معرض ومحاضرة عن تحديات اللغة العربية على الإنترنت

«معلقات درويش» وقضايا «العربيزي» في «كتّاب أبوظبي»

فائق عويس: لا يمثّل حجم المحتوى العربي الرقمي سوى 3% من إجمالي المحتوى الرقمي واللغة العربية تحتل المركز السابع بين أكثر لغات العالم استخداماً. تصوير: نجيب محمد

حذر مدير قسم الخدمات اللغوية والتعريب في شركة «غوغل»، الدكتور فائق عويس، من تأثير ظاهرة «العربيزي»، أو كتابة الكلمات العربية بحروف غربية، باعتبارها من أهم التحديات التي تواجه اللغة العربية، وتؤثر سلباً في المحتوى العربي على الإنترنت، موضحاً أن هناك فجوة واسعة بين عدد المستخدمين الذين يتحدثون اللغة العربية وحجم المحتوى العربي على الإنترنت في الوقت الحالي، ففي الوقت الذي لا يمثّل حجم المحتوى العربي الرقمي سوى 3% من إجمالي المحتوى الرقمي، فإن اللغة العربية تحتل المركز السابع بين أكثر لغات العالم استخداماً على الإنترنت.

في سطور

الدكتور فائق عويس فنان وباحث ومتخصص في مجال التعريب في شركة غوغل. تتركز أعماله الفنية على استخدام الخط العربي عنصراً أساسياً في لوحاته مع استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة. وقد أقام العديد من المعارض في الولايات المتحدة، ومن أعماله ومشروعاته الفنية: تصميم القبة الداخلية والجدارية الرئيسة للمتحف العربي الأميركي في مدينة ديربورن بولاية ميتشغان، ولوحة جدارية عن الثقافة العربية والإسلامية في مدينة سان فرانسيسكو، ولوحة جدارية تكريماً للمفكر العربي ـ الأميركي إدوارد سعيد، في مركز الطلبة التابع لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. يحمل فائق شهادة الدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية، وعمل أستاذاً للغة والثقافة العربيتين في جامعة سانتا كلارا بكاليفورنيا، وقد صدر له مجلد فريد بعنوان «موسوعة الفنانين العرب الأميركيين» حاز جائزة شرف من المتحف العربي الأميركي، ويعمل فائق الآن في الإمارات العربية المتحدة.

موسيقى ورسم

تميزت الأمسية بالجمع بين الموسيقى من خلال عزف الفنان الصغير، كريم عهدي،على آلة العود، وبين الفن التشكيلي، حيث سبق المحاضرة افتتاح معرض «معلقات درويش»، تضمن 12 لوحة مستوحاة من كلمات الشاعر الراحل محمود درويش في قصيدة «قافية من أجل المعلقات»: «أنا لغتي وأنا معلقة، معلقتان، عشر… هذه لغتي»، وقام الفنان بتشكيل الأبيات على لوحات حريرية، باستخدام الحرف الكوفي الهندسي لأنه خط ثابت وقوي ويناسب كلمات قوية ككلمات درويش.

كذلك تقع اللغة العربية في المرتبة 21 بين اللغات المستخدمة في موسوعة «ويكيبيديا»، رغم أن عدد مستخدمي اللغة العربية يحتلون المرتبة السابعة بين مستخدمي الموسوعة، ما يعني أن المعلومات المتوافرة بـ«العربية» لا تلبي طلب مستخدمي الإنترنت من مستخدمي اللغة العربية.

وأشار د.عويس، خلال الأمسية التي نظمها له اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي في مقره بالمسرح الوطني، وقدمت لها الدكتورة أمل صقر، إلى أن هناك تحديات وأخطاراً أخرى تواجه اللغة العربية على الإنترنت، مثل استخدام كلمات أجنبية دخيلة على اللغة رغم وجود كلمات بديلة مثل «الأدمن ـ كومنت - بوست ـ شير»، وكذلك كتابة اللغة العربية أو نشر المحتوى العربي باللهجات المحلية، ما يقيد الاستفادة من هذا المحتوى، لافتاً إلى أن قلة حجم المواد المترجمة على الإنترنت تمثل سبباً إضافياً في قلة المحتوى العربي على الشبكة الإلكترونية، وهو ما يستلزم مساهمة كل من يجيد لغة أجنبية إلى جانب العربية في رفد المحتوى بمواد وأبحاث ودراسات ومقالات جديدة. وأوضح أن معظم الخدمات التي تقدمها شركة «غوغل»، تتوافر باللغة العربية، حيث يتوافر لديها فريق عمل يضم ما يقرب من 50 شخصاً يعملون على المحتوى العربي في مجالات عدة مثل الترجمة والتدقيق والمراجعة، كما أطلقت الشركة مبادرات عدة لدعم اللغة العربية وتوفير حلول للمستخدم العربي واحترام ثقافته وخصوصية اللغة العربية.

وتميزت الأمسية بالجمع بين الموسيقى من خلال عزف الفنان الصغير، كريم عهدي،على آلة العود، وبين الفن التشكيلي، حيث سبق المحاضرة افتتاح معرض «معلقات درويش»، تضمن 12 لوحة مستوحاة من كلمات الشاعر الراحل محمود درويش في قصيدة «قافية من أجل المعلقات»: «أنا لغتي وأنا معلقة، معلقتان، عشر… هذه لغتي»، وقام الفنان بتشكيل الأبيات على لوحات حريرية، باستخدام الحرف الكوفي الهندسي لأنه خط ثابت وقوي ويناسب كلمات قوية ككلمات درويش، والتطريز اليدوي الذي قامت به لاجئات فلسطينيات في مركز البرامج النسائية في مخيم البقعة في الأردن، «تنفيذ هذه اللوحات بالتطريز الفلسطيني اليدوي وفي مخيمات الشتات، له رمزية وبُعد إضافي يعطي هذه اللوحات قيمة فنية وارتباط بالهوية الفلسطينية» بحسب ما أوضح عويس، لافتاً إلى أنه إلى جانب اللوحات المطرزة، هناك مجموعة أخرى بنمط التطريز طبعت رقمياً على القماش والورق.

وأشار د.فائق عويس إلى أن اختياره شكل «المعلقات» لتصميم قصائد درويش يرجع إلى مكانة المعلقات في التاريخ والأدب العربيين، فهي تعد من أشهر ما قيل في الشعر العربي القديم، وأضاف: «انتقيت من قصائد درويش المقطوعات الشعرية الأكثر شهرة للقراء، وكتبتها بالخط الكوفي، وربما كتبت المعلقات الأصلية قبل 2000 عام بخط شبيه، كما استخدمت الأشكال الهندسية والتماثل لتكوين أشكال ونماذج متكررة وغير متناهية للدلالة على قوة هذه الكلمات، يمكن أن تتكرر إلى ما لا نهاية، وتعبيراً عن استمرارية تمسكنا بكلمات درويش، وأنها باقية معنا ولن تنتهي»، مشيراً إلى أنه سيقوم بإهداء هذه المجموعة المطرزة إلى متحف محمود درويش لتكون ضمن مقتنيات المتحف الدائمة، كهدية بسيطة منه لهذا الصرح العظيم الذي سيخدم أجيالاً قادمة وسيحافظ على إرث وتراث محمود درويش.

تويتر