«أمير الشعراء» قدّمت التحية لروح الأبنودي

الحناطي يتأهل للمرحلة الثانية

صورة

تأهل الشاعر المصري محمد الحناطي في الحلقة النهائية من المرحلة الأولى من مسابقة «أمير الشعراء»، في دورتها السادسة، بعد حصوله على بطاقة التأهل من لجنة تحكيم المسابقة. كما تأهل من شعراء الحلقة الماضية الشاعر السعودي حسن الصميلي والشاعر العماني مشعل الصارمي، بعد حصولهما على أعلى نسبة من تصويت الجمهور، فيما خرجت الشاعرة التونسية سنية مدوري من المسابقة.

الحلقة التي بثت مساء أول من أمس من مسرح شاطئ الراحة مباشرة، وعرضت على قنوات: «بينونة» الفضائية، و«أبوظبي»، والتلفزيون السعودي - القناة الأولى، وقناة المحور الفضائية المصرية، بدأت بـ«تحية إلى روح الشاعر عبدالرحمن الأبنودي» وجّهها عضو لجنة التحكيم د. صلاح فضل، معبراً عن أسفه برحيل الشاعر الكبير.

تصفيق حار

«عاصفة الحزم» وموقف الإمارات التاريخي من مصر، كانا محوري القصائد التي استمع إليها الجمهور في فقرة المجاراة بين الشعر الفصيح والشعر النبطي خلال الحلقة، والتي جمعت كلاً من الشاعر الإماراتي حمد البلوشي، نجم شاعر المليون في موسمه السادس، والشاعرة المصرية شيماء حسن، نجمة برنامج أمير الشعراء في موسمه الثاني، حيث قدم كل منهما قصيدة جارى فيها زميله فقدمت شيماء قصيدة فصحى، في حين رد البلوشي عليها بقصيدة من الشعر النبطي، ثم ألقى الشاعر البلوشي قصيدة نبطية لتعود شيماء وترد عليه بقصيدة فصحى جديدة، وقد لاقت هذه الفقرة المجاراة بين الشعر النبطي والشعر الفصيح تصفيقاً حاراً وإعجاباً من قبل الجمهور الموجود.


المرحلة الثانية

تنطلق الأسبوع المقبل المرحلة الثانية من «أمير الشعراء» التي تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وتنفذها شركة بيراميديا، ويتنافس في كل حلقة (من الحلقات الثلاث للمرحلة الثانية) خمسة شعراء، على أن يتأهل شاعر بقرار لجنة التحكيم وشاعر بتصويت الجمهور، ليصل للمرحلة قبل الأخيرة ستة شعراء فقط يتنافسون على لقب «أمير الشعراء». وتجمع الحلقة الأولى من المرحلة الثانية خمسة شعراء، هم: حيدر العبدالله من السعودية، لؤي أحمد من الأردن، محمد ولد إدوم من موريتانيا، مشعل الصارمي من سلطنة عمان، نفين عزيز طينة من فلسطين.

وأضاف: «اسمحوا لي أن أمسح دمعة عن وجنة عروس الشعر التي تركتها في القاهرة تبكي عبدالرحمن الأبنودي، والذي يعزينا هو وجود مثل برنامج (أمير الشعراء) الذي يبرز للساحة الثقافية أمراء للشعر والسلام والحب».

وقدم الشعراء الذين جمعتهم الحلقة، وهم عبدالله أبوبكر من الأردن، شاكر الغزي من العراق، خالد بشير من السودان، محمد الحناطي من مصر، قصائد اختلفت في موضوعاتها بين السياسي والإنساني.

فقدم الشاعر عبدالله أبوبكر قصيدة بعنوان «الظلمة البيضاء»، وجد فيها الدكتور عبدالملك مرتاض لغة شعرية دفقة وسلسة ومنسالة، رغم المبالغة في تكرار كلمة «الآن وحدي»، لافتاً إلى أن «النص فيه جهد واضح في اللعب باللغة الشعرية وفي العمل بها، وفيه إيقاع متميز ولو أنك قصرت في الإلقاء، فهو إيقاع طافح يشد له مسامع المتلقي». بينما أشار الدكتور علي بن تميم إلى أن القصيدة تتكون من مشاهد عدة تشبه لحناً يتغير، لكنه لحن مشاهدة، فالقصيدة متشابهة متطابقة غير محكمة الصياغة.

عن المرأة؛ جاءت قصيدة الشاعر محمد الحناطي «رؤيتان من غيمة واحدة»، والتي تكونت من مقطعين لكل منهما مزاج خاص رغم وحدة الموضوع، ووجد الدكتور صلاح أن القصيدة فيها حالة شعرية رائقة، وتترك مساحة للإلهام الشعري المفعم. في حين لفت الدكتور علي بن تميم إلى نزوع القصيدة إلى الحياة اليومية فتتكلم بلغتها. وقال الدكتور عبدالملك مرتاض إن القصيدة تحتاج لأن تقرأ أكثر من مرة حتى تبدي عن محاسنها.

وقدم الشاعر خالد بشير قصيدة بعنوان «عناكب للماوراء» تطرق فيها لثورات الربيع العربي، وأشار الدكتور صلاح فضل في تعليقه عليها إلى شخصية الشاعر المنفردة، وطريقته البارعة في التهكم والسخرية.

في المقابل؛ رأى الدكتور علي بن تميم أن الشاعر وقع في هذا النوع من السباق الذي جعل سخريته مذمومة، حيث اشتملت القصيدة على الكثير من الألفاظ غير المحمودة، والعديد من الشتائم التي ينبغي أن تتخلص منها، فهذه الألفاظ لا تمت للشعر بصلة، فالقصيدة الحديثة تبرع في الكلام الجميل والصور الشعرية المبدعة ولا تسخر من لغة الآخرين. أمّا الدكتور عبدالملك مرتاض فلفت إلى براعة إلقاء الشاعر الذي حاول به أن يغطي نقص الجمالية المفقودة من النص، والضعف في لغة القصيدة.

«أنبياء الرمل والتجافي»؛ هو عنوان القصيدة التي قدمها الشاعر شاكر الغزي، ووجد الدكتور علي بن تميم أن الشاعر فيها يصور جماعة ويعطيها قيماً سامية، ويبالغ في تمجيد هذه الجماعة متناسياً أن يمدح هذه الجماعة في حيز إنسانيتها، فاتجهت القصيدة إلى المبالغة. وقال الدكتور عبدالملك مرتاض إنّ الشاعر قد التبست عليه الأشياء بالأشياء والأهواء بالأهواء، إذ كثيراً ما يكون الخير شراً والشر خيراً عند طائفة ما، كما أن الشاعر بالغ في المدح.

بينما أشار الدكتور صلاح فضل إلى اللغة الشعرية القوية للشاعر، لكن كل كلمات القصيدة مضمخة بالدم بدلاً من عطر الشعر، ونحن نريد في بلداننا العربية أن نتخلص من هذا الدم، نريد أن نبرأ من كل السموم.

تويتر