أمر بمليوني درهم لدعم دور النشر خلال افتتاحه الدورة السابعة لـ «الشارقة القرائي»

سلطان القاســمي يدعو الناشرين العرب إلى تـزويد الأطفال بالمعارف

صورة

دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مسؤولي دور نشر إلى مواصلة الاهتمام بالطفل وتزويده بالعلوم والمعارف المختلفة، كي يكون فرداً صالحاً ومساهماً إيجابياً في مجتمعه.

دعم ورعاية

أكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، أن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة، وتوجيهات ومتابعة قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لمهرجان الشارقة القرائي للطفل منذ انطلاقته، أسهمت في تحويله إلى حدث عائلي يجتمع فيه أفراد الأسرة على حب الكتاب، واكتشاف متعة القراءة، والأهم من ذلك التركيز على دور الثقافة والمعرفة في تنمية القدرات الذهنية والإبداعية للطفل، والانتقال به إلى مستويات أعلى من التميّز، بما يؤدي إلى بناء جيل قوي الشخصية، وواسع الإدراك، وقادر على لعب دوره الإيجابي في بناء وطنه ومستقبله.

وأضاف العامري: «رغم أن روح مهرجان الشارقة القرائي للطفل تتمحور حول الكتاب، فإن العدد الكبير من الفعاليات المتنوعة التي يتضمنها، وتشمل كل فروع المعرفة، من الآداب والفنون والتراث إلى العلوم والصحة والطهي، مروراً بالموسيقى والمسرح والسينما، يجعله فعالية متكاملة قل نظيرها في المنطقة، وتضيف مشاركة نخبة من الشخصيات الثقافية والتربوية والأكاديمية والفنية في برامج المهرجان ونشاطاته بُعداً آخر له، من خلال جعل الطفل والاهتمام بتطوير قدراته نقطة التقاء هذه النخب».

تعاون

تتعاون هيئة الشارقة للكتاب في تنفيذ فعاليات المهرجان مع عدد كبير من المؤسسات المحلية والدولية المهتمة بالطفل، من بينها: المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وإدارة متاحف الشارقة، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومستشفى لطيفة بدبي، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، ومجموعة «ماد ساينس»، وقناة «سبيس تون» للأطفال، وقناة «إم بي سي 3»، ومعهد الإمارات للسياقة، و«نوتي ساينتست» العالمية، ونادي الثقة للمعاقين بالشارقة، وسيرك ليكيد من سويسرا، وفرقة روفنسك من بلاروسيا.

جاء ذلك لدى افتتاح سموه، أمس، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في مركز إكسبو الشارقة، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين.

وأمر صاحب السمو حاكم الشارقة بمكرمة بمبلغ مليوني درهم، لدعم دور النشر المشاركة في المهرجان، وشراء الكتب منها، ورفد المكتبات العامة والمؤسسات الثقافية بالإمارة.

واستُقبل صاحب السمو حاكم الشارقة فور وصوله إلى مقر المهرجان بوصلة إنشادية ترحيبية من قبل مجموعة من الأطفال، معبّرين من خلالها عن سعادتهم بافتتاح سموه لهذا الحدث السنوي المتجدد، الذي كبر معهم على مدى سبع سنوات، وأصبح المكان الذي يلتقي فيه أطفال إمارة الشارقة وزوارها ببعضهم بعضاً، على مدار 11 يوماً.

وبعد قص الشريط إيذاناً بالافتتاح الرسمي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السابعة، تجوّل صاحب السمو حاكم الشارقة في قاعات المهرجان، الذي ضم العديد من الأقسام والأجنحة، واستهلت بزيارة دائرة الثقافة والإعلام، واطلع على أحدث إصداراتها من الكتب العامة الموجهة إلى الأطفال.

وتضمنت الجولة زيارة جناح جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وجناح مجموعة «كلمات» للنشر، واطلع سموه على إصدارات دار «كلمات» و«حروف للنشر التعليمي» التابعتين للمجموعة. وتفقد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أجنحة عدد من المؤسسات الثقافية والجهات الحكومية ودور النشر المحلية والعربية والدولية.

وتوقف سموه عند القاعة المخصصة لتنظيم الورش التعليمية والتدريبية المخصصة للأطفال، وتشكل أحد عوامل تميّز المهرجان، واطلع سموه على الغرف التي سيقوم الأطفال بحضور الورش فيها.

وأطلق صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال زيارته جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مشروع «تمكين مكتبات الأطفال»، الذي يهدف إلى تفعيل مكتبات الأطفال، وتزويدها بالمقومات التي تساعدها على البقاء، وتحويلها إلى بيئة جاذبة للأطفال وأسرهم. كما دشن سموه في جناح «ثقافة بلا حدود» مبادرة «المكتبة الجوية»، وتتضمن تقديم الكتب العربية بأنواعها المختلفة للمسافرين على متن طيران العربية في السفرات الطويلة، وتهدف إلى غرس ثقافة القراءة في نفوس المسافرين، وزيادة الوعي بأهمية الثقافة والعلم وجعلها أسلوب حياة.

ويتضمن المهرجان الذي يقام هذا العام تحت شعار «اكتشف مدينتي» نحو 2028 فعالية ثقافية وتعليمية وترفيهية وفنية وصحية، إلى جانب مشاركة 109 دور نشر من 15 دولة، وسط حضور عشرات الشخصيات الثقافية والتربوية والأكاديمية والفنية المتخصصة والمهتمة بالطفل.

كما افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، الدورة الرابعة من معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، التي تقام أيضاً ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي، ويشارك فيها 385 عملاً فنياً رسمها 134 فناناً من 31 دولة عربية وأجنبية، ويعتبر هذا المعرض الوحيد من نوعه في العالم العربي، ويهدف إلى إيجاد ثقافة فنية متطورة وعالمية تحتفي بالرسام بوصفه صاحب الصورة المرئية في عملية صنع وإبداع الكتاب الموجه للأطفال من أجيال المستقبل.

وعرج صاحب السمو حاكم الشارقة إلى معرض الديناصورات الذي تستضيفه الشارقة للمرة الأولى بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة، ويعد الأضخم من نوعه للديناصورات التي يعود تاريخ انقراضها إلى العصر الجوراسي. واطلع سموه على النماذج والمعلومات الخاصة بعالم الديناصورات، التي تم إعدادها بأسلوب علمي مبسط يناسب الأطفال، وباللغتين العربية والإنجليزية. ويشكل المعرض إضافة قيّمة إلى التاريخ الطبيعي، ويتميّز بالمراجعة العلمية الدقيقة لكل معروضاته.

وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الفائزين بجوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل، والبالغة قيمتها الإجمالية 77 ألف درهم إماراتي، وفاز بالمركز الأول ون دي تان من ماليزيا، فيما حل جانكو ناجانو من اليابان في المركز الثاني، وجاء بياتريس مارتين ترسينو من إسبانيا في المركز الثالث. أما الجوائز التشجيعية فذهبت إلى حسين النخال ودافيد حبشي من لبنان، ومارياكاريلا تاروني من إيطاليا، وعلي بوذري من إيران. وشمل التكريم أيضاً أصحاب المعارض الفنية الشخصية المصاحبة للمهرجان، وهم: سارة تايسون من كندا، وإيريك رولاند من فرنسا، ولطيفة أهلي من الإمارات.

كما تفضل سموه بتكريم الفائزين بجائزة مهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل 2015، حيث فاز بجائزة كتاب الطفل (باللغة العربية) للفئة العمرية من 4 إلى 12 سنة، كتاب «بين هذا وذاك» للمؤلف حسن عبدالله، وذهبت جائزة كتاب اليافعين (باللغة العربية) للفئة العمرية من 13 إلى 17 سنة إلى كتاب «صديقي المُختلف عقلياً» للمؤلفة د.عبير محمد أنور، أما جائزة كتاب الطفل (باللغة الأجنبية) للفئة العمرية من 7 إلى 13 سنة، ففاز بها كتاب «المنديل المتكلّم» للمؤلفة آنجانا فاسواني، وفاز بجائزة كتاب الطفل لذوي الإعاقة البصرية (جائزة تشجيعية)، كتاب «أرنوب وأسنانُه الحادة»، وهو من إعداد فريق عمل مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وبجائزة الشارقة للأدب المكتبي في دورتها الـ16، والتي كان موضوعها الرئيس لهذا العام «التحولات التاريخية في المكتبة العربية الإسلامية»، كرّم صاحب السمو حاكم الشارقة، الفائزة بالمركز الأول عتيقة عبدالرزاق عن بحثها «التحولات التاريخية للمكتبة العربية الإسلامية وآثارها على قيام الحضارات».

وفاز بالمركز الثاني أحمد عادل زيدان فرج عن بحثه «الوقف ودوره في التكوين الحضاري للمكتبة العربية الإسلامية ــ دولة الإمارات العربية المتحدة أنموذجاً»، وذهبت جائزة المركز الثالث إلى محمد سامي عدلي إبراهيم القاضي، عن بحثه «التحولات التاريخية في مكتبة جامع الأزهر الشريف بالقاهرة منذ العصر الفاطمي حتى العصر الحديث».

واختتمت فعاليات حفل الافتتاح كما بدأت بتقديم فقرة موسيقية للأطفال المشاركين في المهرجان، معربين عن فرحتهم بقدوم صاحب السمو حاكم الشارقة ومشاركته لهم في العرس الثقافي.

وتتضمن الدورة السابعة من المهرجان 2028 فعالية موزعة على أربعة برامج، إذ يتضمن برنامج الطفل 1919 فعالية، والبرنامج الثقافي 70 فعالية، وبرنامج الطهي 28 فعالية، إضافة إلى فعاليات مقهى التواصل الاجتماعي التي تتضمن 11 فعالية. وتشارك في المهرجان 109 دور نشر من 15 دولة، تتصدرها دولة الإمارات بواقع 40 داراً، تليها لبنان بـ25 داراً، ومصر بـ17 داراً، إلى جانب مشاركات من أستراليا وكندا والهند ودول أخرى عديدة.

ويشمل برنامج الطفل ورش عمل، وجلسات نقاشية، ومحاضرات توعوية، وأمسيات شعرية، وقراءات قصصية، وعروضاً مسرحية وغنائية في مجالات الفنون والتراث والصحة والتربية والأدب والعلوم والتوعية. وسيتناول البرنامج موضوعات متنوعة مثل إعادة التدوير، وصناعة الدمى، والألعاب العلمية، والحرف التقليدية، والمهارات الفنية، والكتابة الإبداعية، والتأليف الموسيقي، والتصوير الفوتوغرافي، والتعرف إلى الآداب والسلوكيات العامة.

في حين يتضمن البرنامج الثقافي الكثير من الندوات الفكرية والمحاضرات الثقافية والتربوية التي تقدمها مجموعة مختارة من أهم وأبرز الأدباء والمثقفين العرب والأجانب من أصحاب الخبرات المشهودة، إضافة إلى ما يحفل به البرنامج من قراءات قصصية ونقاشات وورش عمل حول أدب ومسرح وسينما الطفل.

وسيستمتع الزوار بمتابعة العروض الحية التي يقدمها نخبة من الطهاة وخبراء التغذية ضمن فعاليات «ركن الطهي»، من بينهم الطاهية الأردنية دعد أبوجابر، والشيف السوري ماجد الصباغ، والطاهية البحرينية منى الحسن، والشيف المصري الشهير الشربيني، والطاهية الأردنية المصرية غادة التلي، إضافة إلى الطاهية السعودية آية عناني، الفائزة بجائزة «ستار شيف» من قناة فتافيت، والطاهية الكندية أندرو ميشيل، والطاهية الأميركية لي هولمز، إلى جانب طهاة من الهند، وأستراليا، والمملكة المتحدة.

ومن خلال مقهى التواصل الاجتماعي، يستضيف المهرجان هذا العام عدداً من الأطفال النابغين والمخترعين وأصحاب القدرات والمواهب المتميّزة من أبناء الإمارات، إضافة إلى مجموعة من الأطفال من الدول العربية، الذين سيقدمون تجاربهم في تحقيق النجاح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمحاذير التي يجب الالتزام بها عند استخدام هذه المواقع والتفاعل مع ما ينشر فيها، من أبرزهم: محمد سعيد حارب، وعلي الجسمي، وعدنان حميد، وهبة السمت، وأديب البلوشي.

وسترافق المهرجان عروض فنية ومسرحية، من أهمها: مسرحية بعنوان «حب الوطن»، يؤديها مجموعة من طلبة إحدى المدارس في إمارة الشارقة، وتسعى إلى تعزيز الانتماء وحب الوطن. فيما سيقدم المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، مسرحية غنائية بعنوان «شكراً.. لكن اتركنا»، تعتمد على التمثيل الرمزي بالاعتماد على مجموعة من الأطفال الذي يرتدون ملابس على شكل حيوانات طريفة، كما ستعرض مسرحية «الأعمى والعصا»، التي تقام بالتعاون من نادي الثقة للمعاقين.

وللمرة الأولى، ينظم المهرجان بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية فعالية الموكب أو الكرنفال، والمتمثلة في تزيين السيارات أو الحافلات المدرسية برسوم حول معالم مدينة الشارقة، تماشياً مع شعار الدورة السابعة «اكتشف مدينتي»، وستقوم العديد من مدارس الشارقة الحكومية والخاصة بعرض السيارات والحافلات التي قامت بتزيينها.

تويتر