مشروع «كلمة» يترجم «نصوص الصِّبا» لغوستاف فلوبير

«نصوص الصبا» غلاف الكتاب.

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاب «نصوص الصِّبا» لغوستاف فلوبير، ونقلته إلى العربية الكاتبة والمترجمة اللبنانيّة ماري طوق، ويأتي الكتاب ضمن سلسلة «كلاسيكيّات الأدب الفرنسيّ»، التي استحدثها مشروع «كلمة» للترجمة في أبوظبي، ويحرّرها ويُراجع ترجماتها الشاعر والأكاديميّ العراقيّ المقيم في فرنسا كاظم جهاد. ويجمع هذا الكتاب باقة واسعة من النصوص المتراوحة الحجم، كتبها مؤسّس الرواية الحديثة فلوبير (1821 ـــ 1880) في صباه، ونُشر معظمها بعد وفاته. وبصورة مبكّرة يعرب الكاتب فيها عن شغفه المعروف بالأسلوب، ويثبت براعته في معالجة تجارب شديدة التنوّع، هذه البراعة التي ستأتي لترسّخها رواياته الكبرى التي تشكّل هذه النصوص الأولى مفتاحاً لفهمها وتقييمها لا غنى عنه.

عُرفَ فلوبير الناضج، إذا جاز القول، بمحاور للكتابة ثلاثة، يقوم أوّلها على الانثيالات الغنائيّة التي تفعم صفحاته بروح الشّعر ولغة الرّومنطيقيّين الكبار، وثانيها على معالجات واقعيّة يحرص فيها على «الغوص في الحقيقيّ أو الواقعيّ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً» بتعبيره هو نفسه، أمّا المحور الثّالث فيقوم على التّأمّلات والشّذرات الفكريّة ينتقد ويعرّي فيها العالم والتّاريخ، لا بل الشّرط الإنسانيّ بمجمله. هذه المَحاور الثلاثة نراها حاضرة بادئ ذي بدء في نصوص صِباه هذه، التي تشكّل بمجموعها مختبراً ضخماً جرّب فيه الكاتب الحدَث مختلف الموضوعات والهواجس المُلحّة التي سينعقد حولها عمله الكبير المقبل، كما جرّب أساليب شتّى تمسّك لاحقاً ببعضها وهجر البعض الآخَر. تراه هنا يمارس الحكاية الرّمزيّة والقصّة الفنطازيّة والفلسفيّة والواقعيّة، مستمدّاً موضوعاته وشخوص نصوصه من قراءاته في التّاريخ والأدب، أو من متابعة ملخّصات المرافعات في الصحف العموميّة والمنشورات القانونيّة، أو بتشريح تجربته الذّاتيّة.

والحقّ فإنّ عالم فلوبير الذّاتيّ يبسط ظلّه المديد على كلّ هذه النّصوص، بما فيها القصص الأليغوريّة أو الرّمزيّة.

 

تويتر