ورشة بحثت في أسسه ومرجعياته الأدبية والاجتماعية

نقاد يناقشون الأدب النسائي في «الشارقة للإبداع»

ورشة الإبداع في أنساق السرد بالأدب النسائي سلطت الضوء على دراسات جادة. من المصدر

يعد مصطلح السرد النسائي من المصطلحات التي أثير حولها العديد من التساؤلات، إذ بقي هذا المصطلح يعاني الرفض والتأييد لدى كثير من النقاد، وكذلك الأديبات والمبدعات، خصوصاً أن المصطلح يعد غامضاً وعصياً على التحديد، لذلك جاءت «ورشة الإبداع في أنساق السرد في الأدب النسائي» لتسلط الضوء على دراسات جادة في هذا المجال ضمن فعاليات جائزة الشارقة للإبداع العربي.

تكريم الفائزين

كرّم رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي، في مجال الشعر فريد حسين ياغي من سورية، عن مجموعته «العائدون إلى المنافي»، وفي مجال القصة القصيرة الإماراتية لولوة أحمد إبراهيم المنصوري عن مجموعتها «قبر تحت رأسي»، وفي مجال الرواية آية محمد عبدالرحمن إبراهيم من مصر، عن روايتها «أيام برائحة عطرك».

وفي مجال المسرح الضوي محمد الضوي عمر من مصر، عن مسرحيته «في حضرة الحيرة»، وفي أدب الطفل سائر علي إبراهيم من سورية، عن مجموعته «أناشيد الأزهار»، وفي مجال النقد محمد صادق إسماعيل من مصر، عن دراسته «آليات تعاطي الأدب النسائي مع قضايا المجتمعات العربية».

وبحسب الدراسة التي قدمها الدكتور محمد صادق إسماعيل، الفائز بالجائزة ضمن فئة النقد، التي تخصصت في تقديم دراسة تحليلية مقارنة لأنماط السرد في الأدب النسائي في مجتمعات عربية مختلفة، فإن هناك من يرى أن الأدب الذي تقدمه المرأة بالضرورة يختلف عما يقدمه الرجل، وتدور أغلب المناقشات عن هذا الاختلاف حول محاور خاصة تتعلق بالجانب البيولوجي، وهو الجانب الذي يستخدمه الرجل أساساً لإبقاء المرأة في مكانها، وفي المقابل فإن بعض ممثلات الحركة النسائية يرتكزن على هذه الصفات البيولوجية بوصفها مصادر لتفوق المرأة.

وتابعت الدراسة أن «المصطلح يبقى متذبذباً ويكمن الاضطراب في غياب التصور النقدي الذي لم يصل بعد إلى مستوى دراسة هذه الظاهرة وتفكيكها داخلياً، ورفض المرأة لماهية هذه المصطلحات من مواقع ثقافية وسياسية واجتماعية، كيلا تعمق الدونية الملحقة بها، اضطراب المصطلح في ركنيه، الشكل والمضمون، وضبابية المصطلح، إذ إن هناك مصطلحات متعالقة معه، وتتداخل ببعض مفاهيمها، كما أن قضايا النسوية في الغرب شديدة التعقيد وغزيرة في أنواعها واتجاهاتها وتعدادها».

وأضافت أن دوافع الكتابة الإبداعية لدى المرأة العربية هي دوافع ممارستها نفسها لدى الرجل، إلا أن استبعاد الدافع النضالي الذاتي لانطلاقتها لن يكون مجدياً، وتتمحور الكتابة على التنديد بتهميش المرأة، وباستمرار الضغوط الرجعية عليها، وعلى طرح الصورة الإنسانية البديلة لها من أجل تغيير وجهة النظر المضاد اتجاهها، إذ لامست الكتابات النسائية المبكرة في معالجاتها السردية صورة المرأة المشدودة إلى الواقع القمعي المتخلف.

إلى ذلك ناقش الدكتور لقمان شطناوي التأرجح بين الرفض والقبول لمصطلح الأدب النسائي والنسوي، إذ إن نظرة إلى المصطلح تكشف مدلولات عديدة للأدب الذي تكتبه المرأة وليس غيرها، أو ما قد يكتبه الرجل والمرأة عن المرأة، أو معالجة قضية خاصة بالمرأة، كما ظهر هناك من يفهم مصطلح الأدب النسائي الحديث فهماً مغايراً، إذ يرى أن مفهومه نابع من الحركة الفكرية التي عملت ابتداءً من النصف الثاني من القرن الـ19 على نصرة المرأة.

من جانبه، تناول الباحث، علي كاظم داوود، خصائص السرد النسائي، قائلاً «من خلال نظرة عامة إلى مشهد سرد المرأة على اختلاف تجلياته ونماذجه يمكن القول إنه يفارق سرد الرجل ويمتاز عنه ببعض سمات وخصائص، لعل أبرزها الذاتية والشاعرية».

وتتجه الروايات التي تندرج تحت مظلة هذا النسق إلى كونها محكياً شعرياً يغيب عنه الزمان والمكان، ويفتقر إلى عناصر كثيرة أساسية في الشكل الروائي، وتمنح المرأة الكتابة للسرد شيئاً من روحها، وربما كلها، حتى جرى الحديث عن لغة بديلة هي من مختصات الأنثى.

أما المحور الثالث في الورشة فتناول أثر المكونات الثقافية في السرد النسائي من خلال أوراق عدة ناقشت في مجملها تلك المكونات الثقافية التي أثرت السرد النسائي.

تويتر