تأجيل فعاليات البطولة و«اليولة» و«البيت» بسبب «الحداد»

«السكتون والشــوزن» تجتذبان الأنامل الناعمة في «رماية فــزاع»

صورة

قرّر مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث تأجيل فعاليات الجولة السادسة من بطولة فزاع لليولة، التي كانت مقررة مساء أول من أمس في قلعة الميدان بالقرية العالمية، إلى جانب تأجيل الحلقة الـ12 من برنامج «البيت» الشعري الذي كان مقرراً إقامته مساء غد، فضلاً عن تأجيل المنافسات المرحلية في بطولة الرماية بالسكتون، ليوم واحد، بسبب ظروف الحداد على رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وشهدت بطولة الرماية المفتوحة للجنسين إقبالاً كبيراً من المشاركين فاق 1600 رامٍ ورامية، من الرجال والسيدات والناشئين، فضلاً عن فئة كبار السن، التي تستقبل المشاركين الذين يبلغ أعمارهم أكثر من 55 عاماً، وهو التقليد الذي حفز باتجاه المزيد من المشاركات في البطولة.

وتجيء مشاركة ذوات «الأنامل الناعمة» الأبرز هذا العام في بطولتي الرماية بـ«الشوزن» و«السكتون»، وهي الظاهرة التي فرضت نفسها على ميدان رماية «الشرطة» الذي يستضيف البطولة، ويستقبل أيضاً المهتمين بمتابعة فعالياتها، على مدار أيام إقامة المنافسات.

وإلى جانب المشاركة الإماراتية القوية، فإن الراميات العمانيات اعتدن أن يجتذبن الأضواء بشكل ملحوظ، على مدار دورات البطولة، بفضل إجادتهن للرماية من خلال البندقية التراثية «السكتون»، التي يحتفظ الرامي من خلالها بتقاليد الصيد التراثي المرتبط بالموروث المحلي، وهو الموروث الذي انتشر أيضاً في البيئات المجاورة، وبصفة خاصة في فترة ما قبل ظهور النفط.

وأشادت مدير إدارة بطولات فزاع بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد درويش، بالإقبال الملحوظ على المشاركة في بطولات الرماية عموماً، وفي البطولات المخصصة للسيدات وكذلك فئة كبار السن والناشئين، مشيرة إلى الصدى الطيب للبطولة على الصعيد الخليجي عموماً، وهي البيئة التي احتفظت بمهارات الرماية بالسكتون، لمراحل زمنية أطول، خصوصاً لأغراض الصيد.

وأشارت إلى الدور الكبير الذي لعبه تخصيص مرحلة منفصلة لتدريب المشاركين، وإتاحة الفرصة لهم لاختبار خصوصية ميدان «الرماية» على مدار ثلاثة أيام من التدريبات المفتوحة لجميع المشاركين والمشاركات، وهو ما أسهم في الارتقاء بالسوية الفنية للبطولة.

وفي ما يتعلق بحجم المشاركة النسائية أوضحت درويش «يدعم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مشاركة مختلف الفئات في الرياضات التراثية وتعزيز الموروث الإماراتي، ويسعى بشكل خاص لتشجيع المرأة وكبار السن وتفعيل دورهم في المجتمع من حيث صون التراث اللامادي واستمراريته، ويأتي كل ذلك بدعم من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ورعايته الكريمة للبطولات التراثية».

وتحرص مشاركات في بطولة الرماية على الحفاظ على تواجدهن بشكل سنوي في البطولة، وهو ما لفتت إليه غاية مطر المهيري التي أكدت أنها تكرر مشاركتها في بطولة فزاع للرماية، على الرغم من عدم تحقيقها مركزاً متقدماً في مشاركاتها السابقة، معتبرة أن المشاركة في ظل اجتذاب البطولة لهذا العدد المتنوع في مختلف الفئات، تبقى بمثابة المساهمة في إنجاحها.

وأضافت المهيري «سبق لي أن شاركت في بطولة فزاع للرماية بالسكتون للمواطنين، لكن لم يحالفني الحظ، لذلك شاركت اليوم ساعية للحصول على مركز متقدم، لكن هذا الأمر لا يعني عدم تحققه أنني لن أشارك في النسخة المقبلة من البطولة، لأن إنجاح البطولات التراثية يعني المشاركة في إنجاح حدث يهتم بالموروث الإماراتي الذي هو أحد مقومات الهوية الوطنية».

حاملة لقب البطولة في نسختها قبل الماضية، عفراء البادي، أيضاً تكرر مشاركتها هذا العام، على الرغم من الظروف الصحية الخاصة للمتسابقة التي تترقب مولوداً خلال أيام، إذ لم تمنعها تلك الظروف من القدوم من إمارة أبوظبي من أجل المشاركة في البطولة. وأوضحت البادي «أشارك في بطولات فزاع للرماية كل عام، وحصلت على المركز الأول في عام 2013، كما أنني رامية في الفريق الأولمبي الإماراتي، فضلاً عن أن طبيعة عملي في شرطة أبوظبي ساعدتني على اكتساب خبرة كبيرة في مجال الرماية، كما أن زوجي وعائلتي قدما لي التشجيع والدعم الكامل».

وأضافت «تعد هذه الرياضة متوارثة في دولة الإمارات، كما أنني أنصح الجميع، لاسيما النساء بممارستها، وإذا رزقني الله بأنثى سأشرف على تدريبها بنفسي، وسأقدم لها الدعم والتشجيع اللازم للاحتراف في هذه الرياضة التراثية».

وخطف مسنون الأضواء بحضورهم المميز وخبرتهم العريقة، فقدموا منافسات قوية تصل إلى حاجز الـ70 نقطة. وتم تخصيص منافسات فئة كبار السن العام الماضي تنفيذاً لتوجيهات سمو ولي عهد دبي، وفي إطار حرص اللجنة المنظمة على تلبية حجم المشاركة الكبير في المنافسات، وإتاحة المجال للجميع بحسب قدراتهم البدنية والعمرية وترسيخ أسس المنافسات العادلة.

وقال سلام سالم سعيد الوهيبي، الذي يبلغ من العمر 75 عاماً «أشعر بالفخر بالمشاركة في هذه البطولة التي تحظى بدعم ورعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسأسعى دائماً للوجود فيها طوال السنوات المقبلة، والنتيجة جيدة حتى الآن وأتمنى أن يتواصل الأداء على المستوى نفسه في النهائيات يوم السبت المقبل». وأضاف «أمارس الرماية منذ أن كان عمري 20 عاماً إذ إنني كنت جندياً في القوات المسلحة في دولة الإمارات في عام 1973، وبعدها التحقت بالقوات المسلحة في سلطنة عمان».

وعبر سالم بن سلطان بن محمد الذي يبلغ من العمر 60 عاماً عن سعادته للمشاركة في بطولات فزاع، وقال، إن «المشاركة في هذه البطولات فخر لكل متسابق، كما أتوجه بالشكر باسمي وباسم جميع أفراد عائلتي إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على إتاحته الفرصة لكبار السن أمثالي للمشاركة في هذه الرياضة التراثية التي نفتخر بها جميعاً».

كما اجتذبت البطولة عدداً من المشاركين الناشئين ممن يطمحون إلى اكتساب الخبرة للسنوات المقبلة. وقال سيف بن خالد الفارسي الذي يبلغ من العمر 12 عاماً: «أنا سعيد جداً بمشاركتي للمرة الثانية في بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين بالسكتون، فأنا أهوى الرماية منذ سن صغيرة، وشجعني والدي وعمي على ممارستها في الميدان المخصص للتدريب، وأنا أطمح للفوز بالمركز الأول وسأسعى جاهداً للحصول عليه».

وأكد هزاع خميس المقبالي، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، حرصه على مرافقة والده في بطولات الرماية. وقال «أحب الرماية وأسعى للحصول على المراكز الأولى في المنافسات التي أشارك فيها. علمني والدي أن أحمل السلاح منذ أن كان عمري ست سنوات، ومنذ ذلك الوقت يقوم والدي بتدريبي وتشجيعي على المشاركة في البطولات».

مسنون خطفوا الأضواء

خطف مسنون الأضواء بحضورهم المميز وخبرتهم العريقة، فقدموا منافسات قوية تصل إلى حاجز الـ70 نقطة. ومن بينهم سلام سالم سعيد الوهيبي، الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، وسالم بن سلطان بن محمد الذي يبلغ من العمر 60 عاماً.

ميراث ابنتي

بشغف شديد والتزام واضح تجاه المشاركة في بطولة فزاع للرماية بالسكتون للسيدات، وفدت المتسابقة الإماراتية عفراء البادي من أبوظبي، للمشاركة في فعاليات البطولة، متحدية الظروف الخاصة لحمل بات في مراحله الأخيرة، إذ تترقب البادي قدوم مولود جديد في غضون أيام.

الجدية والصرامة الشديدة في التعامل مع متطلبات الإعداد للرمي، ومن قبلها التدريب في ساحة «الرماية» لم يغيبا البادي، التي تحمل لقب البطولة في نسختها قبل الماضية، وتطمح بتكرار الإنجاز ذاته هذا العام.

الأكثر من ذلك أن البادي تعتزم في حال رُزقت بمولودة أنثى، أن تتولى تدريبها منذ وقت مبكر على فنون الرماية بالندقية السكتون خصوصاً في وقت مبكر، كي تصبح رامية ماهرة من خلال هذه البندقية التراثية، التي كانت أداة رئيسة لأغراض الصيد، والدفاع عن النفس خصوصاً خلال مرحلة ما قبل ظهور النفط، وتعد الآن إحدى مفردات الموروث الإماراتي من خلال فن الرماية بهذا السلاح التراثي.

بطولة لـ «كل العائلة»

أعرب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين بالبندقية السكتون، العميد محمد عبيد المهيري، عن شكره وسائر أسرة اللجنة والمشاركين في البطولة لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ودعمه للموروث الحضاري والثقافي وإقامة بطولات «فزاع» التراثية، عموماً، التي باتت تستقطب مشاركين جدداً كل عام من مختلف أنحاء العالم، وبطولات الرماية بصفة خاصة. وأشار المهيري إلى أن تعدد فئات هذه البطولة، ووجود فئة خاصة بالرجال وأخرى للسيدات، وثالثة للناشئين، بخلاف بطولة كبار السن، جعل منها بطولة عائلية بامتياز، وجاذبة لمختلف أفراد الأسرة الواحدة، مضيفاً: «تتميز بطولة فزاع للرماية المفتوحة للجنسين بالسكتون أنها تجمع كل أفراد الأسرة للمشاركة بها جنباً إلى جنب كلٍ في فئته، وهذه ميزة فريدة قد لا نجدها في أي من البطولات المناظرة».

تويتر