ندوة شارك فيها نخبة من الكُتّاب والمتخصصين

«الشارقة القرائي» يناقش ابتكار مضامين كتب الأطفال

«الكتابة للطفل لا تُعد أمراً هيناً، فهي شديدة الصعوبة»، تعبير اتفق عليه مجموعة الكتاب الذين شاركوا، أول من أمس، في ندوة «اتجاهات أدب الطفل الجديدة»، التي استضافها ملتقى الكتاب ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، ويستمر حتى الثاني من مايو المقبل، في مركز إكسبو الشارقة.

شارك في الندوة كل من الأديب المصري د.أحمد خالد توفيق، والكاتبة الكويتية د.كافية رمضان، والكاتبة الأميركية روزميري ويلز، وأدارتها الكاتبة أمل فرح، وناقشت الندوة العديد من المحاور الخاصة بالكتابة للطفل.

الكاتبة الكويتية د.كافية رمضان، أكدت في مداخلتها أن أدب الطفل هو أحد أشكال التعبير الفني بالكلمة، وقالت: «لأدب الأطفال قواعد ومناهج، يتصل بعضها بلغته وبما يمتلكه من مخزون لغوي، وبعضها الآخر يتصل بالمضمون ومدى تناسبه مع المرحلة العمرية التي يكتب لها، فضلاً عن طرق صياغة القصة، وكذلك فنون إلقاء الحكاية على مسامع الطفل». وأشارت إلى أن أدب الطفل يمكن أن يعد وسيطاً تربوياً، ويتيح الفرصة أمام الطفل لمعرفة الإجابات عن الأسئلة التي تدور في خاطره، فضلاً عن أنه ينمي فيه محاولات الاستكشاف وحب الاستطلاع واستخدامه للخيال، مؤكدة في الوقت ذاته أن احتياجات الطفل العربي لا تختلف كثيراً عن احتياجات الطفل الغربي، منوهة إلى فقدان الساحة الأدبية العربية الكاتب الرسام، المنتشر كثيراً في الغرب.

وأضافت: «من خلال تجربتي الطويلة في هذا المجال اكتشفت أن الكاتب يجب أن يضع قصته في قالب يمكّن الطفل من الإحساس بها، وأن القصة لا يجب أن تخرج من الإطار الفكاهي، لأن طبيعة الطفل يحب الضحك ويبحث عنه، وهذا يشكل أحد الأسباب التي تدعو الأطفال إلى الارتباط بكاتب معين وترقب أعماله». ونبهت الكاتبة روزميري ويلز إلى ضرورة قيام الوالدين بالقراءة اليومية للطفل، معتبرة أن هذا الأمر مهم جداً للأطفال أنفسهم، ويشجعهم على حب المطالعة والقراءة، مؤكدة في الوقت ذاته أن على الوالدين تعلم فن قراءة القصص للأطفال، بحيث يعتمدون أساليب مشوقة تساعد على تقوية علاقة الطفل بالقصة وأحداثها، وتكون مدخلاً له للتعلم.

وفند الأديب، د.أحمد خالد توفيق، العديد من المفاهيم السائدة في المجتمعات العربية، التي اعتبرها «مفاهيم خاطئة»، وقال: «بلا شك أن الكتابة للطفل شديدة الصعوبة، وليس من السهل التعامل معها، لأن الطفل يتميز بذكاء حاد، يمكنه من قبول أو رفض ما يسمعه أو يقرأه». وتابع: «مفهوم أن الطفل يقبل كل شيء، في تقديري أنه مفهوم خاطئ، وذلك لأن لدى الطفل عيناً حساسة قادرة على الانتقاء بذكاء واضح»، مؤكداً أن الأدب لا يجب أن يتحول إلى محاولة «إملاء» على الطفل، وقال: «لدينا في المجتمع العربي خطأ شائع وهو أن الكتابة للطفل يجب أن تعتمد على التعليم، وأن تقدم له معلومات سواء تاريخية أو جغرافية، أو غيرها، وهذا الأمر لا يجوز في عالم أدب الأطفال تحديداً، لأن ذلك سيؤدي إلى نفور الطفل من القراءة والاستماع للقصة، خصوصاً إذا شعر أن القصة فيها شيء من الإملاء عليه».

تويتر