«الحكواتي».. قصص مشوقة من التاريخ العربي

صورة

تتعاظم مضامينها بالقيم والمآثر في تجربة جديدة من تجاربه الممتدة على مدى يقارب نصف قرن، قدم الفنان الممثل أحمد يوسف، مساء أمس الأول، في ملتقى الكتاب في إكسبو الشارقة، عرضاً تمثيلياً من عروض «الحكواتي»، من تنظيم إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وجذب العرض جمهور «رمضان الشارقة»، وحضره مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أحمد بورحيمة .

وقد ارتدى «الحكواتي» ملابس تقليدية تحاكي تلك التي كان يرتديها أسلافه من الرواة الشعبيين، وحمل في يده كتاباً يقرأ منه، كما كانوا يفعلون عندما يحملون «ألف ليلة وليلة»، و«بدائع الزهور في وقائع الدهور»، وحكايات الزير سالم وعنترة وسيف بن ذي يزن، وغيرها من المدونات الروائية الشعبية.

خلال العرض روى أحمد يوسف ثلاث حكايات، أولاها «حكاية كلب»، وروى فيها قصة أهل الكهف على لسان كلبهم «قطمير»، وعمد فيها إلى أنسنة ذلك الحيوان الأليف الوفي، وجعله شاهداً على الصراع الأزلي بين العدل والجور، والإيمان والكفر، وعلى قوة عزيمة الإنسان حين يواجه، بإرادته وإيمانه الصرف، قوى الظلم الغاشمة.

وكان يوسف، خلال الحكاية، يتقمص شخصية الراوي «الكلب الوديع»، الذي يطاله جور أهل مدينة «أفسوس» وملكها الظالم دقيانوس، فتقتل أمه ظلماً وعدواناً، فيخرج هارباً بنفسه ليلتقي بذلك الراعي الطيب الرحيم الذي يؤويه ويطعمه، فيقرر الكلب ملازمته ويصبح حارسه الأمين.

وحين يقرر الراعي والفتية المؤمنون الاختباء لكي لا يقتلهم الملك الفاجر، يصر الكلب على مصاحبتهم فيربض عند باب الكهف، لكنه ينام مثلهم 309 سنوات، ليجد العالم قد تحول، والمدينة الظالمة قد بادت، وليعلم أن وعد الله حق، وقد عمل الفنان على تمثيل أدوار كل الشخصيات حتى صيحات أهل المدينة وهرجهم، ومختلف الأجواء النفسية للحكاية التي يرويها.

كما قدم الفنان يوسف أيضا حكايتَي «السلطانية» و«الرجال الثلاثة» اللتين تدوران حول الطمع وعواقبه الوخيمة، والقناعة وما تجلبه من خير لصاحبها، وذلك وسط تصفيق الجمهور الذي بدا مستمتعاً ومتعطشاً لسماع المزيد من الحكايات، ما يعني أن فن «الحكواتي» لايزال يلقى ترحيباً شعبياً، وأنه بقليل من التحوير والملاءمة مع الحياة المعاصرة وأساليبها الفنية، قادر على أن يتبوأ مكانة متقدمة بين فنون الأداء التمثيلية.

 

 

«قدم الفنان يوسف حكايتَي (السلطانية) و(الرجال الثلاثة) اللتين تدوران حول الطمع وعواقبه الوخيمة، والقناعة وما تجلبه من خير لصاحبها».

«ارتدى (الحكواتي) ملابس تقليدية تحاكي تلك التي كان يرتديها أسلافه من الرواة الشعبيين، وحمل في يده كتاباً يقرأ منه، كما كانوا يفعلون عندما يحملون (ألف ليلة وليلة)».

تويتر