«الثقافة» تطلق دورته السادسة في دبي

30 خطاطاً فـــي رحــاب القرآن الكـريــم

صورة

30 خطاطا من العالم العربي، اجتمعوا في ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم، الذي تقيمه وزارة الثقافة وتنمية الشباب والمجتمع في دبي للسنة السادسة، وذلك في فندق غراند حياة بدبي. سيعمل الخطاطون المشاركون في الملتقى، الذي سيستمر على مدى ثلاثة أيام على خط آيات القرآن الكريم، حيث تم توزيع أجزاء القرآن على الخطاطين ليكون لكل خطاط جزء يكتبه، مع الالتزام بخط النسخ، إلى جانب نوع الورق والقياس وأسلوب التخطيط، لمنح القرآن الذي سينتج بعد الملتقى روحا متقاربة.

معرض

أقيم على هامش الملتقى معرض للخط، والذي جمع مجموعة من الأعمال الخطية الضخمة لنصوص قرآنية، من بينها نصوص للمشاركين: غلام مرتضى من باكستان، ومحفوظ ذنون يونس العبيدي من العراق، وعلي ممدوح عبدالحليم من مصر، ومحمد فاروق الحداد من سورية، وليلى برزكر يارمحمدي من إيران، وعسكر مرداي من إيران. واللافت في الأعمال أنها تميزت بألوانها التي تبرز خروج كتابة الآيات القرآنية عن الكلاسيكية المألوفة، كما استخدمت الأحبار وألوان الجواش على ورق مقهر ومذهب.

خط النسخ

يعتبر ابن مقلة شيرازي أول من وضع أسس هذا الخط، وذلك في أوائل القرن الرابع الهجري، ثم أسهم بعده مجموعة من الخطاطين الأتراك والعرب. سمي هذا الخط بخط النسخ، كونه استخدم كثيرا في نسخ الكتب، نظرا لسهولة قراءته، وجمال حروفه. كما أنه استخدم لكتابة القرآن الكريم منذ العصور الإسلامية الأولى. وقد استخدم لاحقا في الطباعة والمجلات، حيث استخدم في الطباعة، وقد طور عبر الحاسوب، وأطلق عليه الخط الصحفي.

 افتتح الملتقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأكد في كلمته أهمية الملتقى، الذي أصبح تقليداً سنوياً يرتبط بالقرآن الكريم أولا، ثم بالخط العربي، وهو فن إسلامي أصيل ومتجدد، يتطور على أيدي خطّاطين مهرة. وقال إن «ما يبعث على الاعتزاز في هذه الدورة، هو وجود سبع خطاطات، تأخذ كل منهن موقعها، إلى جانب الخطّاطين الرجال، ليثبتن أن المرأة سباقة ومتميزة في كل خير وحق وجمال». وأضاف أن «اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم يمتد إلى أكثر من مجال، سواء تفسيره أو معرفة أحكامه، أو تجويده وترتيله، إلى جانب كتابته بخط له سحره الخاص». وشكر كل الحكام ورئيس الدولة على جهودهم المبذولة في دعم الفن عموما، وفن الخط على وجه التحديد. وأوضح أن الوزارة حصلت حتى الآن، ومن خلال الدورات السابقة، على خمس نسخ لخطِّ القرآن الكريم، تضاف إليها نسخةٌ سادسةٌ هذا العام، ومازالت النوايا مستمرة، للحصول على المزيد من هذا النتاج الخطي المهم للقرآن الكريم، لافتا إلى أن هذه الدورة تتميز أيضاً بتنظيم ورشة عمل، تتيح فرصةَ التعرف إلى جماليات هذا الفن، ومشاهدة إبداعات هؤلاء الخطّاطين والخطّاطات.

وقال الخطاط الإماراتي محمد عيسى خلفان: أشارك في الملتقى منذ دورته الأولى، وفي الواقع كل دورة تتميز عن التي قبلها، لاسيما بالوجوه الجديدة التي يمكن تبادل التجارب والخبرات معها. وأضاف: «لم نتوقع في الإمارات أن تكون رائدة في الخط، إلا أنها أصبحت وعبر السنوات مقرا للخط والخطاطين، بفضل اهتمام الحكومة والمؤسسات، وهي فرصة لبروز الخطاط المواطن». واعتبر خلفان أن قلة المشاركة الإماراتية في هذا الملتقى تعود إلى اختيار خط النسخ، حيث إن التدريب عليه يحتاج إلى الكثير من الوقت، لاسيما أنه وعلى مر السنوات كانت هناك مشاركات نسائية متميزة.

وزار الملتقى الخطاط الإماراتي خالد الجلاف، وقال عن الملتقى إنه ينضج سنة بعد الأخرى، واليوم بات لدى الوزارة خمس نسخ من المصحف الشريف، والجميل أن كل جزء مكتوب من قبل مجموعة من الأسماء المهمة والمعروفة في الخط. وأشار إلى أن اللافت في هذا العام هو وجود العدد الجميل من الخطاطات لاسيما التركيات، ما يدل على أن الخط لم يعد ذكورياً بامتياز. ولفت إلى أن الاهتمام بالخط يزداد كلما زاد الحفاظ على الهوية، موضحا وجود نخب من الشباب والشابات، الذين أكملوا المسيرة ولايزالون محافظين على الخط، كما أنه يحسب للإمارات أنها كانت سباقة. ورأى أن غياب الإماراتيين عن الملتقى يعود إلى الحاجة للتدريب على كتابة المصحف لسنوات طويلة، آملا وجود خطاطات وخطاطين يشاركون محمد عيسى خلفان في السنوات المقبلة، فهو صاحب باع طويل في خط القرآن.

وقال الخطاط العراقي زياد المهندس إن مشاركته في الملتقى هي الرابعة على التوالي، مشيرا إلى أن الملتقى يعتبر فرصة كي يتعرف الناس إلى فن الخط عن قرب. ويتناول المهندس الجزء 14 من القرآن، وأشار إلى أن النص القرآني يختلف كثيرا عن النص الشاعري، فهو يخص أغلبية الناس، لكن كتابة القرآن لها ميزة وروحية خاصة، لذا فإن الخطاط يهتم أكثر بكتابة القرآن من كتابته أي نص آخر. وشدد على أن توحيد القياسات ونوع الخط يسهل مهمة خط القرآن، مشيرا إلى أنه لابد في مشروع كهذا من توحيد شكل الخط والأسلوب، للحفاظ على روحية واحدة.

الخطاط السعودي إبراهيم عبدالله الزايد أشار إلى أنه يشارك للمرة الرابعة، وأن الفعاليات التي تتكرر غالبا ما تمر بمرحلة فتور أو ارتفاع من دورة لأخرى، لكن الملتقى وعلى مدى السنوات كان يتطور إلى الأفضل من ناحية التنظيم والاهتمام بالخط العربي. واعتبر أن الخط العربي كمجال فني متطور، لكن نسخ المصاحف في القدم كان يتم بالخط الكوفي على وجه التحديد، لكن اليوم هناك أنواع متعددة من الخطوط بما فيها خط النسخ. واعتبر أن الاختلاف في الكتابة أمر طبيعي، ومهما كانت العوامل المشتركة موجودة، إلا أن هناك ثوابت لا يمكن تخطيها، لكن تبقى للخطاط روحية خاصة في النص.

وأكد الفلسطيني إيهاب إبراهيم ثابت أنه على مدى خمس سنوات، شهد الملتقى تقدماً في مستواه، وقد تحسن مستوى المشاركات، وأن هناك منافسة فنية بحتة في هذا الملتقى. ولفت إلى أنه من الضروري وجود التناغم في السطور والكتابة، كي لا تبدو الخطوط متباعدة. ورأى أن دور الخطاط هو الكتابة فقط، لكن الزخرفة في القرآن مكملة، وأتت من باب التجميل وتحسين الشكل العام.

في المقابل، رأى الخطاط اليمني حسين أحمد السري، الذي يشارك للمرة الاولى، أن هذا الفعالية تعتبر من الفعاليات التي يتمنى المرء المشاركة فيها. واعتبر أنه يجب إتاحة الوقت أكثر، كلما كان أداء الخطاطين أفضل، معتبرا أن خط القرآن فيه رسالة ينبغي أن يلتزم بها كل خطاط، وهي الرسم العثماني الذي وجد منذ الأيام الأولى لخط القرآن.

تويتر