المشاركون دعوا إلى تضمين المناهج الدراسية مواد عن الحضارة العربية

اختتام ندوة «فنون وعلوم» بتوصيات لتعزيز هوية الفن

المتحدثون أكدوا أهمية مواصلة البحث في تاريخ وتقنيات وأساليب الفنين العربي والإسلامي. من المصدر

أصدر المشاركون في الندوة الدولية المصاحبة لمهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة، في ختامها أمس، توصيات لتعزيز هوية الفن العربي. وأكدت أهمية مواصلة البحث في تاريخ وتقنيات وأساليب الفنين العربي والإسلامي، وتزويد المناهج الدراسية بمواد حول تلك الفنون. ووجه المشاركون الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لرعايته المهرجان منذ انطلاقته، ورعاية الندوة الدولية ضمن فعاليات المهرجان، ولرعاية سموه للثقافة في مختلف حقولها الإبداعية والمعرفية.

وقال منسق الندوة، الفنان الدكتور عبدالكريم السيد، إن الندوة استمرت يومين بمشاركة ستة باحثين في شؤون الجمال، من فلسطين والعراق والسودان ومصر والأردن، مؤكداً أنها «نجحت في تحقيق أهدافها بتعزيز الحوار حول جمالية الفن العربي ومرجعياته البصرية والتاريخية، إضافة إلى إثراء المكتبة العربية ببحوث جديدة».

وأضاف السيد أن الندوة اختتمت بمجموعة من التوصيات، من بينها توثيق الأوراق البحثية المشاركة وترجمتها إلى اللغة الانجليزية، وطباعتها في كتاب ونشرها في فضاء الإنترنت، لما لذلك من أهمية في التوثيق من جهة، وتوفير المادة البحثية للمهتمين والجمهور. كما أوصت بتضمين المناهج الدراسية في المدارس والكليات والجامعات مواد كافية عن الفنون العربية والإسلامية.

كما أكدت الندوة في توصياتها على أهمية تخصيص جوائز لتكريم نقاد الفن التشكيلي العرب، لتشمل مختلف الأجيال، ما يشجع حركة البحث العلمي في الفنون.

وكانت الجلسة الثانية من الندوة التي بحثت في العلاقة بين الفنون والعلوم أقيمت، صباح أمس، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية. وشارك فيها كل من الدكتور إيهاب أحمد إبراهيم، والطيب سعيد، والدكتور عبدالكريم السيد، وأدارها الدكتور محمد الجزائري.

وتناول الأستاذ المساعد في قسم الآثار الإسلامية في جامعة القاهرة، إيهاب إبراهيم في ورقة بحثية بعنوان «علم القبالة في الفنون الإسلامية» إنجارات العرب في مجال طب الولادة والمرأة والطفل، من خلال رسوم توضيحية وردت في عدد من المخطوطات. وقال «من أشهر الأطباء المسلمين أبوبكر زكريا الرازي، ويعتبر شيخ الأطباء لأنه كان عالماً موسوعياً».

واستند الطيب سعيد في ورقته بعنوان «قوانين العلم في أساليب الفن»، إلى تجربة الفنان الغرافيكي الهولندي موريتس كورنيليس إيشر. وقال «من المثير للتأمل في شأن علاقة العلوم بالفنون أن إيشر، الذي لاتزال أعماله نفسها مثيرة للتأمل والنقاش في أوساط العلماء والفنانين على السواء، كان تحصيله العلمي ضعيفاً جداً في مادة الرياضيات، خصوصاً الجبر والاحتمالات، رغم أنه كان الابن الأصغر لمهندس مدني، والشقيق الأكبر لأربعة أشقاء، ثلاثة منهم مهندسون»، وأوضح أن إيشر توصل إلى «رسم الرياضيات».

وأضاف إن إيشر على الرغم من ضعفه في الرياضيات «كان منذ طفولته الباكرة مولعاً بالترتيب والنظام. وأثناء طفولته تعلم النجارة والعزف على البيانو، وكان يراقب النجوم وحركتها عبر التلسكوب، وأصبح من حينها مفتوناً بلانهائية الكون».

أما عبدالكريم السيد فتناول في ورقته البحثية «رائد الحروفية العربية محمود حماد» سرداً للعلوم والاختراعات والفنون التي أسهمت بها الحضارة العربية والإسلامية. وتحدث عن الفنان محمود حماد، موضحاً جوانب من سيرته الدراسية والفنية في مراحل متعددة. وقال «استخدم حماد الحرف العربي جزءاً لا يتجزأ من نسيج اللوحة، وكعنصراً أساسياً في عناصرها، صنع بتجمعاته المدروسة وألوانه المرصوفة بإحساس مصوّر وليس مزخرفاً، تكويناته التجريدية الموحية التي غطى بها فضاء اللوحة، رابطاً بإحكام بينها وبين الخلفية، عبر تقطيعات هندسية مسحوبة منها شكلاً ولوناً، وبتوليفة أبرزت التكوين وأكدته».

 

 

تويتر