المظلوم افتتح الندوة.. وأكّد أهمية تعزيز النقد التشكيلي

3 مشاركين يتتبعون الأثر الجمالي في «فنون وعلوم»

صورة

أكّد رئيس مجمع الشارقة للآداب والفنون المنسق العام لمهرجان الفنون الاسلامية، هشام المظلوم، أهمية تعزيز حركة النقد التشكيلي، وأهمية دراسة الأثر الجمالي في الفن العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن مهرجان الفنون الإسلامية يسهم بدوره في تسليط الضوء على المنجز البصري الجمالي، والمنجزات العلمية التي حققها الفنانون والعلماء العرب، خصوصاً في العصور الوسطى.

وقال المظلوم، خلال افتتاحه الندوة الدولية المصاحبة للمهرجان «فنون وعلوم»، أمس، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، إن «المهرجان في دورته الـ17 التي تستمر حتى 17 يناير المقبل، يجمع بين الفن والعلم، من خلال التراث العربي والإسلامي في فنون الرسم والعمارة والزخرفة، وعلاقتها بالعلوم والاختراعات والابتكارات التي أسهم فها العرب في الحضارة الإنسانية». وأضاف أن «النقد جوهري في الحركة التشكيلية، ونحن بعد كل هذه الدورات من المهرجان نؤسس من خلال المشاركين بالندوات بحثاً نقدياً جاداً، يرفد الاتجاهات النقدية العالمية المعاصرة، وينسجم مع الزخم الفني للأجيال الفنية في العالمين العربي والإسلامي»، موضحاً أن «الندوة التي تستمر يومين، بمشاركة ستة باحثين، تتناول القيم الجمالية والتاريخية».

جلسة اليوم

ينظم مهرجان الفنون الإسلامية، صباح اليوم، الجلسة الثانية من الندوة الدولية «فنون وعلوم»، ويتحدث فيها الدكتور إيهاب أحمد إبراهيم عن «علم القبالة في الفنون الإسلامية»، والطيب سعيد عن «قوانين العلم بأساليب الفن»، والدكتور عبدالكريم السيد عن «رائد الحروفية العربية.. محمود حماد».

وتتناول الندوة البحث في فن المنمنمات والزخرفة في المخطوطات العلمية والعمارة، وتستكشف سماتها ومرجعياتها البصرية.

وأكّدت نائب المنسق العام للمهرجان، فرح القاسم، أن الندوة التي يشارك فيها ستة باحثين من فلسطين والعراق والأردن والسودان ومصر، تختتم اليوم بتوصيات، لتعزيز الرؤى الجديدة في محاورها لدورة المهرجان العام المقبل.

وتحدّث في الندوة التي أدار جلستها الافتتاحية الفنان الدكتور عبدالكريم السيد، منسق الندوة الدولية في المهرجان، كل من الدكتور محمد الجزائري، والدكتور علي الغول، وعلي العامري. وأكد المشاركون الثلاثة على أهمية تناول الإنجازات الفنية العربية، من خلال البحث والدراسة، مشيرين إلى أهمية تأصيل جمالية الفن العربي.

وتحدّث محمد الجزائري في ورقته البحثية «إصرار الذاكرة» عن إسهامات العرب في الحضارة الإنسانية، في مختلف المجالات، متناولاً متوالية العلمي والفني بوصفها نسقاً جمالياً وإنسانياً لخطاب حضاري. وقال: «تحقق متوالية الوحدات الزخرفية عبر التنويعات اللونية المختلفة الدرجات والتباينات التكرار الخلاق الحركي، أي الطاقة الإيجابية المتجهة بالبصر والعقل إلى حركة

لانهائية ومفتوحة على أفق غير محدد، خارج الوجود العياني، أي خارج الشكل الوجودي المادي للزخرفة ذاتها». وأوضح أن «مفهوم التجريد يبحث عن جوهر الأشياء والتعبير بإيجاز».

كما تحدّث عن إنجازات الفنان يحيى الواسطي في فن المنمنمات، خصوصاً في رسوم «مقامات الحريري»، مؤكّداً أن «الواسطي صار الند العالي المقام لصانعي فن عصر النهضة، بما أتي به من تجديد ورؤى في الجمالية العربية ترسخت منذ القرن الـ123 ميلادي لغاية الساعة». وقال إن «(مقامات الحريري) أصبحت منهجاً للشعراء الجوّالين (ترابادور) في معارضة سلطة الكنيسة، وفي المطالبة بالمساواة والعدل الاجتماعي».

أما الدكتور علي الغول، قدم ورقة بحثية بعنوان «تكوينات الشكل الهندسي للدائرة في العمارة والفنون الإسلامية»، تناول فيها التشكيلات اللانهائية من الدائرة، بوصفها عنصراً في الزخرفة والمعمار. وقال إن «البيئة الجغرافية العربية المنبسطة تشجع على النمو والامتداد إلى ما لانهاية، كل ذلك يحدث في مفهوم فضائي ذي مضمون لغوي يعني (الفراغ). وفي هذه الحالة، فإن العملية التصميمية يكون هدفها ملء الفراغ وليس تفريغه. ومن هنا، فإن الشكل الدائري الذي يفي بهذه المتطلبة وهو الشكل الأنسب الذ يمكنه أن يتفاعل مع النمو المطرد والتوسع باستمرار»، موضحاً أن «خاصية الشفافية تنتج التعبير المسطح والابتعاد عن المنظور». وربط الغول بين شكل النخلة والدائرة، وفق العلاقة بين الشبكات الهندسية والشبكات النخيلية، مشيراً إلى مرجعية الدائرة والقبة الوحدات الزخرفية لمتواليات الدائرة في العمارة العربية والإسلامية، تعود إلى شكل النخلة، وهو بذلك يربط فن المعمار بمرجعية الطبيعية.

كما تحدّث عن الأطباق النجمية في المعمار الزخرفي، قائلاً إن «الاطباق النجمية تشكيل على صورة نجمة ذات رؤوس يمكن أن تحيط بها دائرة، أو تبنى من خلال الدائرة أو بواسطة الدائرة. وقد تكون لها شبكة تحتية دائرية».

وتناول علي العامري، في ورقة بحثية بعنوان «تأثيث المخطوط» السمات العامة لفن المنمنمات في المخطوطات العلمية، والقيم التي تنطوي عليها، جمالياً ومعرفياً. وقال: «على الرغم من أن منمنمات المخطوط تهدف إلى توضيح محتواه العلمي، وترغيب العامة بقراءته، وتشجيع المحافظة عليه ونسخه، من جانب، والتزام الفنان بتتبع الوصف العلمي خلال الرسم، من جانب آخر، إلا أنه يمكن النظر بزاوية مغايرة إلى العلاقة بين الرسوم والمحتوى العلمي، تتمثل في اعتبار المخطوط عملاً فنياً، وبذلك يمكن النظر إلى الحرف واللون والخط بوصفها عناصر في تأثيث فضاء المخطوط جمالياً». وأشار إلى أنه «يمكن اعتبار المخطوط فناً يمثل مرجعية للفنان العربي المعاصر».

وأوضح أن «البُعد التجريدي في الفن العربي والإسلامي يعود إلى مرجعيات قديمة قبل الإسلام، من بينها (النجمة الثمانية)، التي تعود إلى الحضارة الكنعانية، لكنها أصبحت وحدة زخرفية أساسية في الفن العربي». وأضاف: «في المخطوط يتحقق التآخي بين الحرف واللون، في صيغة جمالية يبدو فيها النص الأبجدي البصري فضاء للنص اللوني البصري، على الرغم من أن الرسم يأتي لتوضيح المحتوى، لكن علاقة التآخي بينهما تتيح تبادل حلول كل منهما في الآخر».

كما تناول العامري البُعد الجمالي في معمار الحمراء في غرناطة. وقال: «إنه في عمارة الحجر والماء في قصر الحمراء يلعب الضوء على واجهة النقوش ليحركها بصرياً، كما لو أن الضوء يتدفق من قلب الحجر، في إشارة إلى أن الضوء الداخلي يمثل البُعد الروحي في جوهر الزخرفة».

 

 

 

 

تويتر