«اتحاد الكتّاب» يبحث علاقة المثقف بالصحافة الثقافية

حضر الصحافيون وغاب الأدباء

حبيب الصايغ (يمين): العلاقة بين الاتحاد وجمعية الصحافيين متميزة. تصوير: إريك أرازاس

ماذا يريد كتاب وأدباء الإمارات من صحافتهم الثقافية؟ سؤال مثير للجدل، طرحته الحلقة النقاشية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي في مقره بمعسكر آل نهيان، مساء أول من أمس. حيث اعتبر رئيس مجلس إدارة الاتحاد، حبيب الصايغ، أن الموضوع مُلح ويستحق طرحه، وتخصيص أكثر من لقاء له، نظراً لأهمية الصحافة الثقافية، وتأثيرها الكبير في المثقف والساحة الثقافية.

تنسيق وتضارب

خلال النقاش طرح ممثلو الصحف المحلية عدداً من النقاط التي تتعلق بالعلاقة بين الصحافة الثقافية والمبدع، والتي قد تؤثر في التفاعل بينهما، من أبرزها: غياب التنسيق بين المؤسسات الثقافية المختلفة، وتضارب مواعيد الفعاليات والأنشطة، ما يخلق صعوبة في متابعتها جميعاً، وكذلك محدودية الصفحات المخصصة للمواد الثقافية في الصحف، كذلك موسمية النشاط الثقافي وتركزه في فترة معينة وخفوته بقية العام، وافتتاح مشروعات وفعاليات ثقافية ضخمة ومؤسسية عدة في أوقات متقاربة، يقلص من مساحات التغطية المتاحة للفعاليات الصغيرة والأسبوعية المتزامنة مع هذه الأحداث. كما لفتوا إلى تصارع الجهات الثقافية، ورغبة كل منها في تسليط الضوء على كل ما تقوم به من أنشطة على حساب غيرها من الجهات، إلى جانب رفض بعض الكتاب توجيه النقد إليهم، ومهاجمتهم لأية أصوات ناقدة، ورغبتهم في تحويل الصفحات الثقافية إلى مساحات مدح وإشادة بما يقدمونه من إنتاج أدبي.

وقال الصايغ: «الحديث عن تقصير بعض الصحافة الثقافية، وأعني بها هنا الصفحات الثقافية اليومية، وليست الملاحق الأسبوعية أو الدوريات، لابد أن يلازمه تأكيد لدورها الفاعل في نقل العمل الثقافي والفعاليات والأنشطة للجمهور، وإتاحتها الفرصة لنشر ما يتم ويناقش في الملتقيات الثقافية ليقرأه ويستفيد منه جمهور عريض».

ورغم أهمية الموضوع، وحرص اتحاد الكتاب على طرحه، والإعلان عن الفاعلية قبل موعدها بفترة كافية، إلا أن غياب الكتّاب عن الأمسية كان لافتاً، وهو ما علق عليه الصايغ، مشيراً إلى غياب الكتّاب عن معظم الأنشطة التي تقام، وعدم اهتمامهم بالحضور، حتى بدافع الفضول، إلى جانب أهمية حضورهم في مثل هذه النقاشات التي تعبر عن قضايا تمسهم وتمس الواقع الثقافي في الدولة.

وأشار رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى أن العلاقة بين الاتحاد وجمعية الصحافيين متميزة، «وكانت هناك فكرة للاتحاد بينهما، حيث يجمعهما هم مشترك، وهناك تقاطع في المهام والأدوات بينهما، والاتحاد لا يعني بالضرورة الانصهار».

وتساءل الصايغ عن أولويات الصحافة الثقافية في الإمارات، آملا أن يصبح للمبدع الإماراتي الأولوية المطلقة ليدها، فتحتفي بنصوصه، ومنجزه الإبداعي على اختلافه. مشيراً إلى أهمية التعامل مع المبدعين باعتبارهم كائنات إبداعية حساسة وليس مجرد أرقام.

وأضاف: «إذا لم يجد الكاتب أو الشاعر من يتبنى منجزه أو نتاجه ويقدمه للجمهور ويعلن عنه، يتأذى كثيراً، وربما يهجر الساحة ويتوقف عن الإنتاج، وعلى الصعيد الشخصيـ عندما طرحت مجموعتي الشعرية الأولى (هنا بار بني عبس، والدعوة عامة) عام 1980، كان يمكن أن أصاب بالإحباط لو لم تحتفِ بي الصحافة الثقافية وقتها، وهو ما شجعني كثيراً». كما تحفظ على الرأي الذي يذهب إلى أن الثقافة في الإمارات في فترة السبعينات أفضل من الوقت الحالي، موضحاً أن الثقافة اليوم أفضل، لكن الصحافة الثقافية كانت تحتفي في السابق بالكاتب أكثر.

من جانبه، أشار مسؤول جماعة الإبداع باتحاد الكتاب، فرع أبوظبي، الشاعر سالم بوجمهور إلى أن الصحافة الثقافية من حيث التوجهات والكوادر جيدة، لكن الإشكالية في التطبيقات على أرض الواقع، وهو موضوع مهم، داعياً إلى طرح كل الأفكار التي تتعلق بالموضوع للنقاش، مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بالثقافة العربية ككل، لأنها مهددة في هذا الوقت وفي ظل الأحداث التي يعيشها العالم العربي.

واعتبر بوجمهور أن الإعلام بشكل عام في الإمارات متأخر عن مسيرة الدولة وإنجازاتها مسافة بعيدة.

 

 

تويتر