«أبوظبي للسياحة والثقافة» تصدر تحقيقاً جديداً عن مخطوطة ابن ماجد

«أصول علم البحر».. وثيقة عربية عن الملاحة

صورة

صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة نسخة محققة جديدة لمخطوطة «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد» لأستاذ علم الملاحة العربي شهاب الدين أحمد بن ماجد، وضعها المؤرخ الجغرافي حسن صالح شهاب قبل وفاته.

«هيئة أبوظبي»

تتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية، وتأكيد مكانة الإمارة العالمية باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوّار.

وترتكز سياسات عمل الهيئة وخططها وبرامجها على حفظ التراث والثقافة، بما فيها حماية المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك تطوير قطاع المتاحف وفي مقدمته إنشاء متحف زايد الوطني، وجوجنهايم أبوظبي، واللوفر أبوظبي. وتدعم الهيئة أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للفنون والثقافة ترتقي بمكانة التراث في الإمارة.

ظواهر غامضة

يصنف هذا الكتاب المختصر لركاب البحر وربابنته فوائد كثيرة تتناول ظواهر وغوامض تتعلق بعلوم الفلك والملاحة والطبيعة، فقد أجمل المؤلف كل ذلك في 12 فائدة منها: معرفة المنازل والأخنان والدبر. والمسافات والباشيات، والقياسات والإشارات، وحلول الشمس والقمر، والأرياح ومواسمها، ومواسم البحر وآلات السفينة، وما تحتاج إليه وما يضرها وما ينفعها، وما يضطر إليه في ركوبها. وينبغي لعارف هذا العلم أن يسهر الليل، ويجتهد فيه غاية الاجتهاد، ويسأل عن أهله، ومن جزَّ به حتى يحصل مراده.

ويلفت المحقق في مقدمته إلى أن المخطوطة تم نشرها بوسائل النشر الحديثة في اوروبا قبل بلاد العرب، وعثر الباحث والمستشرق الفرنسي جبراييل فرّان على نسخة من الكتاب عام 1912 مع مخطوطة اخرى في المكتبة الوطنية في باريس، وبهذا عرف العالم دور العرب الحضاري والمهم في مجال الملاحة العالمية. ويقدم المحقق نسخة قيمة من الكتاب بعد مقارنته بنسخ عدة من المخطوطة التي وجدت في المكتبة الظاهرية في دمشق، ومكتبة الأستاذ علي التاجر في البحرين، ومكتبة الشيخ عبدالله خلف الدحيان في الكويت، بالإضافة إلى نسخة موجودة في مكتبة البود ليون في اكسفورد في بريطانيا.

وصحح المحقق في هذا الكتاب أجزاء من المخطوطة وردت في كتب سابقة، كما يقدم بذلك إضافات مهمة على سيرة ربان البحر العربي الذي ولد برأس الخيمة في الإمارات وعاش بين (821-906 للهجرة) ووضع ابن ماجد الذي خبر بحارا عظيمة علوم البحار والارشادات لمرتاديها في قصائد وأراجيز شهيرة، فقد سبق للمحقق أن تناول سيرة ابن ماجد في كتب تاريخية مهمة تؤرخ للملاحة العربية في المحيط الهندي.

ويحتوي هذا الكتاب على مقدمة للمحقق ومقدمة أخرى للمؤلف ابن ماجد، يقول فيها «إن العلوم في الدنيا أسمى مفخراً وأربح متجراً، وأجل مرتبة وأشرف منقبة: فعلوم البحر هي من العلوم التي تُعـرف قبلة الإسلام بأصح منها، فما أوتي بالمراكب من الهند والشام والزنج وفارس والحجاز واليمن وغيرها. بقصد لا يميل عن الجهة المطلوبة بأموال وأرواح، يُعد دليلاً مؤكداً على أن هذا العلم يدل على معرفة القبلة، فيحتاج إليه أهل الفرائض».

يذكر أن دار الكتب الوطنية، الحاصلة على جائزة أفضل دار نشر محلية لعام 2013 عن معرض الشارقة الدولي للكتاب، تعمل على رفد القارئ العربي بأحدث الترجمات من العلوم والمعارف العالمية، إلى جانب اعادة قراءة تراث وتاريخ المنطقة.

تويتر