يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بين فرنسا والإمارات

«دبي للثقافة» تطلق برنامج «الفنان المقيم»

يفتح برنامج «الفنان المقيم» أبوابه هذا العام للتبادل الثقافي مع الفنانين والمصممين الفرنسيين. من المصدر

أطلقت «هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)»، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، والمعهد الفرنسي في الإمارات، الوكالة الحكومية التي تعنى بالترويج للثقافة الفرنسية في الخارج، النسخة الثالثة من برنامج «الفنان المقيم»، الذي يهدف إلى تعزيز قنوات التبادل الثقافي والفني بين فرنسا والإمارات.

ويجمع البرنامج الرائد مجموعة من أبرز الخبرات والموارد من الهيئات الثقافية في الإمارات وفرنسا، لتعزيز سبل الحوار والتبادل الثقافي الدولي، من خلال البحث الفني والإنتاج وبرامج المقيمين. ويهدف إلى الإسهام في ازدهار المشهد الفني المحلي لإمارة دبي، وتسليط الضوء على حي الفهيدي التاريخي مركزاً ثقافياً للمدينة يسهم في تعزيز الحوار الدولي، من خلال الاستوديوهات المفتوحة والأنشطة التعليمية واللجان الجديدة كجزء من مشروعات «آرت دبي».

وفي إطار الخدمات الفنية التي تقدمها «دبي للثقافة»، يفتح برنامج «الفنان المقيم» أبوابه هذا العام للتبادل الثقافي مع الفنانين والمصممين الفرنسيين، ويشارك الفنانان فاليريان غانيير وجوليان فامشون مع مجموعة من الفنانين والشباب الإماراتيين والمقيمين. وسيتمكن الفنانان الفرنسيان، خلال هذه الفرصة، من تعزيز فهمهما للتراث والثقافة المحلية، إضافة إلى تبادل الخبرات وإلهام المشاركين، من خلال العديد من الأنشطة التعليمية، مثل جلسات النقاش وورش العمل على هامش فعاليات المعرض الفني.

في السياق، قال مدير إدارة الفنون البصرية في «هيئة دبي للثقافة والفنون»، خليل عبدالواحد: «إن برنامج (الفنان المقيم) يجسد دلالة واضحة على نجاح الجهود المتضافرة التي يبذلها البلدان لتعزيز أواصر العلاقات، ومد جسور الحوار والتواصل الثقافي والحضاري البنّاء، وفي أعقاب التعاون الناجح مع مجموعة من الفنانين الفرنسيين في الماضي، حرصت (دبي للثقافة) على مواصلة تعزيز التفاهم المتبادل، من خلال التبادل الثقافي بين الإمارات وفرنسا ضمن برنامج (الفنان المقيم)، وسنعمل عن كثب مع المعهد الفرنسي لتوفير السبل المناسبة لضمان مشاركة الفنانين الفرنسيين في مجموعة من الممارسات المبتكرة في مجال الفنون وخلق فرص للتفاعل مع الجمهور».

من جانبه، قال مدير المعهد الفرنسي في الإمارات، ديفيد بيرتولوتي: «إن العلاقات الثنائية بين الإمارات وفرنسا تتميز بروابط ثقافية متينة في مجال الفن والتصميم. وسيتيح هذا البرنامج فرصة لنا لتعزيز ومد جسور التواصل، حيث يمكن للفنانين المشاركين في هذا البرنامج استكشاف أوجه الإبداع في المركز الثقافي الأبرز ضمن منطقة الشرق الأوسط، ومشاركة الخبرات والمهارات مع الفنانين والمصممين الصاعدين».

تأسس المعهد الفرنسي من قبل وزارة الشؤون الخارجية والأوربية الفرنسية في يناير 2011 كهيئة حكومية جديدة مسؤولة عن الترويج للثقافة الفرنسية في الخارج، وتشجيع برامج التبادل الثقافي والفني، وفتح نوافذ الحوار بين الشعوب، وإثراء الحركة الثقافية على المستوى العالمي. وتأسس مكتب المعهد في الإمارات في يناير 2012 ضمن مبنى السفارة الفرنسية في أبوظبي.

فيما تهدف الخدمات الشاملة متعددة الأوجه التي تقدمها «دبي للثقافة» إلى تسليط الضوء على مواهب الفنانين الإماراتيين والمقيمين في الدولة، وتشجيعها.

في هذا الإطار، قامت الهيئة بإطلاق مجموعة من ورش العمل والخدمات الاستشارية وتكليف الفنانين بمشروعات خاصة، إضافة إلى دعمها الدائم لبرنامج (الفنان المقيم)، بالتعاون مع كل من «مؤسسة دلفينا» البريطانية و«ﺁرت دبي» و«تشكيل».

وتحرص «دبي للثقافة» على بذل كل الجهود اللازمة لإبراز عراقة التراث الفني الإماراتي في دبي، وإلقاء الضوء على حيوية مشهدها الفني المعاصر، وإرساء بيئة حاضنة تضمن رعاية وتشجيع المواهب الفنية المبدعة في إمارة دبي.

جوليان فامشون

الفنان الفرنسي والمصمم الجرافيكي جوليان فامشون درس في مدرسة الفنون الزخرفية في ستراسبورغ، ثم تابع دراسته في ما بعد في كلية متحف الفنون الجميلة في بوسطن، وزار جوليان مدينة دبي، أخيراً، لإنتاج فيلم رسوم متحركة قصير عن تاريخ منطقة الشرق الأوسط. وأسهمت أسفاره عبر مختلف البلدان وتعرفه على كثير من الثقافات المختلفة في تعزيز تجربته وإبداعاته ورسومه المتحركة. ويعمل حالياً على إعداد رواية مصورة، ويوجد في دبي للتحدث عن مسيرته وتجاربه.

فاليريان غانيير

يتميز الفنان فاليريان غانيير بأسلوبه الخاص المليء بالطاقة، الذي يبحر في مجموعة من التخصصات المختلفة التي تسمح له بإضفاء طابع مميز على تصاميمه وإبداعاته الفنية بشكل عام.

وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس من كلية كانتونال للفنون في لوزان بسويسرا، أتيحت له الفرصة ليصبح مساعد مدرس، وعمل مع نخبة من المصممين العالميين، مثل بيير شاربين ورونان بوروليك. ثم التحق بالكلية الملكية للفنون في العاصمة البريطانية لندن لتعميق أسلوبه التصميمي، وعمل مع جابريل كلازمر ومايكل ماريوت ولوك بيرسون. وبعد إنهاء دراساته الأكاديمية، حرص غانيير على تعزيز مهاراته، من خلال المشاركة في ورشة عمل في إريتريا وبرنامجين للإقامة في اليابان وجزيرة ريونيون. ونجح بالاستفادة من برامج التبادل الثقافي بتطوير نهجه في العمل وأخذ في الحسبان ملامح البيئة المحلية كنقطة انطلاق للتبحر في مفهوم التراث الثقافي والإرث المحلي أمام ظاهرة العولمة وفق مبدأ «مكان على الخريطة يعني مكاناً في التاريخ».

وسيقوم فاليريان غانيير خلال مشاركته في برنامج «الفنان المقيم» هذا العام، بالعمل عن قرب مع طلاب التصميم في الجامعة الأميركية في الشارقة بالتعاون مع البروفيسور كيفن بادني، من أجل إعادة تصميم مسند للقدمين باستخدام السيراميك، بما يعكس ملامح ثقافة وتراث للمنطقة. وتم عرض هذا التصميم المميز في معرض «فن أبوظبي».

تويتر