اعتبر أنه ظُلم في الشرق.. ويقدم اليوم حفله الأول في الإمارات

إلياس الرحباني: «أنت حبي يا دبي»

صورة

أكد الفنان إلياس الرحباني، أنه ظلم في الشرق، على الرغم من كل ما قدمه في عالم الموسيقى الشرقية والغربية، لافتاً الى جهات عدة أسهمت في تأخيره عن حمل الشرق الأوسط على أكتافه. وقال إن «الغرب ليسوا أفضل من الشرق، وإننا لسنا إرهابيين»، مشيراً الى أنه لم يتمكن أحد من الفوز عليه في مهرجانات أميركية وأوروبية ثماني مرات. وأضاف الرحباني لـ«الإمارات اليوم» عقب المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن الحفل الموسيقي الذي يقدمه اليوم في دبي،

أنه أنجز أغنية لدبي عنوانها «أنت حبي يا دبي»، مشيراً إلى أنه حضر الأغنية منذ فترة ولم يقدمها في وقتها. وأشار إلى أن الأغنية تحكي جمالية دبي، والسرعة التي تتجدد فيها المدينة، مشيراً إلى أنها مهداة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشعب الإماراتي، معتبراً أن هذه الأغاني تستمر ولا تموت، فهي للشعوب وتقدم بالفصحى بينما اللحن عالمي.

سيرة موسيقية

عمل إلياس رحباني في التأليف والتلحين والإنتاج الموسيقي، وهو شقيق الثنائي عاصي ومنصور الرحباني اللذين شكلا ظاهرة فريدة في الموسيقى والكلام، ويعد إلياس أكثرهم إنتاجاً فنياً من حيث عدد التسجيلات. عمل إلياس الرحباني مستشاراً موسيقياً ومسؤولاً عن الموسيقى الغربية في راديو لبنان بين عامي 1962 و1970، وقدم العديد من التسجيلات لكل من ذا فيليبس، وبارلوفون، وبوليدور، وديكا، وكابيتول، وإس إل دي. ألّف أكثر من 800 مقطوعة موسيقية، إضافة إلى العديد من المؤلفات الموسيقية للأفلام والمسرحيات، ومجموعة من الأعمال المتنوعة كموسيقى الباليه والمقطوعات الكلاسيكية على البيانو، والموسيقى التصويرية في أكثر من 25 فيلماً. وقد حصل إلياس خلال مسيرته الفنية التي تمتد أكثر من خمسة عقود على مجموعة ضخمة من الجوائز والألقاب.

غسان الرحباني

يشارك الفنان غسان الرحباني، وهو الابن الأكبر للفنان إلياس الرحباني، في الحفل الذي سيقام الليلة في مركز دبي التجاري العالمي، من خلال العزف الموسيقي. وأشار غسان في المؤتمر الذي حضره إلى أنه سيقدم لحنين له، أحدهما شرقي والآخر غربي، مشيراً إلى أنه سعيد وفخور بمشاركة والده الحفل، معتبراً أنها فرصة مهمة لإبراز التاريخ الذي لم يقطف بعد.

وأضاف الرحباني «إنني أخلص للموسيقى الخاصة بي، وكل التصفيق الذي أسمعه في الغرب أسمعه كأن الشعوب العربية كلها تصفق لي، ويسعدني هذا، وكنت أريد أن أجلب لهم مستوى عالمياً في الموسيقى، لكن للأسف لم يفهموا رسالتي، وهذا واحد من الأمور التي بقيت في قلبي وسببت لي الحزن». واعتبر الرحباني أن هذا الإهمال سببه قلة الالتفات من قبل المسؤولين، موضحاً أن الموسيقى تنحدر منذ 30 سنة، وموضة اليوم هي منح الفتاة الجميلة المال للإنتاج، مشيراً الى أنه ليس ضد الذين يتمتعون بأصوات وسط، فهذا مقبول من حيث الموسيقى، وهناك 80% من الناس أصواتهم وسط، و20% هم المميزون، لكننا أحببناهم لأن النغم الذي قدموه مميز، فالنغم هو الذي يجعل الفنان يعيش. وأشار الى أن النغم أقوى من الصوت، فاليوم تباع مليارات الأعمال من الموسيقى، بينما في الشعر تباع 500 نسخة من القصيدة.

ورأى الرحباني أن ما أنتجه هو من أصعب التجارب الموسيقية، فقدم النغم الذي يأخذ الناس الى عالم واسع، فالكلمة هي سجن صغير، نقيد الناس بها، بينما الموسيقى تقود إلى حالات وأحاسيس متباينة، فهي شكل من أشكال الحرية. وقال «شخصياً لا أحب كلمة الحرية، وقلت في كتابي الذي صدر أخيراً إنها هفوة سنيني». وحول الكتاب أشار الى أنه قدمه وهو سعيد جداً به، ويتمنى لو أنه يترجم الى الإنجليزية، إذ تحدث به عن الكثير من القضايا التي تعتبر توعوية ويجب أن تصل للجمهور، ولكن لا أحد يلتفت لأهمية نشر مثل هذا الكتاب. وأشار الى وجود تسطيح للذائقة الموسيقية، فالانتاج الفني اليوم في لبنان مثلاً يخضع لمعايير مختلفة، فقد غطاهم المال الجاهل.

وحول تجربته مع فيروز وتقديمها بأسلوب مختلف، لفت الرحباني إلى أنه لم يشعر إطلاقاً بأنه قدمها بطريقة مختلفة، وأغنية «حنا السكران» تحديداً، التي استوقفت الجميع، كان يعمل عليها لتقديمها باللغة الفرنسية في مهرجان فرنسي، واستمع إليها عاصي وهو يعزفها وطلبها لفيروز. وبخصوص عدم وجود تعاون جديد معها، أشار الى أن فيروز اليوم لا تقدم أي جديد، كما أنني لا يمكن أن أسأل أي أحد إن كان يريد أي تعاون معي.

وفي ما يتعلق بمشاركته بـ«سوبر ستار» رئيساً للجنة التحكيم، وحول البرامج الفنية المشابهة اليوم، رأى أن هناك وجوداً لأمثال هذه البرامج في الحياة، وتحدث في أميركا وفرنسا، لكن في العالم العربي هناك أموال مدفوعة، وليس مهماً اليوم من يجلس على كرسي اللجنة، ففي النهاية سيفوز أحد الموجودين. وأضاف «حينما كنا في (سوبر ستار) كان الحديث والأسلوب والرأي والمعلومة، ودائماً أوجه الناس للتصويت للجيد، و(نيويورك تايمز) كتبت عن تجربتي في اللجنة بسبب كلامي الذي كنت أشدد عليه باستمرار.

وأعلن الرحباني خلال المؤتمر الذي عقد أمس، في «كراون بلازا»، والذي تميز بروح النكتة والقصص الطريفة التي يرويها في إطلالته دائماً، أنه سيقدم خلال الحفل معزوفات تتباين بين المعزوفات المعروفة وكذلك الأغنيات الشهيرة التي قدمها لفيروز وغيرها من الفنانين، كملحم بركات وماجدة الرومي، وسيقدم جوني عواد الأغاني الأوبرالية، بينما تقدم باسمة ورانيا الحاج أغاني فيروز، إلى جانب مشاركة جيلبيرت جلخ.

ويعد هذا الحفل الأول للرحباني في دبي، إذ أشار إلى أنه كان له حضور في دبي في تجارب الأداء لبرنامج «سوبر ستار». وتحدث في المؤتمر عن الكثير من تجاربه، منها العمل على الاعلانات التي استعاد قصصها المرحة، ونجاحاتها إلى جانب الصعوبات في تقديم معزوفة للترويج لمنتج معين في 30 ثانية فقط، إذ إن المهمة الأساسية الوصول للطرب عند المتلقي في وقت وجيز. واعتبر أن الموسيقى الرومانسية هي لغة كل العصور ولا يمكن أن تنتهي، ناقداً «الدي جي» لما يقدمونه في الموسيقى في أي مكان، فحتى عروض الأزياء لم تعد تقدم على موسيقى هادئة وحالمة بوجودهم. ورأى أن محاربة هذا التوجه لا يكون بالانتقاد والتقوقع وإنما العمل وتقديم أعمال موسيقية تشغل مساحة في الإعلام، وتلغى من المساحة التي تخصص للموسيقى الهابطة.

وأعربت الرئيس التنفيذي لـ«غلوبال بلاك دايموند»، التي تنظم الحفل، عبير الجندي، عن حماسها تجاه الفعالية، وقالت «حفل إلياس رحباني حدث لا يمكن أن يفوّته أي من محبي الموسيقى والمعجبين به، وهو تحدٍّ كبير، إلا أننا فخورون بالفعل بتنظيم أول حفل موسيقي للفنان المحبوب في دبي». وأضافت «ندعو الجميع إلى حضور تلك الفعالية المرموقة، التي ستتضمن عدداً من العروض الحصرية لفنان تميز بتجربته التي جالت العالم بأسره».

 

تويتر