أسّس جمعية الإمارات للغوص ويعتبر موسوعة في مجاله

فرج المحيربي.. غوّاص التراث البحري في ذمّة الله

فرج بن بطي المحيربي كان همزة وصل حقيقية بين أجيال الغواصين والمهتمين بالتراث البحري وأسهم في رفد الباحثين والمهتمين بشؤون التراث عموماً.الإمارات اليوم

بعد رحلة عطاء ومشوار امتدّ نحو خمسة عقود مع البحر وتراثه، ودّع الحياة، صباح أمس، الوالد فرج بن بطي المحيربي، الذي كان بمثابة همزة وصل حقيقية بين أجيال الغواصين والمهتمين بالتراث البحري، وقام بتأسيس جمعية الإمارات للغوص العام 1995، وأسهم في رفد الباحثين والمهتمين بشؤون التراث عموماً، بالعديد من المعلومات الموثقة، الكثير منها كان فيه بمثابة الراوي الوحيد.

«أطلس التراث»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/8ae6c6c54aa0819a014cfbb2790557ef7%20(2).jpg

وصف الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، الراحل فرج بن بطي المحيربي بـ«أطلس التراث»، مشيراً إلى أنه كان بمثابة موسوعة حقيقية سيجد فيها الباحث والمعنيّ بشؤون التراث أبعد بكثير من مبتغاه المباشر. وتابع: حياة المحيربي جلّها ارتبطت بالبحر، سواء على سطحه، أو في أعماقه، أو حتى أمامه، وأضاف ما خلفه لنا كفيل بالفعل في رفد مكتبة التراث البحري بالكثير من المعلومات المفصلة والدقيقة وتوقع بن دلموك أن يكمل أبناء الراحل ما انتهى إليه، ليقودوا دفة السفينة التي شيّدها في فضاء الاهتمام بالتراث البحري، والربط بين الأجيال إلى آفاق أبعد.

دبي واللؤلؤ

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/8ae6c6c54aa0819a014cfbb2790557ef7%20(1).jpg

قال رئيس جمعية الغوص الإماراتية جمعة بن ثالث، إنه بصدد إصدار كتاب ثالث يستفيد فيه من خبرة الراحل بعنوان «دبي واللؤلؤ»، يحتوي على فصل يتناول فيه جانباً من خبراته الوفيرة.

وأشار بن ثالث إلى أن مسيرة المحيربي مع التراث البحري، وما قدمه للأجيال المعاصرة واللاحقة، بحاجة إلى سيرة تتبع هذه العطاء، بعد أن قضى جزءاً كبيراً في مجال رواية التراث، مشيراً إلى انه قد يشروع في هذه المهمة العلمية المهمة، التي تعبر عن الوفاء للراحل.

 

المحيربي، الذي عمل إلى جانب رئاسة جمعية الغوص مستشاراً لشؤون التراث البحري في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، كان بمثابة الوالد لأعضاء الجمعية، التي يبلغ عدد أعضائها نحو 3500 شخص، حسب رئيس مجلس إدارتها الحالي جمعة بن ثالث.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك، إن المركز استقطب منذ تأسيسه المحيربي ليكون مستشاراً لشؤون التراث البحري، وهي المهمة التي قام بها على أكمل وجه، وأسهم من خلالها برفد إدارة التراث في المركز بالعديد من المعلومات المهمة والموثقة.

وأضاف: «كان الراحل من أوائل من بادروا بالاشتغال في المحافظة على التراث، جامعاً في اهتمامه بين الغوص الحياري، ونظيره الحديث، إضافة إلى معرفته الدقيقة بالمحامل والأساطيل البحرية، فاستفاد من خبرته كثيراً المحامل البحرية الخاصة بحكومة دبي».

قال الرئيس الحالي لجمعية الإمارات للغوص جمعة بن ثالث، لـ«الإمارات اليوم»: «كان الراحل بمثابة والد حقيقي لكل الغواصين الإماراتيين، ونصائحه استفاد منها الجميع، وعلى الرغم من أن نبأ وفاته جاء في وقت مبكر جداً من الصباح الباكر، إلا أنني في ظل ساعات قليلة تلقيت مئات المكالمات والرسائل التي يعبر أصحابها عن حزنهم الشديد لافتقاده».

وتابع: «رافقت الوالد فرج في البحر، وتعلمت منه الكثير، فقد كان موسوعة ومدرسة حقيقية لكل من أراد النهل من خبراته، دون ملل أو ضجر، من تقديم المعلومة، بمنتهى الدقة والأمانة العلمية».

وقال بن ثالث انه أنجز كتابين عن التراث البحري استفاد فيهما بشكل كبير من روايات وخبرة الراحل، هما «رجال الغوص واللؤلؤ» و«رحلة الغوص»، في حين أن هناك كتاباً ثالثاً قام فيه بتخصيص نحو فصل منه لتناول تجربة الوالد جمعة بن بطي المحيربي الثرية.

رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبدالعزيز المسلم، من جانبه وصف الراحل بـ«المرجع المهم للتراث البحري الإماراتي»، مضيفاً: «كانت لفرج بن بطي المحيربي قدرة مبهرة على احتواء الشباب وتحفيزهم على الانخراط في التعامل مع التراث البحري».

وأضاف: «أسهم المحيربي بشكل أساسي في تأسيس جمعية الإمارات للغوص، وجمع عبرها في منظومة واحدة عدداً كبيراً من محبي الغوص والبحر، وكان وراء عدد من الممارسات العديدة المستلهمة من تراثنا البحري، بما في ذلك رحلة الغوص السنوية التي تنظمها الجمعية».

وذكر المسلم أن المحيربي من خلال روايته المتميزة للمعلومات التراثية البحرية، قدم خدمات جليلة للباحثين، مضيفاً: «تميز المحيربي في الرواية كان مبهراً، بسبب تفاعله الإيجابي مع الباحث، فبعض الرواة الذين يتمتعون بمخزون وافر من المعلومات، تبقى لديهم أحياناً إشكالية غياب هذا العنصر، الذي قد يحجب معلومات مهمة، او على الأقل يشوّشها».

ونبه المسلم إلى واقع يعترض عمل الباحث في التراث المحلي عموماً، وهو دقة الرواية، بسبب عوامل تعود أحياناً إلى الزمن، وهو الأمر الذي كان الراحل بمثابة استثناء مهم فيه، مضيفاً: «نمط الحياة المعاصرة، بكل ما فيها من تفاصيل، بما في ذلك الأنماط الغذائية الخاطئة أصاب الكثير من الرواة بضعف الذاكرة، لدرجة أن بعضهم قد ينكر معلومة سبق أن أدلى بها، لكن اللافت لدى المحيربي دوماً كان الدقة الشديدة في المعلومة، والحرص على إفادة الباحثين بها».

يذكر أن الراحل الذي بدأ حياته في صباه مساعداً على مركب «داو» ليصبح قبطاناً في عصر استخراج اللؤلؤ، ليقوم برحلات غوص سنوية، تركز معظمها في مناطق الساحل الغربي للدولة، وكان دوماً يربط بين حالة البحر من حيث سلامة البيئة وحالة المحار الذي يهتم بجمعه، ويرى أن صحتنا جميعاً مرتبطة بشكل أو بآخر بالسلامة البيئية للبحر.


مرجع مهم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/8ae6c6c54aa0819a014cfbb2790557ef7%20(3).jpg

رئيس معهد الشارقة للتراث، الدكتور عبدالعزيز المسلم، من جانبه وصف الراحل بـ«المرجع المهم للتراث البحري الإماراتي»، مضيفاً: «كانت لفرج بن بطي المحيربي قدرة مبهرة على احتواء الشباب وتحفيزهم على الانخراط في التعامل مع التراث البحري».

وأضاف: «أسهم المحيربي بشكل أساسي في تأسيس جمعية الإمارات للغوص، وجمع عبرها في منظومة واحدة عدداً كبيراً من محبي الغوص والبحر، وكان وراء عدد من الممارسات العديدة المستلهمة من تراثنا البحري، بما في ذلك رحلة الغوص السنوية التي تنظمها الجمعية».

 

 

 

تويتر