شهد إطلاق مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء

ختام «البيزرة».. ذاكرة حيّة وتراث إنساني مشترك

صورة

قال مدير مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة ومدير المشروعات في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، عبدالله بطي القبيسي: «إنّنا نزداد يقيناً بعد كل مهرجان، وفي كل فعالية بأننا في بلد يؤمن بالإنسان كثروة وطنية، ولا يترك أي جهد دون القيام به في مجال حماية التراث الإنساني، لإيمانه بأن حماية الموروث هو حفاظ على الذاكرة الحية للشعوب والأمم، بما يشتمل عليه من عناصر فاعلة في حماية الهوية الحضارية، وتحصين الذات الثقافية ومدّها بمقومات الثبات والمناعة، وذلك بالنظر لكون دولة الإمارات إحدى الدول المعنية في العالم، إن لم تكن أكثرها اهتماماً بهذا التراث العريق».

وأسدل الستار، أمس، على فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة، الذي أقيم برعاية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ونادي صقاري الإمارات، بمشاركة أكثر من 800 صقار من 82 دولة، وممثلين لمنظمة «اليونسكو» والمؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الثقافي للصقارة.

وشهد المهرجان إقبالاً كبيراً، وانفرد هذا العام في نسخته الثالثة، بالإعلان عن إطلاق مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، التي ستُسهم في زيادة الوعي بقيمة الصقارة تراثاً وفناً إنسانياً مشتركاً، وتهدف إلى غرس المبادئ والممارسات الصحيحة للصقارة العربية في النشء، والترويج للتقاليد المستدامة للصقارة العربية، ونشر مبادئ الصقارة العربية على المستوى العالمي، وتعزيز الطابع التراثي للصقارة، وتقديمها واجهة تراثية وثقافية مهمة في إمارة أبوظبي.

وأضاف القبيسي: «أربعة عقود مرّت على أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة، وأقيم آنذاك بتوجيهات ورعاية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الصقار الأول على مستوى العالم، في إطار اهتمامه المعروف والمشهود له عالمياً بتراثنا العربي الأصيل، الذي يمثل قيمنا وعاداتنا وهويتنا الوطنية، ونحن نسير إلى الخطى نفسها لإدراكنا بأهمية مواصلة أعمال تدوين هذا التراث وتصنيفه ودراسته حفظاً له من الضياع، من أجل نقله للأجيال المقبلة، عملاً بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: (من لا ماضي له.. ليس له حاضر)».

وأكّد أنّ «الأهمية الكبيرة التي يمثلها هذا المهرجان للصقارين وللصقارة تنعكس نحو تعزيز الاهتمام وخطط الصون، من خلال ما يبحثه من قضايا وموضوعات تنعكس إيجاباً على التراث العالمي والموروث الشعبي لكل دولة من الدول المشاركة، كما أننا نؤمن أن مهرجان الصداقة الدولي الثالث للبيزرة يوفر بيئة خصبة للتحاور والتمازج الثقافي والحضاري».

وتابع القبيسي أن «حماية التراث الثقافي أمر غاية في الأهمية، نظراً لتعلقه بهويتنا العربية، فلطالما كان تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتها الحضارية في تاريخها وحاضرها، ولطالما كان التراث الثقافي للأمم منبعاً للإلهام ومصدراً حيوياً للإبداع المعاصر ينهل منه فنانوها وأدباؤها وشعراؤها، كما مفكروها وفلاسفتها لتأخذ الإبداعات الجديدة موقعها في خارطة التراث الثقافي، وتتحوّل هي ذاتها تراثاً يربط حاضر الأمة بماضيها ويعزز حضورها في الساحة الثقافية العالمية، من هنا كان اهتمامنا في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإقامة هذه الفعاليات التي تُعنى بالتراث الثقافي في إطار العمل العالمي المشترك».

وذكر أن «ما نشهده اليوم من نجاح لمهرجان الصداقة الدولي هو إنجاز يشهد له في ظل التطور المتسارع في بيئتنا الطبيعية والثقافية، لذا نحرص للمحافظة على تقاليدنا وصون تراثنا من الاندثار، في ظل الحداثة التي تطغى على حياتنا اليوم، ما يُسهم في إنشاء جيل جديد يحافظ على استمرارية موروث رياضة عربية أصيلة، وبما يعزز مكانة أبوظبي وجهة سياحية ثقافية متميزة على كل الصعد».


برنامج حافل

شهد مهرجان الصداقة الدولي على مدى الأيام السبعة الماضية، سواء في مخيّم الصقارين بالمنطقة الغربية، أو في نادي الفرسان بمدينة خليفة، برنامجاً حافلاً بالعديد من العروض والفقرات والأنشطة المتنوّعة التي تلامس احتياجات جميع الأعمار ومختلف الجنسيات، إذ ضمّ برنامجاً مليئاً بالمفاجآت لكل أفراد العائلة الذين جمعهم المهرجان تحت راية واحدة لقضاء وقت حافل بالتراث، واستعادة ماضي الأجداد العابق بالفخر والعزة، وبتحدي الصعوبات ومواجهتها للوصول إلى الحاضر المشرق.

وكان هناك برنامج مميز لساحة العروض، يعرض أساليب الصقارة وثقافاتها وتقاليدها من مختلف أنحاء العالم، ويتوّج ذلك بالموكب الكبير للدول المشاركة نهاية كل يوم، إذ يحضر جميع الصقارين من مختلف الجنسيات والثقافات إلى ساحة العروض بأزيائهم التراثية الوطنية حاملين أكثر من 100 طير جارح، على اختلاف أشكالها وألوانها.

فلكور

جذبت العروض الفلكلورية والبرامج الترفيهية والثقافية المقامة ضمن فعاليات «البيزرة» اهتمام الجمهور الكبير، الذي حرص على متابعة الفعاليات والبرامج المختلفة، التي استمتع بها خلال فعاليات منتجع الفرسان، وقدمت كل دولة الزي التقليدي الذي تشتهر به، بجانب تقديم عروض فنية وموسيقية للزوار بشكل شيق جذب انتباه الجميع.

ويعدّ العرض التراثي للدول المشاركة من أكثر العروض التي استقطبت الجمهور، إذ تجوّل بعض المشاركين بزيهم التراثي، حاملين أنواع الصقور الخاصة بهم في أرجاء الموقع في لوحة فنية متميزة.

تويتر