ينطلق اليوم بمشاركة 850 ناشراً

«القاهرة للكتاب» وأمل التعافي

يحاول المعرض في دورته الجديدة كتابة سطر مغاير للسنوات الماضية، بعيداً عن التأجيلات والاضطرابات، مراهناً على برنامج حافل وعدد من المبادرات التي تخدم القرّاء.

على أمل التعافي، والعودة إلى سيرته الأولى، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الـ46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في العاصمة المصرية، بعد دورات متعثرة تحدت عقبات التأجيل والاضطرابات. دورة مختلفة يعد بها مسؤولو المعرض الذي يعد واحداً من أبرز التظاهرات الثقافية العربية، إذ يشهد مشاركات أكبر، مقارنة بالأعوام الأخيرة، وكذلك فعاليات ثقافية متعددة، تصل إلى نحو 36 فعالية في اليوم الواحد.

تستمر الدورة الجديدة من «القاهرة للكتاب» حتى 12 من الشهر المقبل، بمشاركة 850 ناشراً من 26 دولة عربية وأجنبية، وباقة من الشعراء والمفكرين والكتّاب العرب والأجانب، في محاولة لكتابة سطر مختلف في تاريخ المعرض الذين تعود بداياته إلى عام 1969 على يد الراحل، الدكتور ثروت عكاشة، صاحب المشروعات الثقافية الكبيرة، وعلى رأسها معرض القاهرة للكتاب.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

شخصية المعرض في دورته الـ46 هذا العام، هو «رائد الإسلامي الوسطي» الإمام الراحل محمد عبده (1849 ــ 1905)، الذي يعد واحداً من رموز التنوير والتجديد، وأصحاب الخطاب المختلف المنفتح بسماحة على الآخر، بلا تعصب أو جمود فكري؛ إذ يرفع المعرض في دورة 2015 شعار «الثقافة والتجديد»، ويعد الإمام محمد عبده من قامات التجديد، وأصحاب الخطاب المختلف، وداعياً إلى الإصلاح والنهضة.

وكما زيّن عميد الأدب العربي، طه حسين، شعار معرض القاهرة للكتاب في الدورة الماضية، يأتي محمد عبده ليرصّع الدورة الجديدة التي تحاول إلقاء الضوء على الآراء الفكرية المعتدلة، وتنبيه الأجيال الجديدة، ولفت نظرها إلى قامات التنوير في الثقافة العربية.

من دون مظاهر احتفالية أو فنية كانت مقررة، ينطلق المعرض، حداداً على العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ تحلّ المملكة ضيف شرف على المعرض، وتنظم، حسب بيان صدر أخيراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، «ندوات وأمسيات شعرية، تستهلها بندوة حول العلاقات السعودية ـ المصرية، يتحدث فيها السفير السعودي لدى مصر، أحمد بن عبدالعزيز قطان، وندوة بعنوان المملكة في كتابات المفكرين والمؤرخين المصريين، والإعلام السعودي.. تاريخ وتطور، والاكتشافات الأثرية في المملكة العربية السعودية، والأدب السعودي بأقلام النقاد المصريين، وحركة النشر في السعودية، ومصر والسعودية في الذاكرة الثقافية، والصالون الثقافي.. حوار أدبي وقصائد شعرية، وندوة عن المرأة السعودية والإبداع العلمي والثقافي، وقراءات في القصة والرواية والسعودية، الإبداع والابتكار في التعليم العالي السعودي».

وأضاف البيان أن الهيئة المصرية العامة للكتاب احتفاء بضيف الشرف (السعودية) ستقدم «ملفاً خاصاً منفصلاً من مجلة الرواية، يضم مقالات عن الرواية السعودية المعاصرة، منها تحولات الرواية في المملكة العربية السعودية، والرواية السعودية والمجتمع المدني.. بواكير وإرهاصات، وتشكيل النص الروائي لسلطة الخطاب، وسمات التجديد في الرواية السعودية المعاصرة، والرواية السعودية وتحديات المجتمع، والنقد الأدبي للرواية السعودية، والآخر في الرواية السعودية.. دراسة في الخطاب الثقافي».

المسؤولون عن المعرض، يحاولون طرح مبادرات تعيد لـ«القاهرة للكتاب» ألقه القديم، ليستعيد مكانته وأهميته التي كان يحظى بها، فأعلنت إدارة المعرض عن وجود برنامج ثري بالفعاليات، وكذلك خصومات على أسعار الكتب، تصل إلى 70% في ما يخص إصدارات حكومية، من بينها إصدارات لوزارة الثقافة المصرية، والهيئة المصرية العامة للكتاب.

وذكر رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الدكتور أحمد مجاهد، أن «العالم يهتم بمعرض الكتاب هذا العام، ويدل على زيادة عدد الدول والناشرين عن العام الماضي ففي عام 2014 كان عدد الدول المشاركة 14، وعدد الأجنحة 36، أما هذا العام فالدول المشاركة 26 دولة وعدد الأجنحة 48، منها 19 دولة عربية وإفريقية وسبع دول أجنبية، وعدد الناشرين 850 ناشراً، منهم 50 ناشراً أجنبياً، و250 ناشر عربياً، و550 ناشراً مصرياً». وحسب مجاهد أيضاً، فإن مجموعة من أبرز الأدباء والمفكرين العرب والأجانب سيحلون ضيوفاً على فعاليات المعرض والنشاط الثقافي المصاحب له، ومن بينهم الشاعر السوري أدونيس، والكاتبة التونسية رجاء بن سلامة، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، الفائز بجائزة «البوكر العربية» عن روايته «ساق البامبو»، وكذلك الفائز بـ«البوكر» في دورتها الأخيرة، الكاتب العراقي أحمد سعداوي، صاحب رواية «فرانكشتاين في بغداد»، والكاتبة التونسية ألفة يوسف، والكاتب اللبناني علي حرب، وآخرون.

تويتر