قرية محمد بن زايد تضم بنادق وأدوات نحاسية وفخاريات نادرة في رأس الخيمة

متحف تراثـي في بيت خميس قيــدوه

صورة

وجد المواطن أحمد خميس قيدوه، في إنشاء قرية تراثية في منزله، الواقع في منطقة جلفار في إمارة رأس الخيمة، جمالية من نوع آخر، لا تخلو من التضحية بالمنزل، والاستقرار من أجل الحفاظ على الموروث الشعبي الإماراتي، وتعزيز الهوية الوطنية.

فالمنزل الذي أقيمت في جميع أركانه قرية تراثية، أطلق عليها قيدوه اسم قرية محمد بن زايد التراثية، وكان قد استعرض مقتنيات القرية في مقهى الدريشة، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، وتضم مقتنيات أثرية يعود بعضها لنحو 400 عام، منها سيوف وبنادق وخناجر وعملات نقدية وأدوات زينة وملابس وأزياء نسائية قديمة وأدوات نحاسية وفخارية، تم توثيقها من قبل جهات مختصة، ومن أبرز ما يعرضه قيدوه ملابس وحلي جدته، التي وجدوها مصادفة بعد وفاتها بسنوات.

قطعة ليست للبيع

أكد أحمد خميس قيدوه، أن هناك قطعة أثرية عرضت عليه وطلب صاحبها نحو 4500 درهم، وبعد فترة من شرائها جاء أصحاب القطعة الأصليين، الذين أكدوا أن هذه القطعة تعود إلى جدهم الأول، وعرضوا عليه مبالغ طائلة، إلا أن قيدوه رفض بيعها، وأكد انها ليست للبيع، كونها توثق فترة محددة من الزمن.


مهر «والدته»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1292046%20(1).jpg

حافظ قيدوه على تفصيل البيت الإماراتي القديم، واختلفت الأنماط المعمارية في البيت بحسب طبيعة البيئة، التي اعتمدت على أحجار البحر والطين والأحجار الجبلية، وتعتبر البيوت الطينية مزارات تحكي تاريخ الإمارات عبر العصور المختلفة. تصوير: عبدالله حسن

ويعرض قيدوه ضمن المقتنيات الثمينة لديه مهر والدته، وهو عبارة عن ثلاثة صحون صينية، تعتبر من أقدم الصحون التي تضم ختم وعلامة الأسد المعروفة عند المواطنين في الماضي، وجلب والده الصحون الثلاثة من البحرين، أثناء رحلاته المتكررة لطلب الرزق، واعتبرها مهراً لزوجته، كونها من النوع الأصلي والنادر.

ولاقت القرية رواجاً منذ تأسيسها في 1999، عندما كانت مجرد عريش مصغر تم وضعه أمام المنزل، مع مرور السنوات طور قيدوه العريش لينتقل إلى «الحوش» فناء المنزل، ليصل بعد ذلك إلى قرية كبيرة في جميع أرجاء المنزل، بل تعدى ذلك، إلا أنه وسع من مساحة القرية بأن أخذ قطعتي أرض فضاء كانتا مجاورتين لمنزله، ليتمكن من بناء وتوسعة القرية للوصول بها لحالها اليوم.

وبناء على حكمة تندرج ضمن أقوال القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «مَن ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، جاءت فكرة إنشاء القرية التي تتكون من سبعة أقسام، منها العريش والدهريز ومبرز، إضافة إلى خيمة الشعر وبيت المصيف وبيت الرحى والطوي، ويسعى قيدوه إلى تقديم مقترح لتوثيق الفخاريات والمقتنيات الموجودة في القرية، كما أن جهات عالمية ومحلية زارت القرية، وأكدت أنها تضم قطعاً مهمة.

وحافظ قيدوه على تفصيل البيت الإماراتي القديم، واختلفت الأنماط المعمارية في البيت بحسب طبيعة البيئة، التي اعتمدت على أحجار البحر والطين والأحجار الجبلية، وتعتبر البيوت الطينية مزارات تحكي تاريخ الإمارات عبر العصور المختلفة.

وتضم القرية المبرز أو البرزة، وهو مكان جلوس الضيوف، وسميت البرزة بهذا الاسم كونها توجد في مكان بارز وعلى إحدى الزوايا خارج البيت الرئيس، ويقوم الرجال بالتجمع فيها، أما بيت «الرحى» فهو مزود بأداة الرحى الخاصة بطحن الحبوب، التي تصنع من حجر قوي مثل الصوان والبازلت، وتكون على شكل طبقتين متوازيتين، ولها ثقب في الوسط لوضع الحبوب بداخلها، ويتم تحريك الحجر العلوي أو تدويره، فتخرج الحبوب مطحونة من الجوانب.

أما بيت الشعر فهو مسكن البدوي، ومصنوع من الصوف، كذلك هناك الخيمة، التي تعد المنزل الذي يقطنـه أهل الساحل شتاء، وهي عبارة عن خيمة مخروطية الشكل، تصنع من جريد النخل الخالي من الخوص، كذلك هناك بيت العريش الذي كان أهل الساحل يشيدونه من سعف النخيل يستخدم في الصيف، عندما يرحل من قيظ الصحراء.

ولعل من أهم المقتنيات الموجودة ما يعود إلى 400 عام ماضية، منها «كوز» فخاري مؤرخ يستخدم للحفاظ على العسل أو التمر، إضافة إلى ابريق «غوري» يعود للفترة ذاتها، ودلة للقهوة تعود إلى 215 سنة، كذلك تحتوي القرية على قدر فخاري مخصص لعمل «اللبن الرائب»، يعود للعام 225 سنة، وابريق بثلاثة أحجام مختلفة يعود إلى 130 سنة ماضية، وتعد تلك الفخاريات من الأواني التي كانت تستخدم في الفترة الأربعينات والخمسينات.

وتختلف أنواع وأشكال وألوان الفخار بحسب المكان الذي جلب منه، إذ تختلف التربة المستخدمة في صنع هذا الفخار من منطقة لأخرى من حيث المناطق الساحلية أو الجبلية أو الزراعية فضلاً عن نوع التربة ومقدار الحرارة المستخدمة في تصنيعه في الأفران.

واستعرض قيدوه أهم البنادق والخناجر والسيوف التي تضمها القرية، منها بنادق قديمة من أقدم ما صنع، واستخدمت في المناطق الجبلية، وهي بنادق ثابتة توضع تحت الإبط لضمان عدم تحركها، كذلك هناك سلاح الوكر، المعروف عند أصحاب السلاح، الذين يعرفون كيف يستخدمونه، وهناك المسدس «بوطلقة»، الذي يعود للمرحوم سلطان بن سالم القاسمي.

أما سلاح أم روحين، فقد سمي كذلك لأن له بيتين لإطلاق النار وعدتين متكاملتين في بندقية واحدة، إلا أنه ذو انتشار محدود، وهناك أول بندقية ظهرت وهي (أم فتيلة)، التي صنعت في الفترة من القرن الـ12 الميلادي واستعملت في الحروب عام 1316، وقد وصلت أول مرة إلى الخليج العربي على يد البرتغاليين، وبعدها صنعت أم صلبخ، والرومي، وهذه البنادق الثلاث استعملت بالبارود.

كذلك هناك بندقية أم خمس، وهي بندقية تتسع لخمس طلقات معاً، وهناك أسماء وأنواع عدة لبندقية أم خمس، منها أم سك والنيمس وأم كرار وأم ركبة وأم صندوق بندقية وأم أصبع، والتي وتحمل طلقة واحدة، وتعبأ من أسفل بطن البندقية.

 

 

تويتر