أكدت أن تعزيز حضوره يرتبط بتطوير وظيفته

شيرين الأنصاري: «الحكي» فن للجميع

صورة

يرى كثيرون أن «الحكي» فن مرتبط بالأطفال دون غيرهم، في حين يجد آخرون أن «الحكواتي» التقليدي الذي كان ينتشر في شوارع دمشق والقاهرة والقدس، وغيرها من المدن العربية، بات جزءاً من الماضي لا وجود له في الحاضر. هذه الأفكار الشائعة، التي تفتقد كثير من الدقة، عمدت المسرحية، شيرين الأنصاري، إلى تصحيحها في الأمسية التي استضافها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي في مقره بالمسرح الوطني، أول من أمس، بعنوان «فنون الحكي المسرحي»، للحديث عن تجربة ورشة العمل التي أقامتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، في إطار البرنامج السنوي لورش العمل والتدريب المسرحي. وحضر الأمسية مدير إدارة الثقافة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتور حبيب غلوم، ومدير إدارة التراث والفنون بالوزارة، وليد الزعابي، والمدير التنفيذي لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة، ريتا عون عبدو.

سيرة وفنون

يذكر أن شيرين الأنصاري درست فنون المسرح في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومدرسة جاك لوكوك للتمثيل في باريس، وتحضّر حالياً لأطروحة الدكتوراه في فنون العرض بكلية غولد سميث في جامعة لندن.

وأشارت شيرين الأنصاري إلى أن الحكي يمثل فناً من فنون العرض، وهو للجميع، يتوجه إلى كل فئات وشرائح الجمهور وليس الصغار فقط. وقالت إن «الشكل التقليدي للحكواتي العربي لا يعني انه أصبح خارج العصر الحديث، فالشكل ليس هو الأساس بل المادة التي يقدمها الحكواتي، ومدى وعيه بما يحدث حوله من وقائع وأحداث، وقدرته على تضمينها في عمله».

وأضافت «علينا أن ندرك أن ما هو تقليدي اليوم كان حديثاً في عصره، حيث كان يتميز بقدرته على مخاطبة وجدان الناس، ويتناول الشخصيات والأحداث السياسية والأزمات الاقتصادية والأوضاع الاجتماعية في حكاياته، ولذلك إذا اردنا الحفاظ على مهنة ما يجب أن نبحث عن الوظيفة التي تؤديها للمجتمع، وأن نعمل على تطوير هذه الوظيفة لتعبر عما يرغب الإنسان العادي في التعبير عنه ولا يستطيع، وليس هناك ما يمنع أن نبني على القديم خلال عملية التطوير».

وعن ورشة العمل التي أشرفت عليها أوضحت الأنصاري أن اختيار المشاركين في الورشة تم في فبراير الماضي من خلال مقابلات شخصية، وكان المعيار الأساسي في الاختيار هو مدى الشغف بالحكي كفن ووجود رغبة حقيقية في تعلم أسس هذا الفن. ولفتت إلى أن تعليم الحكي للإنسان المبتدئ أسهل من تعليمه للفنان المسرحي المحترف، لأن تأسيس الفنان المسرحي يختلف تماماً عن تأسيس الحكواتي.

وقالت «لا يوجد نص مكتوب يعتمد عليه الحكواتي، ولا يجب أن يعتمد على الحفظ، ولكن يجب أن يكون النص موجوداً بداخله، كما يتيح فن الحكي لك كإنسان أن يقدم الحكاية من وجهة نظره الخاصة، ويمكن أن يتقمص شخصيات من حكايته ولكن يجب أن يعود سريعاً إلى شخصيته الحقيقية على عكس التمثيل».

من جانبها، ذكرت ريتا عون أن «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تسعى دائماً إلى دعم الأفكار وتنمية المهارات الفردية والجماعية من خلال أنشطة متنوعة من بينها ورشة فنون الحكي المسرحي، التي شارك فيها سبعة فنانين هم: سعيد الزعابي وجاسم العرشي وسمية الداهش ومحمود الجارحي وظبية الكندي ومحمد المزروعي وحسين جودة».

وأوضح القيم الفني، طارق أبوالفتوح، أن الورشة التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة، في إطار البرنامج السنوي لورش العمل والتدريب المسرحي، استمرت على مدى ستة أيام في منارة السعديات.

وأشار محمد المزروعي إلى أن ورش العمل تتواصل لمدة عام، على أن تعقد في جلسة في أكتوبر المقبل لتحضير الشكل النهائي لمشاركة الورشة والمشاركين فيها في فعاليات «فن أبوظبي» الذي يقام في نوفمبر المقبل. وقال إن «شيرين الأنصاري اشتغلت خلال الورشة على تعريف المشاركين بفن الحكي والتحكم في حركات الجسم وتحرير النص الجسدي والعقلي والنص الشفاهي المحكي وحتى المعرفي تحضيراً للانطلاق، إلى جانب تدريب المشاركين على كيفية سرد الحكاية، من خلال تمارين أدائية وأخرى تكوينية».

تويتر