدت أن وجود طفلة لديها ساعدها على المضي قدماً في عالم أدب الاطفال، وقالت «من خلال قراءتي المتكررة لطفلتي اطلعت على أنواع أدب الطفل كافة، وهو ما ساعد على تنمية مهارات وموهبة ابنتي التي ورثت عني موهبة الكتابة»، مشيرة إلى أن الدقة في التعبير وجمال الصياغة وبساطة اللغة، تشكل شروطاً أساسية في الكتابة للطفل التي يجب أن تحتوي على المعلومة الحقيقية، مضيفة «لدينا نوعان من الكتابة للطفل: الأول كتابة وعظية خالية من الخيال، والثانية كتابة بلغة أنيقة تعتمد على الصور، لكن الطفل لا يستطيع فهمها لمحدودية مخزونه اللغوي، وبعضها يمكن تحويله إلى أفلام لكي يتمكن الطفل من استيعابها، كما لاحظت أن بعض الكتاب تحولوا إلى أدب الطفل من باب المغامرة فقط».

وفي هذا السياق، قالت «أعتقد أننا بحاجة إلى نقد أدب الطفل لتوجيه الناشرين والعمل التنظيمي، أما القصة نفسها فالناقد الحقيقي هو للطفل، لأن ذلك يشكل نقداً حقيقياً بناءً على حاجته».

أما الكاتب هيثم الخواجة من سورية، فقال «طفل الأمس يختلف عن طفل اليوم الذي يعيش حياة مختلفة بكل معاني الكلمة»، مؤكداً أن «الطفل في هذه الأيام يحتاج إلى الأدب، كونه يعيش في عصر العولمة، يبتعد فيه عن القراءة والكتاب بسبب المخترعات الحديثة». وقال «مادام الطفل يحتاج إلى هذا الأدب فمن الضروري أن تتجه المؤسسات الثقافية نحو هذا الأدب وأن تهتم به، وهو ما يجب أن تركز عليه». وتابع «أدب الأطفال وسيلة مهمة من وسائل التربية التي تبني فكر وشخصية الطفل، ولذلك فهو يطور الجانب الفكري لديه وينمي التفكير والذاكرة، وينهض بالأحاسيس والمشاعر، ويخلصه من الانفعالات الضارة ويرتقي بروح النقد البناء لديه، ويهذب سلوكياته ويثري خياله». وفي ورقته ركز الخواجة على تنوع وظائف أدب الأطفال، وقال إنها تصب في مجملها ضمن بؤرة مركزية هي النهوض بالطفل لكي تدعمه وترتقي به وبثقافته، معتبراً أن أدب الطفل هو الذي ينير قلب الطفل وفكره.

في حين اعتمد الشاعر والكاتب المصري شوقي حجاب في مداخلته على تجربته الشخصية في الكتابة للطفل، وقال «ما أقدمه ليس مفتعلاً أو مصنعاً، لأنني مازلت أعتبر نفسي طفلاً»، ليثير في المقابل جملة من الأسئلة التي تدور حول كيفية صناعة أدب الطفل الجيد. وأضاف «الطفل لم يختلف بين الأمس واليوم، وما اختلف هو طبيعة المصطلحات التي يستخدمها فقط، وبتقديري أنه إذا تم إنتاج أدب الأطفال بطريقة جميلة ومن دون تسلط، فسيكون الناتج جميلاً ومقنعاً للطفل نفسه، خصوصاً أن أدب الأطفال صنع عالماً كبيراً يمكن لنا أن نلمسه في الدراما والسينما والمسرح».

الكاتبة البريطانية نيكولا مورغن أكدت أن توجهها نحو الكتابة للمراهقين جاء بناء على تجربتها الخاصة. وقالت «لم تكن المعرفة متوافرة بالشكل الموجود اليوم، عندما مررت أنا بمرحلة المراهقة، وحينها لم يكن هناك كتب متوافرة ترضي شغفنا بالقراءة، الأمر الذي أجبرنا على الانتقال مباشرة من قراءة كتب الأطفال إلى كتب البالغين»، مشيرة إلى أنها وجدت من خلال أبحاثها تشابهاً عاماً بين المراهقين في دول العالم كافة.

 

تويتر