ملتقاه اســـتهلّ جلساته بـ «هوية وطنية»

«متحف زايــد».. درّة التاج في «السعديات الثقافية»

كشف المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، زكي نسيبة، أن اختيار التصميم المعماري لمتحف زايد الوطني، المقرر إقامته ضمن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي، اعتمد على أسلوب فريد، إذ تمت دعوة 13 من أشهر شركات الهندسة المعمارية العالمية من 11 دولة، في منافسة دولية لتصميم المتحف، وقدم كل واحدة منها تصميماً خاصاً بموجب مواصفات حددتها لهم حكومة أبوظبي، وبناءً عليه تم اختيار أربعة تصميمات تضمنت تصميمات لشركات طلب منها تطوير تصاميم إضافية، بعد مراجعة لجنة تحكيم دولية ضمت خبراء ومتخصصين في الفنون، كما عرضت على أصحاب القرار قبل أن تفوز شركة «فوستر» البريطانية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/8ae6c6c54aa0819a014b311a957341e74%20(1).jpg

معادلة ثقافية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/8ae6c6c54aa0819a014b311a957341e74%20(3).jpg

أوضح المستشار الثقافي في وزارة شؤون الرئاسة، زكي نسيبة، أن «المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات تحقق معادلة ثقافية، تقوم على خلق جسر يربط بين الثقافة المحلية والثقافات العالمية». وتوفر المنطقة مجموعة من التجارب الثقافية الفريدة من نوعها على المستوى العالمي. وتحقق التوازن بين التراث الإماراتي العريق والغني بالقيم الإسلامية والعربية، وتطلعات الدولة نحو العالمية المنفتحة على الآخر والمتفاعلة مع حضارات البشرية.

بينما ترتكز الاستراتيجية الثقافية على محاور، منها أن الإمارات حاضن لمجتمع المعرفة، والثقافة والتعليم أساس التنمية المستدامة، والحفاظ على التراث والجذور مع الانفتاح على العالم.

7 أقسام

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/8ae6c6c54aa0819a014b311a957341e74%20(2).jpg

أشارت مديرة مشروع متحف زايد الوطني، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، سلامة الشامسي، التي أدارت الجلسة، إلى أن «تصميم متحف زايد الوطني استُوحي من أجنحة الصقر تعبيراً عن المكانة التي كان يحظى بها الصيد بالصقور لدى الشيخ زايد، ويضم مجسمات فولاذية مستوحاة من ريشة الصقر بطول يصل إلى 125 متراً».

ويضم المتحف سبع صالات عرض تتناول موضوعات، هي: حياة عهد الشيخ زايد، والصيد بالصقور والمحافظة على الموارد الطبيعية، والبيئة عطاء الأرض، والتراث جوهر المستقبل، ومدن وحضارات، والعلم والحضارة، والإسلام والإنسانية.

وأشار نسيبة خلال الجلسة الحوارية الأولى ضمن جلسات ملتقى متحف زايد الوطني، التي عقدت، مساء أول من أمس، تحت عنوان «متحف وطني، هوية وطنية» بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة؛ إلى أن متحف زايد الوطني يلقى اهتماماً كبيراً بين بقية المتاحف العالمية التي ستضمها المنطقة الثقافية في السعديات، وأن الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يضع متحف زايد الوطني بمكانة درة التاج بين المتاحف العالمية في الحي الثقافي بالسعديات.

ولفت إلى أن متاحف السعديات، التي باتت تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الحراك الثقافي في الإمارات، خطط لها أن تكون جسراً بين الحضارات المختلفة، لافتاً إلى أن هذه المشروعات الكبرى على أهميتها للسياسة الثقافية في الإمارات، هي جزء من استراتيجية متكاملة في إطار لرؤية الدولة 2030.

وذكر أن «الثقافة في الإمارات تحمل رسالة تقوم على محاور عدة؛ من أهمها الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافة المحلية في ظل التحديات التي تواجهها، وحماية تقاليد وعادات ومعتقدات المجتمع والحفاظ عليها، كما تسعى أبوظبي إلى الإسهام في بناء مجتمع المعرفة، في إطار بنية تعليمية متميزة تمكّن الأجيال الصاعدة من المنافسة والإبداع في مواجهة تحديات العصر».

وبيّن نسيبة أن العاصمة أبوظبي تعتمد في تحقيق هذه الرسالة على وسائل مختلفة، من أبرزها تشجيع الأدب والموسيقى والفن، وبناء المتاحف للتعبير عن ثقافة الدولة، وتشجيع الحوار بين الحضارات بطريقة تتسم بالتسامح والحرية والتفاعل، وإيجاد وتشجيع البيئة المناسبة التي تزدهر فيها الآداب والفنون، وتتألق فيها أشكال الإبداع الإنساني، وتصقل كل المواهب الجديدة وتحفظ جميع الإنجازات الفنية، إلى جانب الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الحضارية للمجتمع، في الوقت الذي تعمل فيه على إغناء البيئة الثقافية المستقبلية للدولة، والتواصل مع العالم.

وعن متحف زايد الوطني، قال نسيبة إن «المتحف يمثل متحفاً وطنياً للإمارات، إذ يقدم لزواره من المقيمين والزوار من مختلف أنحاء العالم قصة الإمارات كملتقى لحضارات العالم، ويروي قصة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجهوده لإعلان دولة الاتحاد، ويحتفي بإنجازاته العديدة، كما يشجع على فهم دولة الإمارات ومكانتها في الشرق الأوسط، التي استطاعت أن تحتل مركزاً ريادياً على الساحتين الإقليمية والعالمية».

ورأى نسيبة أن «قصة قيام ونجاح الإمارات تمثل تجربة فريدة، ويجب أن يتعرف إليها العالم، وهو ما يحققه متحف زايد الوطني».

وأوضح أن «المتحف يستعرض كذلك قصة حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بداية من مولده في أوائل القرن الـ20 في ظروف محلية وإقليمية صعبة، لكنه كان متقدماً على زمانه في حكمته وإنسانيته وصفاته القيادية غير الاعتيادية، ما أهّله لبناء مستقبل أمته والعمل لخير الإنسانية»، مشيراً إلى أن «الشيخ زايد امتلك عناصر القيادة وهي الصدقية والنزاهة، والحكمة والاعتدال، وعدم التسرع في اتخاذ القرار، والحسم عند الحاجة، والمروءة، وفوق كل ذلك التواضع».

من جانبه، استعرض مدير المتحف البريطاني، نيل ماكجريجور، في مداخلته أبرز المتاحف الوطنية حول العالم، ودور هذه المتاحف في حفظ تاريخ الدول، وذكريات الشعوب، معتبراً «المتحف قصة وطن»، مشيراً إلى أنه «سيكون الراوي لقصة الإمارات وتاريخها، ولذا فهو ملك لكل الإماراتيين».

وقال إن «المتحف سيضم عدداً من الأقسام كل منها يتناول موضوع معين، تبدأ من حديقة المتحف التي ستتضمن البيئات المختلفة التي توجد في الإمارات، مثل البيئة البحرية والصحراوية والجبلية، يليها قسم يتناول حياة الشيخ زايد وعصره، ويتضمن مقتنيات خاصة له، إلى جانب أفلام وثائقية وتسجيلات صوتية له، وذكريات مسجلة مع أشخاص عاصروه وعاشوا بالقرب منه».

«الإمارات.. تاريخ عريق»

تتضمن سلسلة الملتقى التي تنظمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أربع جلسات حوارية، خلال الفترة من يناير الجاري وحتى مايو المقبل، وتُعقد الجلسة التالية تحت عنوان «الإمارات.. تاريخ عريق» في 18 فبراير، تليها الجلسة الثالثة بعنوان «القادة: الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، والشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» في 18 مارس، وتعقبها جلسة «زايد: رؤية وحقيقة» في 16 أبريل، فيما تقام آخر الجلسات تحت عنوان «الخطة الخمسية» في 20 مايو المقبل.

تويتر