«يولة فزاع» تتغنى بـ «جنودك يا وطن»

«ليلة في حب الوطن» عاش تفاصيلها، مساء أول من أمس، جمهور بطولة فزاع لليولة، التي استأنفت بعد أسبوع من التوقف، بسبب ظروف الحداد على رحيل العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، ضمن منافسات دورتها الـ15 التي ينظم فعالياتها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

وجاءت الفقرات الغنائية والشعرية في البطولة التي تنظم في قلعة الميدان بالقرية العالمية مفعمة بالتغني للوطن، إذ استضافت الفقرة الشعرية الشاعر هادي المنصوري، الذي قدم قصيدة جديدة بعنوان «جنودك يا وطن»، يخاطب فيها الشباب عموماً، وبصفة خاصة الملتحقين بالخدمة الوطنية، فيما قدم الفنان الشاب معضد الكعبي أغنية بعنوان «المواطن والوطن»، من كلمات سالم سيف الخالدي، وألحان خالد بن ناصر، إضافة إلى أغنية أخرى تراثية، أعاد توزيعها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وهي «صاح بزجر» لجابر جاسم.

البطولة التي تنقلها على الهواء مباشرة قناة سما دبي، ويقدمها المذيع أحمد عبدالله، شهدت حسب ما أعلنه الأخير إقبالاً متوسطاً من حيث التصويت الجماهيري في جولتها الخامسة، وتمكن راشد بن حرمش المنصوري من الحصول على بطاقة التأهل الوحيدة عن مجموعته، بعد تصدرها بحصوله على أكثر من 30 ألف صوت.

وجاء عبدالله نبيل سرور الفلاسي في المركز الثاني بحصوله على 27 ألفاً و251 صوتاً، أما منصور محمد هويدن الكتبي فجاء ثالثاً بحصوله على 4366 صوتاً، وفي المركز الرابع جاء سلطان عبدالله الشحي بعد أن حصل على 2586 صوتاً.

وقدم اليويلة الأربعة استعراضاً مميزاً أمام الجمهور، وجاءت البداية مع اليويل حميد سعيد الوهيبي، من سلطنة عمان، الذي استطاع قرع الجرس ثلاث مرات، لكنه وقع في خطأ سقوط «الغترة» في المرة الثانية، لكن لجنة التحكيم أشادت بأدائه ومنحته 49 نقطة.

ثاني المتسابقين كان أحمد سهيل، من مدينة العين، الذي حاول قرع الجرس منذ دخوله الميدان، إلا أنه لم يستطع قرعه سوى مرتين، وسقطت «الغترة» في إحداهما، ليحصل على 47 نقطة.

موعد صعود المتسابق الثالث في هذه الجولة، وهو ربيع بن هويدن الكتبي، كان يعني الوصول إلى أكثر الفقرات زخماً بفنيات اليولة المختلفة، خصوصاً مهارة رمي السلاح، إذ نجح بن هويدن في قرع الجرس الأول الذي يعني وصول السلاح إلى مسافة 17 متراً أربع مرات، ولم يتم احتساب سوى مرتين، بسبب سقوط سلاحه، لكن الأكثر إمتاعاً أن بن هويدن تمكن من إيصال سلاحه إلى الخط القياسي الأقصى، الذي يعني وصوله إلى مسافة تتجاوز الـ20 متراً، في أربع مناسبات مختلفة، وهو ما تسبب ــ حسب تقاليد البطولة ــ في انطلاق صوت دوي المدفع أربع مرات مختلفة، ورغم وقوعه في خطأ سقوط السلاح مرتين، إلا أن مهارته وثقته بنفسه دفعت لجنة التحكيم إلى التمسك بمنحه العلامة الكامل، ليكون في جعبة بن هويدن أكثر من 10 آلاف صوت قبل بدء عملية التصويت، حيث يتم منحه تلقائياً 2500 صوت مع كل محاولة ينجح فيها في تجاوز الخط القياسي الأبعد.

ومن إمارة أم القيوين قدم رابع المتسابقين صعوداً إلى ساحة الميدان، خليفة بن راشد الغفلي، أداءً متوسطاً، وظل يحاول عبر مهارات الرمي من أجل ملامسة الخط الأول على الأقل دون جدوى، فيما وجهت لجنة التحكيم بعض النصائح والتوجيهات الفنية إليه، وخصمت درجتين فقط من الدرجة الكلية للتقدير البالغة 50 درجة.

من جانبه، أكد الشاعر هادي المنصوري، الذي يشارك في بطولة فزاع لليولة للمرة الثامنة على التوالي، أن دعم سمو ولي عهد دبي المتواصل يحفّز جميع الشباب على المشاركة، ويحث أبناء الوطن على التمسك بالعادات والتقاليد.

وقدم المنصوري قصيدة وطنية مميزة بعنوان «جنودك يا وطن»، موجهة إلى أبناء الإمارات من النشء والشباب، خصوصاً شباب الخدمة الوطنية.

مدير إدارة البطولات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، أشادت من جانبها بالمواهب التي شهدها الميدان. وقالت «تشهد الدورة الحالية من بطولة فزاع لليولة مواهب خطفت الأنظار، سواء كانت مواهب جديدة أو مواهب شاركت في السنوات الماضية، لكنها أطلت على الجمهور هذا العام بحلة جديدة، كما شهدت البطولة إقبالاً مضاعفاً على المشاركة فيها من مختلف إمارات الدولة ودول مجلس التعاون عن الأعوام السابقة، الأمر الذي يؤكد أن البطولة أصبحت لا تقتصر على دولة الإمارات فقط، بل امتدت لتنتشر في الوطن العربي كله». وأوضحت «نهدف في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى ترسيخ قيم عميقة ومهمة في نفوس أبناء الوطن، وصون التراث غير المادي، والحفاظ على الموروث الشعبي، والمحافظة عليه، وتناقله من جيل إلى جيل».