الأطفال وطلبة المدارس الأكثر حضوراً في الكواليس الصباحية لـ «طيران الإمارات للآداب»

إبداعات الناشئة.. مواهب تشق طريقها

صورة

هو يوم للمواهب الناشئة بامتياز خلال فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي احتفى أول من أمس بأدب الأطفال، سواء الروائي أو الشعري، إضافة إلى انفتاحه على العديد من الفعاليات الأخرى التي طالت أدب الرحلات والتاريخ، وكذلك الشعر.

«إماراتي في نيجيريا»

بعيداً عن تجاربه الشعرية يجيء كتاب «إماراتي في نيجيريا» ليدخل طلال سالم الصابري إلى عالم السرد في تجربة مغايرة رآها أكثر صعوبة، لاسيما عندما تكون مرتبطة بتغيير شخصي دفعه إلى قرار الاتجاه إلى التغيير الجذري في بيئة العمل، لتكون أفغانستان هي التجربة الأولى، قبل أن يقوده القرار إلى نيجيريا محور كتابه.

وبمفهوم المقارنة أيضاً التي تعقد ذهنياً لدى المشاهد لتفاصيل مختلفة عن وطنه، وهو ما يسود بالفعل أدب الرحلات الإماراتي، يؤكد سالم أن التوجسات من الاختلاف الشديد في البيئة زالت سريعاً بمجرد الاحتكاك مع ابناء المجتمع في العمل والشارع، اللذين تأقلم معهما قبل أن تمتد رحلته إلى ستة أشهر.


من فعاليات اليوم

أفردت اللجنة المنظمة لمهرجان طيران الإمارات للآداب قائمة طويلة من الفعاليات المتنوعة، الخاصة باليوم (الجمعة)، استثماراً لعطلة نهاية الأسبوع، وتشجيعاً لكل أفراد العائلة لقضاء أجواء من التثقيف والترفيه في رحابه، حيث يقام المهرجان في فندق دبي إنتركونتننتال، في فيستفال سيتي.

ومن فعاليات اليوم: «عالم ماراموتسوي العجيب»، «كيف نعيد تشكيل عالمنا من الصغر»، «كتابة الأعمال البوليسية»، «نتلمس خطانا في بلاد العجائب»، «عالم فنون الأطفال الرائع»، «الأسلوب الياباني لرواية القصص»، «باقة من الشعر»، «فقط مسلم عادي»، «الشعراء السياسيون عائدون». وتتنوع فعاليات هذا اليوم بين الندوات والأمسيات والجلسات الحوارية، والعروض الترفيهية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/03/276885.jpg

ولم يقتصر الاحتفاء بإبداعات الأطفال والطلبة على الشعر والقصة، بل امتد ذلك إلى الفن التشكيلي أيضاً، حيث استضاف «فيستفال سيتي سنتر» عرض مجموعة أعمال لعدد من طلبة المدارس ضمت في بعضها أعمالاً ثلاثية الأبعاد، لتكتمل حالة الاحتفاء بإبداعات مواهب المستقبل.

وجاءت إبداعات الطفولة لتخطف الأضواء والاهتمام بامتياز في ثالث أيام المهرجان، ولتكون بمثابة مواهب حقيقية يستوعبها المهرجان، الذي يفرد كذلك مساحة مهمة للمرأة والعائلة عموماً، ويحفز باتجاه علاقة غير تقليدية بين الجمهور والأنشطة الثقافية.

على الرغم من ذلك حظي اليوم نفسه بفعاليات مهمة أخرى، على رأسها «أدب الرحلات» و«التاريخ»، الذي فرض نفسه من خلال جلسة «سقوط الدولة العثمانية»، للمؤرخ البريطاني يورجين روجين، الذي أبحر في تفاصيل حقبة طويلة ألقت بظلالها على الوطن العربي والمنطقة من العزلة الثقافية، فيما قدم الدكتور ياسر سليمان محاضرة بعنوان «نحو حوار الثقافات».

الإبحار في «أدب الرحلات» كان محطة مميزة أيضاً لهذا اليوم من خلال جلسة «السفر حول العالم» التي تحدث فيها بشكل رئيس كل من المدير السابق لبيت الشعر بالشارقة طلال الصابري مؤلف كتاب «إماراتي في نيجيريا»، والكاتب ناصر الظاهري.

ومن خلال مشاركين من 60 مدرسة مختلفة، قام المهرجان، بتتويج الفائزين في مسابقة «قصيدة عن ظهر قلب»، التي تنظم بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، حيث أسهمت المسابقة التي تقام للموسم الثاني على التوالي، في تشجيع المواهب الناشئة على الإبداع الشعري، ليس في قالب الشعر الفصيح فقط، بل أيضاً من خلال القصيدة النبطية حيث توسعت المسابقة هذا العام لتشمل الأطفال من سن 8 إلى 13 عاماً، بعد أن كانت مقتصرة في موسمها الماضي الذي شهد انطلاقتها على فئة اليافعين ممن تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً، فيما تقبل المسابقة ضمن فئات متعددة المشاركة بكل لغات العالم، بجانب الشعر النبطي والفصيح.

وأكد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك لـ«الإمارات اليوم» أن التعاون مع «مهرجان طيران الإمارات للآداب» عبر هذه المسابقة، من شأنه أن يصل المركز إلى شريحة مهمة من المجتمع، وهم فئة طلبة المدارس، مشيراً إلى أن انفتاح المسابقة هذا العام على الشريحة الدنيا عمرياً من طلبة المدارس، يعني أننا أمام شعراء المستقبل، وفكرة دمجهم في مسابقات وتحدي القاء الشعر أمام جمهور، ولجنة تحكيم «عن ظهر قلب»، ستغدو تجربة بالغة التأثير في مسيرة الشاعر الصغير سناً، الذي ينتظره أفق طويل من ألق الإبداع الشعري.

وقال مدير الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إبراهيم عبدالرحيم، إن «مسابقة (قصيدة عن ظهر قلب) تسلط الضوء على الشعر، وتحفز المشاركين على التعمق في معانيه، ويشهد الشعر في السنوات الأخيرة، خصوصاً الشعر النبطي، عودة قوية، بفضل جهود مهرجان طيران الإمارات للآداب والعمل الدؤوب لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، من أجل نشر التراث الإماراتي بين شباب الأمة».

وتسمح مسابقة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، «قصيدة عن ظهر قلب»، للطلبة من الفئة العمرية 8- 13 باختيار قصيدة واحدة، على أن تكون باللغة العربية أو الإنجليزية أو بلغتهم الأم، ويمكن للمشاركين من الفئة العمرية 14-18 اختيار أداء قصيدة واحدة من كتيب القصائد المختارة الذي يقدمه المهرجان، أو إلقاء قصيدة بلغتهم الأم من اختيارهم، فيما يتوجب على المتسابقين في أسطر معدودة، وعلى نحو مقتضب، شرح سبب اختيارهم القصيدة التي سيقومون بحفظها وإلقائها أمام الجمهور ولجنة تحكيم في أسطر.

وتشتمل المنافسة على ثلاث جولات، حيث تقام الجولة الأولى في المدارس، وتقام الجولة الثانية في مدارس مختارة بحضور لجنة تحكيم معينة من قبل المهرجان، لتكون الجولة النهائية عشية إعلان النتيجة، التي يحكم فيها شعراء المهرجان.

تويتر