كتّاب تناولوا تجربة الدولة الرائدة.. وأكدوا:

الإنسان عماد التنمية الثقافية في الإمارات

خلال الندوة التي حملت عنوان «الثقافة والتنمية.. دولة الإمارات نموذجاً». تصوير: إريك أرازاس

أكد مثقفون إماراتيون أن التنمية في دولة الإمارات تتميز باعتمادها على رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة التي ترى أن الإنسان هو عماد أي تنمية، هذا التفكير الذي يعتبر مفتاح فهم تجربة الإمارات وأسباب تطورها وتميزها.

جانب التعليم

تناول أستاذ الإعلام في جامعة الشارقة د. حسن قايد جانب التعليم في دولة الإمارات، ودوره في تنمية الدولة، ورفد الثقافة، مشيراً إلى عدم اقتصار دور الجامعات على التعليم الأكاديمي فقط، لكنها تلعب دوراً تطوعياً كبيراً في تنمية المجتمع، ونشر الثقافة من خلال تقديم المحاضرات.

وقال إن المثقف الإماراتي منذ البدايات اتسم بالإصرار وتحمل المشقة من أجل الإطلاق والبحث وإنتاج الثقافة في ظل ظروف الحياة الصعبة التي كانت تعيشها المنطقة قبل اكتشاف النفط.

وقال الكاتب د. يوسف الحسن إن دولة الإمارات تواجه مجموعة من التحديات في الفترة الحالية، في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي تشهدها المنطقة، ويمكن التركيز على خمس تحديات أو أزمات رئيسة، الأولى ذات طبيعة جيوسياسية واستراتيجية، إذ باتت المنطقة في حالة حرب ضد الإرهاب، فضلاً عن بروز العامل الخارجي مصدراً للشرعية حيناً، أو مصدراً للتغيير أو دعمه، وهذا العامل له أكلافه وله تداعياته وأجندته الخاصة. أما الأزمة الثانية فذات طبيعة سياسية غالبة ومرتبطة بتداعيات ما سمي «الربيع العربي»، وأبرز آثاره: فوضى وتفكك دول، وهدر للموارد، وشقاء إنساني غير مسبوق، وجيل من الأطفال خارج التعليم، وهذه الأزمة لها أكلافها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

وأشار الحسن في الندوة التي حملت عنوان «الثقافة والتنمية.. دولة الإمارات نموذجاً»، مساء الخميس الماضي، ضمن برنامج الفعاليات المصاحبة لاجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، وقدمها الناقد د. معن الطائي، إلى أن الأزمة الثالثة ذات طبيعة اقتصادية في جوهرها، ومجتمعية في تأثيراتها، وتتمثل في تراجع أسعار النفط التي ربما تصل إلى ما دون 30 دولاراً، وهذا الأمر له آثاره السلبية على موازنات وسياسيات ذات صلة بالتنمية، وبالرعاية الاجتماعية، وبالدعم الحكومي لعناصر معيشية لجمهور من المهمشين. وتزامنت هذه الأزمة مع تزايد حجم التزامات دول نفطية خليجية تجاه إنقاذ اقتصاديات عربية تعاني أزمات سياسية وتنموية وأمنية، محذراً من استخدام أصول مالية وصناديق سيادية، يفترض أنها مخصصة لضمان رفاه أجيال قادمة، فهو استخدام له محاذيره، ويعرض فكرة التنمية المستدامة للتعثر.

وأوضح الحسن أن الأزمة الرابعة تضم حزمة من التحديات الإقليمية، بعضها قديم ومستعصٍ، كالقضية الفلسطينية، وبعضها مستجد، لكنها في مجملها قلبت قواعد المسرح الإقليمي السياسي، ومن بين هذه التحديات: تزايد دور المنظمات المسلحة، وتطور العلاقات الإيرانية الأميركية سلباً أو إيجاباً سيكون عاملاً مؤثراً في سلوك الإدارة الإيرانية تجاه منظومة مجلس التعاون، ومن المحتمل أن يقود إلى المزيد من ارتفاع وتيرة تمدد السياسة الإيرانية في المنطقة، إضافة إلى تحديات تزايد اعتماد «اللاعبين الجدد» من غير الدول في حركتهم العنيفة على الجمع بين أدوات القوة الصلبة والناعمة، ومن أبرزها شبكات التواصل الاجتماعي.

وذكر أن الأزمة الخامسة تحمل أبعاداً ثقافية مهمة، من أبرزها: تحولات في عناصر السلطة والقوة، بفعل تأثير تطور ثورات الثقافة والاتصال والمعلومات، وتحول عناصر السلطة والقوة إلى المجتمع، خصوصاً كتلة الأجيال الشابة، ولها مطالبها وتطلعاتها في الحريات والكرامة وفرص العمل والتمكين والمشاركة، وفي بلورة هوية مستقبل الأوطان.

وفي ما يتعلق بالتحديات الوطنية ذات الصلة بتجربة دولة الإمارات، نوّه يوسف الحسن إلى أن من هذه التحديات: التعامل مع متغيرات إقليمية ودولية متسارعة وجذرية، وتحديات الاحتفاظ بالمركز الأول، وتحديات مواصلة التكيف مع متطلبات العولمة الليبرالية، مع استمرارية وظائف الدولة في تحمل مسؤوليات دولة الرفاه، وتحديات التركيبة السكانية، وتحديات الأمن الذاتي في مجالات الغذاء والمياه والبيئة وتوطين المعرفة والتقانة. إلى جانب تحديات بلورة إصلاح فكري ديني منفتح ومتسامح، وبث الروح والفعالية والانسجام والتكامل في منظومة مجلس التعاون، كذلك تحديات الإصلاح والتطوير والتجويد في نظم التعليم الحديث وفي التنمية السياسية، وتحديات بناء منظومة تحالفات إقليمية.

من جانبه، تحدث الباحث والكاتب ماجد بوشليبي عن إمارة الشارقة كنموذج للعاصمة الثقافية؛ موضحاً أن الإمارة اعتمدت على رؤية وخطة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالتركيز على الإنسان كقيمة أساسية، وفي إدخال الثقافة في مختلف مجالات الحياة، فلم ينصب الاهتمام على الإحصاء في الفعاليات التي تقام، لكن بأن تحمل هذه الفعاليات رؤية واضحة. وأضاف «دائماً لصاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة وجهة نظر تجاه الآخر، الغرب والمشرق، كما يرى في الثقافة نوعاً من القوة الناعمة القادرة على تحقيق أكثر مما تحققه القوة في بناء سمعة عالمية للإمارات، وخلق الكثير من العلاقات الدبلوماسية على مستوى العالم، ناصحاً العرب والمسلمين بأن يجعلوا العالم يراهم ويتعرف إليهم من خلال أفعالهم وثقافتهم وإبداعاتهم».

 

تويتر