متخصصون في أدب وثقافة الطفل يؤكدون:

إدخال الألعاب الشعبية في المناهج يعيد بناء القيم وتشكيل الهوية

صورة

أكد متخصصون في شؤون أدب وثقافة الطفل، أن إحياء الألعاب الشعبية من جديد لن يتم في عصرنا الحالي ما لم يكن لها حضور في المناهج الدراسية للطلبة في المرحلة التأسيسية وما تلاها من المراحل اللاحقة، وأن على المعنيين بهذا الجانب التربوي تكرار المحاولة مرة بعد أخرى حتى يتحقق هذا الهدف، أو يتحمل تبعات استمرار تعرض الطفل إلى مشكلات ضعف البصر، وخطر الابتعاد عن التواصل من خلال الابتعاد عن صحبة الأقران، والتعرض لمخاطر البدانة نتيجة لتعلقه الشديد بالأجهزة التقنية الحديثة.

جاء ذلك، خلال ندوة اقيمت في قاعة ملتقى الأدب ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي السادس للطفل بعنوان «الألعاب الشعبية والشخصية الوطنية»، وشارك فيها كل من الدكتور حيدر وقيع الله، والدكتورة بروين نوري عارف، ونرمين الحوطي، وأدارها خالد مسلط، وشهدت نقاشات عدة حول القديم والجديد في عالم الطفل، وأفضل السبل الممكنة لإعادة إحياء التراث من خلال الألعاب الشعبية لدورها المؤثر والكبير في بناء القيم، وتشكيل الهوية الوطنية.

أسئلة

أثار الدكتور حيدر وقيع الله عدداً من التساؤلات حول تطوير الألعاب الشعبية، منها: «لابد أن نسأل أولاً، هل نحن حريصون على نقل الألعاب الشعبية إلى أجيالنا؟ وهل ستتقبل الأجيال الجديدة ذلك؟».

من جانبه، اثار الدكتور حيدر وقيع الله عدداً من التساؤلات حول تطوير الألعاب الشعبية قائلاً: «لابد أن نسأل أولاً، هل نحن حريصون على نقل الألعاب الشعبية الى اجيالنا؟ وهل ستتقبل الأجيال الجديدة ذلك؟ وهل هناك مساعٍ جادة نحو التطوير في العالم العربي؟ وهل هناك محاولات يمكن أن تتمازج مع طبيعة العصر كتحويل الألعاب الشعبية الى الكترونية والمشاركة بها في المهرجانات العالمية؟ فإذا تمت الإجابة عن هذه الأسئلة، فأعتقد أننا سنكون قريبين من تحقيق طموحنا في إعادة الحياة لها من جديد». واختتمت بروين عارف فعاليات الندوة بالحديث عن المشكلات التي تواجه وتعيق من إثراء تجربة الألعاب الشعبية بين الأطفال في العصر الحالي، مشيرة إلى أن تحول البناء إلى عمودي من النمط الأفقي، وغياب المساحات المخصصة للعب بتحويلها الى مواقف سيارات، وحرص الأبوين على اختيار نمط مغاير كالتوجه نحو الموسيقى والباليه، وعدم وجود الأندية التي تغطي الألعاب الشعبية، سيؤدي بالتالي الى غياب الكثير من القيم التي نحرص على اشاعتها من خلال الألعاب، اضافة الى الأزمة في بناء الملامح الأولى للهوية». في الإطار ذاته، عقدت قاعة ملتقى الأدب ندوة للتعريف بأحد أشهر الكتب العالمية في المجال التربوي بعنوان «راينبو ريدينيس»، واشترك في الندوة كل من: هانا يونغ، ودانا سميث بدر، وانصوفي ريدرز، استعرضوا خلالها الكتاب باعتباره مرجعاً للأم والأب يتيح لهما التفاعل مع الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة استعداداً لدخولها، وتجنباً لمنع المشكلات التي تعترض أيام الطفل الدراسية الأولى.

ويعنى الكتاب بالتطوير الاجتماعي للطفل، وصياغة التوجه، والبناء العاطفي، واللغوي، وفهم المحيط الخارجي، والتنمية الإبداعية.

وشدد المشاركون على أهمية مخاطبة الطفل المستمرة، ومنحه المساحة الكافية للعب، وعدم تطويقه بكثرة الأوامر التي تقيد ملكته الإبداعية، وتعيق قدرته على اتخاذ التصرف الصحيح في الموقف المناسب.

تويتر