«يموت الرجال ولا يموت اللي يقولونه» يكمل شـطر حلقته الثامنة

الحكمة ترافـق جوائز «البيت» في سباق الـمليوني درهم

صورة

رغم سعي اللجنة المنظمة لبرنامج «البيت» الذي يقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وتبثه أسبوعياً قناة «سما دبي» الفضائية، إلى تنويع الأغراض الشعرية في مسابقاتها المختلفة، فإن غرض الحكمة بدا أكثر هيمنة على سواه، في المسابقات التي يصل مجموع جوائزها المادية إلى مليوني درهم.

البرنامج الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وتدور فكرته حول منح الجوائز لأصحاب أفضل عجز (الشطر الثاني من البيت)، يتمكن صاحبه من إكمال بيت شعر تقدم اللجنة المنظمة شطره الأول (الصدر)، انتصر لغرض الحكمة مرة أخرى بإعلان فوز صاحب الشطر «يموت الرجال ولا يموت اللي يقولونه»، وفق اختيارات لجنة التحكيم التي تضم نخبة من شعراء النبطي في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث جاء الشطر محور المسابقة: «يعرفون الرجال الأولين الجار قبل الدار».

«ينافس نفسه»
نفى عضو اللجنة المنظمة لبرنامج «البيت» الشاعر الإماراتي هادي المنصوري، أن يكون «البيت» منافساً لأي برنامج شعري آخر، خصوصاً البرنامج الشهير «شاعر المليون»، مضيفاً: «البرنامج المميز لا يدخل في منافسة ضيقة مع سواه، وتضع أسرته مهام تجويده وتجديد أفكاره في المقام الأول دون أن تنشغل بسواه». وشدد المنصوري على أن «البيت» يختلف اختلافاً جذرياً عن سائر البرامج الشعرية التي سبق تقديمها، بما فيها «شاعر المليون»، مضيفاً: «البطولة الحقيقية في البيت مختزلة في ملكة شاعر قادر على أن يختزل ويتحدى تحديد الفكرة ومحدودية الوقت، فقط في شطر بيت، وهو أمر يتطلب ملكة ربما تتجاوز القدرة على نظم قصيدة حرة من حيث الفكرة والوزن والقافية».

وفي الوقت الذي فازت أشطر في حلقات سابقة تنتمي إلى أغراض المديح والغزل والشعر الاجتماعي وغيرها، فإن غرض الحكمة ظل هو الأكثر ألقاً عبر برنامج «البيت»، رغم أن الجائزة الثانية من حيث ترتيب الأهمية، وهي جائزة الجمهور، ذهبت في هذه الحلقة إلى شطر بيت ينتمي إلى غرض المدح النبوي، هو: «والله يا بخت من جاور نبيّ الله ف الجنة» للشاعر نايف العنزي.

وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم» قال مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، ماجد البستكي الذي يشرف على البرنامج، إن اللجنة المنظمة لـ«البيت» تسعى إلى التنويع في الأغراض الشعرية، لكنها تحاول في الوقت نفسه أن يكون الشطر المختار مرناً، بحيث يقبل أن يبحر به الشاعر المشارك حسب الاتجاه الذي يتواءم مع مخيلته وغرضه الذي يحدده في كثير من الأحيان.

وأكد البستكي نجاعة أسلوب تنشيط الساحة من خلال المسابقات، مضيفاً: «الانحياز إلى ألق الشعر النبطي عبر أسلوب المسابقات التلفزيونية، لا يعني أن الاتجاه الأنسب هو الزهد في الملتقيات والأمسيات الشعرية، لكنه يبقى بمثابة استثمار أمثل لإمكانات البث وتقنية الصورة، التي تصل إلى جمهور أوسع».

وحث الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، الشعراء ممن لديهم ملكة في مجال الشعر النبطي على المشاركة والمنافسة في الحلقات المقبلة من البرنامج سواء من خلال مسابقة شطر البيت أو نبض الصورة، وكذلك من خلال مشاركات الجمهور، مؤكداً أن لجنة التحكيم تتحرى أدق معايير الشفافية والموضوعية.

وأشارت اللجنة المنظمة للبرنامج إلى تصاعد وتيرة مشاركة الشعراء في مسابقات البرنامج المختلفة، من خلال إرسال مشاركاتهم عبر «تويتر»، وهو الأسلوب الذي اعتمدته اللجنة من أجل المشاركة في «البيت»، فيما تضمنت الحلقة الثامنة التي تم تصويرها وبثها على الهواء مباشرة من «مدينة دبي للاستوديوهات»، مساء أول من أمس، تكريم اثنين من الشعراء الشباب المبدعين، هما الشاعر السعودي الفائز بجائزة «نبض البيت» في الحلقة السابعة حسين حمد شنيف آل عباس، والشاعر الكويتي الفائز بجائزة «نبض الصورة» في الحلقة ذاتها مطيع بن مرعي العامري.

وحصل جاري عبدالخالق القرني على جائزة لجنة التحكيم بمبلغ 100 ألف درهم عن شطره «يموتون الرجال وما يموت اللي يقولونه»، ليصبح راعي البيت في الحلقة الثامنة، فيما حصل شطر «والله يا بخت من جاور نبيّ الله ف الجنة»، للشاعر نايف جابر العنزي، على جائزة تصويت الجمهور التي بلغت 100 ألف درهم. كما اختار الحاسوب خمس مشاركات من الجمهور، لتفوز كل منها بـ20 ألف درهم، وأصحابها هم: نعيمة محمد العولقي، وعبدالله إبراهيم غندور، وفاطمة محمد العبيد، وحميد محمد العبيد، وخالد عبدالرحيم عبده علي.

وخلال هذه الحلقة أيضاً تم الإعلان عن هوية الفائز الرئيس بمسابقة «نبض الصورة»، لاختيار أفضل بيت شعري يجسد صورة فوتوغرافية ملتقطة بكاميرا سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، حيث جاءت الجائزة وقيمتها 100 ألف درهم من نصيب البيت الشعري «متناقضة عودك ليان وعود راسك من يباس... حتى في جمالك (سود الله وجهك) ووجهك حلو!» للشاعر محمد خلف القاشوط. وفاز كل من «محمد محيا حمد العيباني» عن البيت «تخاوينا (بواد غير ذي زرع) وبدينا نخاف... من وحوش الضواري والضما والجوع والبندق»، والشاعر فهد ميسر الظفيري عن البيت الشعري «تسافر ليه؟ رغم من أنه كرم من صورك مغري... هنانك أغضان أنهكها وما نوت ترحل»، إذ حصل كل واحد منهما على جائزة قيمتها 50 ألف درهم في مسابقة «نبض الصورة». وشهدت الفقرة الأخيرة من البرنامج طرح صورة جديدة تم التقاطها بعدسة سموه، لاستقبال الإبداعات الشعرية التي تجسد بشكل أفضل هذه الصورة، إذ ستكون المشاركات متاحة حتى منتصف ليل يوم الجمعة المقبل.


آراء ومشاركات

اعتبر الشاعر حسين حمد شنيف، وهو طالب جامعي من مدينة نجران السعودية، والفائز بجائزة لجنة التحكيم في الحلقة السابعة من البرنامج، بأنه الأكثر اهتماماً وتفاعلاً من جانب شرائح المجتمع من عشاق الشعر النبطي ومتابعيه، والراغبين في التعرف إلى هذا اللون الأدبي التراثي الرفيع، معتبراً أنه بمثابة فرصة حقيقية للشعراء عموماً، والمغمورين منهم بصفة خاصة.

وأضاف «كنت متابعاً للبرنامج منذ الحلقة الأولى لانطلاقته، وحرصت على المشاركة فيه وكنت واثقاً بالفوز عندما تم عرض الشطر الذي شاركت فيه في الحلقة السابعة إلى جانب الأشطر التسعة الأخرى في الشاشة الذهبية. لقد كانت المفاجأة عظيمة عندما شاهدت أن لجنة الحكام قررت اختيار شطري للفوز بالجائزة وغمرتني سعادة لا توصف في حينها، لأن الفوز في مثل هذه المنافسات يكون صعباً جداً والمستوى متقارب للغاية».

وأكد الشاعر الكويتي مطيع بن مرعي، الفائز بجائزة نبض الصورة الحلقة الماضية عن بيته الشعري «غيبت شمس الحبارى قبل شمس النهار... وعينك على معزبل وتقول: هل من مزيد؟»، خلال حديثه للجمهور من خلال شاشة «سما دبي» أن البرنامج ناجح بكل المقاييس واستطاع أن يكون البرنامج الشعري الأول في دولة الكويت بشكل عام وفي منطقة الخليج بشكل خاص، من خلال فكرته الجديدة المتميزة وسهولة المشاركة والتفاعل معه، حيث يستطيع الشاعر المشاركة من أي مكان يوجد به، لافتاً إلى أن من بين عوامل نجاح البرنامج وجود لجنة من الحكام المبدعين المعروفين، وكذلك وجود طاقم محترف.

لا انحياز

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1286542%20(2).jpg

أكد المشرف على برنامج «البيت»، مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، الشاعر ماجد البستكي، أنه ليس ثمة انحياز من قبل اللجنة المنظمة للبرنامج لأي غرض شعري دون سواه، مضيفاً: «الانحياز الوحيد المشروع في البرنامج هو للإبداع الشعري».

وأضاف البستكي لـ«الإمارات اليوم»: «هناك دقة كبيرة في نسج الشطر الشعري محور المسابقة، وفي بعض الأحيان يبقى البيت بأكمله رهن الغرض الذي يوجه إليه الشطر الأول، لكن في أحيان كثيرة يبقى هذا الشطر من المرونة بحيث يتيح لمهارة الشاعر الإبحار به في الاتجاه الشعري الذي يحدده هو».

وتوقع البستكي أن تتجه الأغراض الشعرية في الحلقات المقبلة إلى مزيد من التنوع، متوقعاً أيضاً أن تتضاعف المشاركات بعد أن حقق البرنامج انتشاراً جماهيراياً ملحوظاً في محتف دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً. ويحرص الآلاف من الشعراء والمهتمين بالمشاركة نظرا للحيوية التي يتمتع بها.

الأكثر قلقاً


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/04/1286542%20(1).jpg

في الوقت الذي فازت أشطر في حلقات سابقة تنتمي إلى أغراض المديح والغزل والشعر الاجتماعي، وغيرها، فإن غرض الحكمة ظل هو الأكثر ألقاً عبر برنامج «البيت»، رغم أن الجائزة الثانية من حيث ترتيب الأهمية، وهي جائزة الجمهور، ذهبت في هذه الحلقة إلى شطر بيت ينتمي إلى غرض المدح النبوي، وهو «والله يا بخت من جاور نبيّ الله ف الجنة» للشاعر نايف العنزي.

تويتر