10 ساعات تستثمر الطقس المميز في كرنفال متنوع بلا «شكليات»

المسرح يذهب إلى الجمهور في خورفكان

أحمد بورحيمة: جائزة خاصة لأفضل زي خلال فعّاليات المهرجان لاسيما التي تحتفي بالتراث وتقاليد الأزياء الإماراتية. الإمارات اليوم

لـ10 ساعات متواصلة على مدى يوم واحد يتسيده أبوالفنون بإطلالات وألوان مختلفة، سيكون الجمهور على موعد اليوم مع فعاليات الدورة الثانية لمهرجان «كرنفال خورفكان المسرحي»، الذي سينطلق منذ الرابعة عصر يوم غد الجمعة، ومن المتوقع أن يمتد حتى الثانية بعد منتصف الليل، بتنظيم إدارة المسرح، في إدارة الثقافة والفنون في الشارقة.

الوصول إلى الجمهور

قال مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، إن كرنفال خورفكان المسرحي يسعى من خلال عروض حية في الهواء الطلق، جميعها ذات طابع ارتجالي، إلى تغيير الصيغة التقليدية للعلاقة بين المسرح والجمهور، التي تعني في صيغتها الكلاسيكية إقامة عروض تبقى مقتصرة على مساحة خشبتها، في انتظار جمهورها».

وأضاف: «من خلال الشاطئ المفتوح لإمارة خورفكان سيذهب المسرح إلى جمهوره».

وتابع بورحيمة: «سيكون لقب الفريق الفائز مرتبطاً بكثافة حضور الجمهور للعرض، حيث ستكون مسرحية (الكرنفال) هي تلك التي تمكن المشاركون فيها من جمع أكبر عدد من المشاهدين».


رباعية فنية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/259542.jpg

على الرغم من أنه عمل ذو مسحة شعبية، والمشاركة فيه أقرب إلى صيغة التطوع، فإن أربعة من أبرز فناني الدراما المسرحية والتلفزيونية المحلية يشاركون في «كرنفال خورفكان» وهم الفنانون أحمد الجسمي وفاطمة الحوسني وسعيد سالم وسيف الغانم.

ويرى الفنان سعيد سالم أن «الاعتذار عن المشاركة في عمل فني بحت، سواء للتلفزيون أو المسرح، يبقى وارداً ومرتبطاً بمعطيات كثيرة، وربما العائد المادي أو خلافه، لكن الاعتذار عن عمل يعكس اهتماماً وأولوية قصوى من مؤسسة رسمية بحضور فن المسرح، يبقى محالاً».

وتابع: «إذا كنا نحن المسرحيين نشكو ظاهرة إحجام الجمهور عن حضور العروض المسرحية، فإنه علينا أن نبادر بالمشاركة في علاج هذه الظاهرة».

الفكرة غير التقليدية تتضمن ايضاً فعاليات غير تقليدية، فـ«المسرح هنا هو من يأتي إلى الجمهور» ولا ينتظر دعاوى إحجامه عن متابعة عروضه على الخشبة، حيث ستكون شواطئ خورفكان هي المسرح، ومرتادوها هم جمهوره، والمشاركون في صياغته طلبة مدارس وجامعات، يرسمون المشهد المسرحي بعيداً عن «شكليات» الإطار التنظيمي التقليدي.

فعلى الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، وقبيل الانتقال إلى مدينة خورفكان نفسها، سيكون نخبة من المسرحيين الإماراتيين في انتظار جمهورهم، من أجل قضاء أمسية مسرحية أبطالها هم المشاركون من الجمهور في عروضها المختلفة، فيما تبدأ الفعاليات بعروض الخيالة والفنون الشعبية، وعروض لفرق مسرحية محلية وعربية.

وسيسعى الفنانون المشاركون إلى دمج الجمهور في أعمالهم المسرحية المقدمة من خلال فنون الارتجال، حيث يشارك في الكرنفال أربعة من نجوم الدراما المسرحية والتلفزيونية الإماراتية وهم أحمد الجسمي وفاطمة الحوسني وسعيد سالم وسيف الغانم.

وحسب ترتيبات الكرنفال، فإن كل فنان من الفنانين الأربعة سيقوم بقيادة فريق من الجمهور من اجل إمتاع المشاهدين بمشاهد لا يزيد مدة كل منها على 10 دقائق في حين يكون الفريق الذي حظي بأكبر نسبة متابعة من الجمهور، هو الفريق الفائز بالجائزة الكبرى للكرنفال.

وفي سياق فني آخر سيكون الجمهور على موعد مع عروض ثلاثة أعمال مسرحية تم تقديمها ضمن مهرجان مسرح الطفل، وهي «الشبح الطريف» لمسرح خورفكان، «هايك يكر» لمسرح كلباء الشعبي، ومسرحية «بلاد الفراولة» لمسرح الشارقة الوطني.

وكشف مدير إدارة المسرح، في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أحمد بورحيمة، عن وجود جائزة خاصة لأفضل زي خلال فعاليات المهرجان، لا سيما تلك الأزياء التي تحتفي بالتراث وتقاليد الأزياء الإماراتية، وهي المسابقة التي اشار إلى ان عدد المتقدمين للمشاركة في فعالياتها وصل إلى 200 شخص.

وأكد بورحيمة أن دورة الكرنفال الأولى عكست نجاحاً لافتاً في دورتها الأولى مضيفاً: يسهم الموقع والطقس المميزان لمدينة خورفكان في إنجاز كرنفال مفتوح يحظى بزخم وإقبال جماهيري ملحوظ، وهو ما لمسناه في دورة انطلاقته العام الماضي الذي بدأناه بمسيرة كبرى أسلمت فعالياته إلى عرض أوبريت تراثي يستدعي «القفال»، لكننا نتجه هذا العام إلى إدماج الجمهور وفق صيغ تفاعلية مع العروض.

وأشار بورحيمة إلى زخم مسرحي آخر شهدته إمارة الشارقة على مدار اليومين الماضيين وهو إقامة الدورة الـ12 لملتقى المسرح العربي، الذي عقد بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، واختتم فعالياته أمس.

وأضاف بورحيمة: «يهدف الملتقى إلى الارتقاء بالمنتج المسرحي العربي، من خلال مناقشة أهم قضاياه وبمشاركة نخبة من أبرز المهتمين بالمسرح من مخرجين وفنانين ومؤلفين ونقاد ومسؤولي مهرجانات مختلفة، حيث ضمت النقاشات مشاركين من مصر والجزائر والأردن وتونس والمغرب، بالإضافة إلى الإمارات».

وتابع: «انعكس شعار الملتقى الأخير (المسرح والتواصل) على مجمل نقاشات المشاركين في الملتقى، في حين أن الدورات السابقة ناقشت العديد من الموضوعات والقضايا المهمة ايضاً مثل (المسرح والجمهور)، (المسرح والآخر)، (المسرح والمرأة)، وغيرها».

وفنياً شهد الحدث عرض مسرحية عراقية للمخرجة عواطف نعيم بعنوان «خرابيط»، لتتنوع الفعاليات التي احتضنتها إمارة الشارقة منذ منتصف الأسبوع الجاري وحتى ختامه، ما بين الندوات التي تناقش قضايا مسرحية والعروض، سواء الاحترافية أو تلك التي تتخذ صبغة كرنفالية احتفائية.

تويتر