عروض من الرقص الشعبي والعزف والغناء

«دبي للثقافة» تحتفي بالسنة الصينية

العروض جاءت متنوعة وقدمت للجمهور إطلالة على جانب من التراث الصيني العريق. من المصدر

أجواء حافلة بالتراث الصيني، بدءاً من الموسيقى والرقصات الشعبية، ووصولاً الى العزف على الآلات التقليدية وكذلك الغناء، كانت حاضرة لتبرز جانباً من الثقافة الصينية، في الحفل الذي استضافته هيئة دبي للثقافة والفنون بمناسبة احتفالات السنة الصينية. وقدم في الحفل الذي أقيم أول من أمس في ندوة الثقافة والعلوم، مجموعة من العروض الراقصة، عرضتها فرقة «جيانجسو أوفرسيس الفنية» من مدينة جيانجسو، التي جميعها أبرزت الفنون الشعبية في هذا البلد بأسلوب راقص وحالم وأزياء تقليدية لاقت اعجاب الحضور المتنوع الجنسيات.

استهل العرض بكلمة افتتاحية للقنصل الصيني تانغ ويبين في الإمارات، الذي اشاد بالاهتمام الإماراتي الذي تجلى من خلال الفعالية التي تبرز الجانب الثقافي الصيني، منوهاً بالعلاقات بين البلدين التي بلغت عامها الـ 30. وشدّد على ان العروض التي تقدم ستبرز وجهاً جديداً للذين لا يعرفون الكثير عن الصين وثقافتها.

فرقة جيانجسو

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/8ae6c6c54aa0819a014b798fb1a92dd9.jpg

تعتبر هذه الفرقة من الفرق المهمة في الصين التي تقدم مجموعة متنوعة من الفنون، ومنها الرقص والعروض الشعبية والغناء. ويعتبر العرض الذي قدم أول من أمس، في دبي من المهمات التي تأخذها الفرقة على عاتقها، حيث تسعى الى عكس ثقافة الصين.


السنة الصينية

تبدأ الاحتفالات بالسنة الصينية الجديدة بين 21 يناير و20 فبراير من كل عام، ولكن العام الجديد يدخل في 19 فبراير. وبحسب التقويم الصيني والابراج الصينية فإن سنة 2015 هي سنة الماعز، وهي سنة المولودين في هذه السنوات، (1919، 1931، 1943، 1955، 1967، 1979، 1991، 2003). ويصف الصينيون هذا العام، بكونه العام الميمون، أما مواليد الماعز فيتميزون بالصدق والحميمية والرغبة في البقاء ضمن المجموعة، لذا يعتبر العام رمزاً للسلام والهدوء. أما الصين فتحتفل بالسنة الصينية من خلال الزينة التي تملأ الشوارع، وكذلك الرقصات الشعبية التي تقدمها الفرق في الأماكن العامة.

مستشار «دبي للثقافة» الدكتور صلاح القاسم، أكد لـ «الإمارات اليوم»، أن «الهيئة ترحب بالثقافات المختلفة، وكذلك بالاحتفالات المتعددة الجنسيات، فالندوة استضافت الفعالية احتفالاً بالسنة الصينية، لأن المجتمع الإماراتي يرحب بالجميع، ولاسيما ان الجالية الصينية هي جالية كبيرة جداً، وبالتالي هي فرصة كي يتعرفوا ايضاً إلى ثقافتنا». ولفت القاسم الى ان «الهيئة تدعم الفعاليات الشبيهة التي تصب في تقديم ثقافة الشعوب الأخرى، فمما لا شك فيه أن الاحتفال كان فرصة للصينيين كي يعرضوا ثقافتهم للجمهور في الامارات». وأشار الى ان «العرض للإماراتيين والعرب فقط ليس ممكناً، فالتواصل مع بقية الجنسيات مفيد، لبناء هذا التواصل الفكري والثقافي». ورأى القاسم أن «هذه الفعاليات من شأنها توطيد العلاقات الثنائية القوية بين دبي والصين، كما تتيح الفرصة لاطلاع المقيمين في دبي على مختلف الفنون الشعبية الصينية الحافلة بالمتعة والتشويق في خطوة لتشجيع التبادل الثقافي، مشيداً بدور الهيئة كمؤسسة حكومية تعمل كمظلة للتنسيق مع المؤسسات الثقافية في الإمارة، كما لربطها مع الخارج».

بدأت العروض والفعاليات مع مجموعة من الرقصات، كان أولها عرض راقص بعنوان «وردة الياسمين»، لفرقة من الفتيات اللواتي أبدعن في اظهار الليونة في الرقصات التي كانت تأخذ الكثير من حركات الباليه وتبرز الجمال والأناقة في الحركة مع النغمات الموسيقية الهادئة. فيما تبع هذه الرقصة عرض موسيقي حي للعزف على آلة الارخو الصينية التقليدية، التي تعتمد على الأوتار بشكل اساسي، وصوتها اقرب الى صوت الكمانجات. وقدم عازفا آلة الإرخو تشينج وي وزو رونج مقطوعتي «السحر اللاتيني» الراقصة، و«سباق الخيول» التي تعكس حماسة وتشويق أجواء سباقات الخيول. وقام العزف على توزيع العرض الموسيقي بين عزف ثنائي متواصل لبعض المقاطع الموسيقية، ثم عزف يقوم على التناوب والتخاطب الموسيقي بين العازفين على المسرح.

استكملت الرقصات الصينية على المسرح مع عرض «كاتينغ غيرل» الذي قدمته فرقة من الفتيات الصغار، وأبرزن شغفهن واعتزازهن بالصناعة التقليدية في الصين. واللافت في اللوحات أنها كانت تبرز الجانب التراثي في الصين، ولاسيما اللوحات التي حملت الأزياء الصينية الفلكلورية، وكذلك الكتابات التي زينت ملابسهن، ومنها لوحة «تشاوي دولي» التي قدمتها ثلاث فتيات وابرزت الثقافة في المدينة التي تعود اليها الرقصة. الجدير بالذكر ان العروض الراقصة حملت الكثير من الأناقة والنعومة في الاداء والملابس والحركات، وكانت لوحة «نقطتان من الماء» خير تجسيد لذلك، فقد حملت اللوحة بين الثنائي الراقص فكرة الماء الذي هو أساس الحياة وجسداها عبر لغة الجسد.

نقلتنا العروض الى الثقافة الشعبية الصينية من خلال عرض خاص للدمى، حمل عنوان «تبديل الوجه» الذي قدمه فنان الدمى المتحركة وانغ يون، حيث قام عرضه على تبديل وجه الدمى التي يحركها على ايقاع كلام وحوار أوبرالي، فتتبدل مشاعر الدمية التي يحركها بسرعة فائقة، كما أنه يبدل ماكياج الدمية أيضاً بشكل سريع دون ان يلاحظ الجمهور كيفية ذلك. وإلى جانب العروض الشعبية، قدم الشاب تشي يو عرضاً خاصاً بتقليد الأصوات، حيث بدأ بتقليد أصوات الآلات، ثم قام بعزف اغنيتين مع الغناء فختم وصلته مع «جانجام ستايل»، فيما كان ختام فقرة الغناء مع المغنية يو كينغ، التي أدت الاغنيات بصوت اوبرالي. أما ختام الحفل فكان مع رقصة بعنوان «اليوم الأحمر»، وهي الرقصة التي تعبر عن الأمنيات السعيدة للسنة الجديدة، فكانت ألوان ملابس الراقصين الحمراء، وكذلك حركاتهم تحمل كل الأمنيات الجميلة والأحلام السعيدة.

تجدر الإشارة الى أن استضافة العرض، يأتي من حرص «دبي للثقافة» على استضافة فعاليات وعروض فنية من ثقافات متنوعة تماشياً مع سعيها للتركيز على دعم «خطة دبي 2021» الرامية إلى تشجيع الإبداع الفني، وترسيخ مكانة المدينة عالمياً من خلال مبادرات تنسجم مع رؤية صاحب السمـو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نحو «شعب سعيد، متمكّن ومبدع».

تويتر