أعضاء «الهيئة العلمية» اعتبروها جائزة عربية بمكانة عالمية.. وأكّدوا:

«الشيخ زايد للكتاب» تتمتع بهوية خاصة

«الهيئة العلمية» تراجع ترشيحات المحكمين للدورة الثامنة. من المصدر

أكد أعضاء الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، أن الجائزة تتمتع بهوية خاصة، ونجحت في فرض حضورها بالحياة الثقافية داخل العالم العربي وخارجه، مشيدين بمستوى الأعمال التي تلقتها الهيئة مع انطلاق النسخة الثامنة من الجائزة المنتظر أن تعلن جوائزها خلال الشهر الجاري، والتي أكدت تزايد الاهتمام الإقليمي والعالمي بالجائزة ودورها الرائد في إعلاء الثقافة العربية وتشجيع المبدعين العرب والأجانب، وحفز المواهب الشابة، بهدف تقديم أفضل ما لديهم في المجالات البحثية والعلمية المختلفة، ما يؤسس لمجتمع معرفي عربي قادر على الإسهام الفعال في تطوير منظومة الحضارة والتقدم في العالم العربي.

وضمت النسخة الحالية من جائزة الشيخ زايد للكتاب، أكثر من 33 عضو لجنة تحكيم قرأوا كتباً رُشحت في القائمة الطويلة، استندت إلى معايير واضحة من قبل لجنة القراءة والاختيار الأولى.

إرث مستلهم من زايد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/03/112781.jpg

قال الأمين العام للجائزة، الدكتور علي بن تميم، إنه «منذ انطلاق الدورة الأولى من الجائزة قبل ثماني سنوات، ارتبطت بإرث حضاري كبير مستلهم من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي هذه الدورة وعبر الأعمال عالية المستوى التي تلقتها الهيئة العلمية، تنتقل الجائزة من سياقاتها المحلية والعربية إلى سياقاتها العالمية بعد أن أوضحت معاييرها، وأسست للشفافية والموضوعية التي تستند إلى جملة من القيم النقدية والبحثية والثقافية، التي استعانت الجائزة في تأسيسها بنخبة من المفكرين والمثقفين في العالمين العربي والدولي».

بينما ثَمّن عضو الهيئة العلمية للجائزة، أستاذ الشعر العربي الحديث في جامعة محمد الخامس بالمغرب، الدكتور محمد بنيس، المكانة التي حققتها الجائزة في المحيط الثقافي، في بحثها عن القيمة المتميزة للأطروحات العلمية والأعمال الادبية المرشحة لنيل إحدى جوائز المسابقة، مضيفاً أن «الجائزة استطاعت أن تفرض نفسها في الحياة الثقافية العربية، وتنفتح على الحياة الثقافية خارج العالم العربي، ويعتبر ذلك امتيازاً يلفت الانتباه لجائزة عربية ذات مكانة عالمية، وضعت لنفسها هدفاً رفيعاً هو تكريم باحثين ومبدعين عرب وغير عرب، من هؤلاء الذين ينتجون أعمالاً تخدم الثقافة العربية وتسعى إلى تحديثها، وربطها في الوقت نفسه بكل هذه التيارات الجديدة والمتجددة لاستحضار التاريخ الثقافي العربي في المجالات كافة».

من جانبه، أشار الدكتور مسعود ضاهر، الحائز دكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة السوربون، إلى أن الجائزة في دورتها الثامنة أكثر حضوراً مما كانت عليه سابقاً بدليل هذا الكم الكبير من الدراسات التي قدمت إلى الجائزة وحسن اختيار المُحكّمين، ونوعية الكتب التي قُدمت. وقال «هناك جدية كبيرة في الدراسات المقدمة في مختلف فروع الجائزة، ما يعكس مدى إقبال المثقفين العرب على الجائزة، وتقديم دراسات موضوعية تتسم بالنقد العلمي البناء، خصوصاً في مجال العلوم الحديثة، والتواصل، والتكنولوجيا، والإعلام، بالإضافة إلى تقديم أطروحات جامعية، وهذا يدل على تطور مستوى الباحثين، ويبشر بمستقبل جيد للبحث العلمي العربي». وأضاف أن «القيّمين على إدارة الجائزة حريصون على استقطاب المؤلفين الشباب في مختلف التخصصات، ومنهم من تقدم ببحث نقدي، أو دراسة تاريخية، أو أدبية، أو أطروحة دكتوراه، وأكثر ما يسعد لجنة التحكيم أن يكون لديها كم من الدراسات الموضوعية المعمقة، تستطيع من خلالها أن تقدم إلى الجائزة أفضل الإنتاج الثقافي العربي».

بدورها، قالت الباحثة الأكاديمية في جامعة الكويت الدكتورة سهام الفريح، إنه «من خلال متابعتها للجائزة من قبل الانتساب لها ومن خلال العمل فيها الآن، يضع القائمون عليها في أذهانهم الوصول بها إلى العالمية، ولهم الحق في الوصول إلى هذا الهدف وتحقيقه، وبالنسبة للعالم العربي بعد هذه السنوات، أصبحت الجائزة ذات مكانة أدبية وسمعة عالية، خصوصاً أنها لم تقف بالجوائز عند حدود المبدعين العرب، وإنما اتجهت إلى الغرب والشرق معاً، إذ ضمت عدداً من الدول الآسيوية مثل الصين واليابان، وهي دول لها دور ملموس في الوقت الحاضر في مجالات الإبداع والثقافة والفكر».

أما أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك، الدكتور خليل الشيخ، فأشاد بـ«الدور الأساسي والمهم للجائزة في عملية الارتقاء النوعي بالكتاب في العالم العربي، نظراً لاحتفائها بالمبدعين والمفكرين والكتاب، ومن ثم بدور النشر التي تسهم في عملية صناعة الكتاب، وحرصت الجائزة على هذا الإنجاز المعرفي من أجل الرقي بمجتمع المعرفة، وتشكيل جيل يتواصل مع الإبداعات العربية المتميزة».

من جانبه، قال أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال ورئيس قسم الفلسفة بآداب القاهرة، الدكتور سعيد محمد توفيق، إن «الجائزة صارت تحظى بسمعة مرموقة، نظراً للضوابط والمعايير الموضوعية التي تحكم هذه الجائزة، والتي خضعت لعملية تنقيح وتدقيق خلال العام الماضي، بوجه خاص، وأصبحت تنافس كبريات الجوائز المهتمة بالثقافة والآداب والفكر العلمي». واعتبر أن «أكثر ما يميز جائزة الشيخ زايد للكتاب، انفتاحها واتساعها لفروع المعرفة المختلفة، إلى جانب الإبداع العربي، كما أن هيئتها العلمية تقوم بمراجعة متواصلة لآلية منح الجائزة، وتراجع تقارير المُحكّمين بعناية فائقة، وتعمل على تنقية قوائم المُحكّمين باستمرار ضماناً لأن يكون المحكّمون ممن يتميزون بالدقة والنزاهة والمعرفة بأصول النقد والتقييم».

فيما ذكر أستاذا الأدب العربيّ القديم والآداب المقارنة في المعهد الوطنيّ للّغات والحضارات الشرقيّة بباريس، الدكتور كاظم جهاد، أن «الجائزة لها تاريخ وامتداد وتتلقى ترشيحات من جميع الأقطار العربية والأوروبية، ويمكن القول إنها تتمتع بهوية خاصة، بين جميع الجوائز، بباعث من تعدد فروعها واشتمالها على جميع الأنشطة الفكرية والأجناس الأدبية». وأضاف «نرى في الجائزة الأدب بشتى فروعه وأنماطه، يتجاور مع الترجمة إلى العربية والكتابات الموضوعة في اللغات الأجنبية عن الثقافة العربية قديمها وحديثها، كما تتجاور مع فروع التنمية والنقد والشخصية الثقافية وادب الطفل والكتابات الشابة، فتتجاوز الجائزة حدود الثقافات والأجيال واللغات والأنواع لتشكل طيفاً حياً لكل ما يمكن أن يبدعه أصحاب القلم».

يشار إلى أن فروع الجائزة هي: جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة، وجائزة الشيخ زايد لأدب الأطفال والناشئة، وجائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب، وجائزة الشيخ زايد للترجمة، وجائزة الشيخ زايد للآداب، وجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية، وجائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى، وجائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية، وجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية وتُمنح لشخصية اعتبارية أو طبيعية بارزة، على المستوى العربي أو الدولي، لما تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعاً أو فكراً، على أن تتجسد في أعمالها أو أنشطتها قيم الأصالة، والتسامح، والتعايش السلمي.

تويتر