المجلس الأعلى للأسرة وجمعية المسرحيين و«شروق».. تخطط للمستقبل

استراتيجيات للمسرح والأسرة والسياحة تعزز التطوير

صورة

تنشر «الإمارات اليوم» تقارير وملفات دورية تتناول بالتفصيل محاور الأجندة الوطنية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منتصف شهر يناير 2014، وصولاً إلى «رؤية الإمارات 2021» في عيدها الذهبي، بمناسبة إكمالها 50 عاماً من اتحادها. وسيتناول محررو الصحيفة في جميع الأقسام عبر هذه المساحة ما يستجد في كل محور من محاور التطوير والتحديث والبناء، سواء تعلق الأمر بإنجاز ما في أحد المجالات أو قصور في آخر، وعبر سلسلة تحقيقات وملفات موسعة يؤمل أن توثق للسنوات السبع المقبلة من عمر الأجندة الوطنية.

استراتيجية حكومة الإمارات التي تحقق «رؤية الإمارات 2021»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تشكل الخطوط الرئيسة التي تقوم على أساسها الجهات الاتحادية بتطوير خططها الاستراتيجية والتشغيلية. ولم يقتصر العمل على المؤسسات والجهات الاتحادية، بل إن كثيراً من الجهات المحلية أخذت على عاتقها بذل الكثير من أجل تطوير مشروعاتها أساساً للنجاح الحقيقي في تطور البلاد وتعزيز موقعها على مستوى العالم.

ولعل من أبرز المبادرات، مشروع الخطة الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمسرح في الإمارات، الذي تقدمت به جمعية المسرحيين، ومبادرة الاستراتيجية الوطنية للأسرة في إمارة الشارقة، التي تعنى بشؤون الأسرة، وسيتم إطلاقها على مستوى الدولة، وكذلك استراتيجية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» التي ترتكز على تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية والاقتصادية في الشارقة، بالاستناد إلى هويتها العربية والإسلامية، مع إعداد تشريعات جديدة وإطلاق مشروعات تنموية كبرى.

قلب الشارقة

لعل أحد أهم مشروعاتها في الحفاظ على المعالم التراثية والوطنية يكمن في مشروع «قلب الشارقة»، الذي من المقرر إنجازه في 2025، ويعد أكبر مشروع من نوعه على مستوى منطقة الخليج العربي، ويهدف إلى حفظ المعالم الوطنية التاريخية بالمنطقة التراثية في إمارة الشارقة، ويتضمن الكثير من المواقع الأثرية والمتاحف.

ويعد «قلب الشارقة» مشروع الترميم الأول من نوعه للمناطق التراثية في الشارقة، والأكبر والأبرز في المنطقة حتى يومنا هذا، ويعكس الازدهار الذي عاشته الإمارة منذ أكثر من نصف قرن، ويستهدف المشروع تحديداً إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية لتشكيل وجهة ثقافية وتجارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة تتناغم مع طابع الخمسينات.

ويجري حالياً العمل في المرحلة الأولى من المشروع الذي يتألف من خمس مراحل، وقد قامت «شروق» بتشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين من هيئات حكومية وخاصة بارزة لتولي الإشراف على تنفيذ المرحلة الأولى، ويتم تنفيذ مشروع قلب الشارقة بالتوافق مع المعايير الدولية للتنمية المستدامة والمبادئ البيئية.

ويقع المشروع على بعد خمس دقائق فقط من كورنيش المدينة، و10 دقائق من مطار الشارقة الدولي، ويضم مجموعة متنوعة من المشروعات التجارية والثقافية والسكنية، بما في ذلك فندق فاخر، ومطاعم، ومتاجر للبيع بالتجزئة، ومعارض فنية، وأسواق تقليدية وعصرية، ومواقع أثرية وتاريخية، ومتاحف، ومناطق للألعاب الترفيهية، ومكاتب تجارية، ويقوم العديد من البيوت القديمة المرممة باستضافة هذه المشروعات.

وتقوم «شروق» على تحقيق استراتيجية تستهدف تطوير المشروعات التراثية في الشارقة، وتعزيز البنية التحتية، من أجل جذب المستثمرين عبر التسهيلات المناسبة والحوافز المميزة. وتعمل «شروق» من خلال الأصول وإدارة الممتلكات مع شركائها، وتبقى الهيئة ملتزمة برسالتها التي ترتكز على تعزيز موقع الشارقة وجهة سياحية وتراثية واستثمارية على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وتهدف استراتيجيات الهيئة إلى الحفاظ على الطابع التراثي من خلال عمليات التطوير، وضمان تطوير المنازل القديمة بتحويلها إلى فنادق ومطاعم ومعارض فنية عصرية وحديثة، مع الحفاظ على الطابع التاريخي المحلي والتركيز على الأماكن الأثرية والمتاحف.

ولتحقيق رسالتها، تقوم الهيئة بشكل دؤوب بدراسة وتقييم الفرص السياحية والتراثية التي من شأنها تعزيز مشروعات البنية الأساسية وتوطيد موقعها، وهي تشارك في عمليات التنمية في الشارقة خصوصاً ودولة الإمارات بشكل عام، إذ تأخذ بعين الاعتبار الاحترافية والمهنية العالية في مجالات عملها، وتجري دراسات استشارية متعمقة من خلال التقصي والبحث استناداً إلى خبراتها الواسعة، وتعتمد العمل بروح الفريق، كما تؤمن الهيئة بالأهمية القصوى للمشاركة في المسؤولية، كأساس للنجاح الحقيقي وبناء وتطوير المشروعات والعلاقات والأعمال.

ومن خلال ذلك، تتطلع «شروق» لإقامة المشروعات الاستثمارية الكبرى التي ترسخ البنية التحتية، وتعمل على تحديث وتطوير المشروعات القائمة، ويمتد عملها إلى قطاعات التجزئة، والمشروعات الحكومية، والعقارات والبناء، والزراعة، وغيرها. وتخطط الهيئة لبناء مركز معلومات وطني شامل يسلط الضوء على الفرص الاستثمارية، إذ قامت الهيئة بتقديم تسهيلات لتحقيق أهداف تنموية مع هيئات أخرى، كما أقامت مناطق استثمارية خاصة، وقدمت اقتراحاتها بالنسبة للقوانين ذات الصلة بالاستثمار كي تسهل تدفق الاستثمارات، وتقوم أيضاً بتعزيز علاقات التعاون بين المنشآت الخاصة والحكومية من أجل ضمان تحقيق الأهداف القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل، ومن أجل تشجيع تداول المعلومات والبيانات بين الهيئات القانونية والسياحية والاقتصادية، كما تؤمن بقيم الشفافية والتدفق الحر للمعلومات والخبرات المتراكمة.

خدمات إلكترونية

تستعد إدارة مراكز التنمية الأسرية في الشارقة لتحول خدماتها إلى إلكترونية من خلال طرح المبادرات والاستشارات الأسرية التي تقدمها الإدارة كتطبيقات على أجهزة الهواتف المحمولة الذكية، فضلاً عن الوجود على شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر» إضافة إلى انستغرام.

وتنفذ مراكز التنمية الأسرية استراتيجية لتطوير منظومة التربية والقيم لبناء مؤسسة الأسرة في المجتمع، وتعزيز الأمومة لدى المرأة، والموازنة بينها وبين مسؤولياتها الوظيفية، كما تدعو إلى تطوير الثقافة الزوجية الراقية لبناء أسرة مستقرة، وتفعيل تطبيق أفضل الممارسات، وتطبيق المعايير الدولية للتميز المؤسسي والوظيفي، والمساهمة في تطوير التشريعات لدعم الاستقرار والتماسك السري.

وهناك خارطة استراتيجية للمراكز ممتدة لثلاث سنوات، تنفذ رؤية التنمية الأسرية من خلال بناء أسري متماسك ومستقر، لتكون نموذجاً إقليمياً يحتذى في مجال تعزيز القيم والثقافة الداعمة للبناء الأسري المتماسك.

نقاط الضعف

لفتت الاستراتيجية المسرحية إلى وجود ضعف في الفرق المسرحية، متمثل في غياب الرؤى والخطط الاستراتيجية والمنهجية لدى الفرق المسرحية، وغياب ثقافة الاحتراف إدارياً وفنياً، فضلاً عن وجود خلل في التكوين العضوي على صعيد التهيئة المهنية والفكرية، ونشوء أغلب الفرق وفقاً لضرورات جغرافية وليس ضرورات مهنية ومجتمعية، خصوصاً أن أغلب الفرق تفتقر إلى مقار عمل تلبي متطلبات الإنتاج والتطوير، وافتقار بعضها إلى الخبرات المسرحية المتخصصة، لاسيما أن بعض الفرق المسرحية تشكل بيئة طاردة للعناصر الشابة.

وأحصت الاستراتيجية مواطن الضعف المتمثلة في قلة عدد المؤهلين في الاختصاصات المسرحية المختلفة، وضعف الدافعية المتاحة للدراسة الأكاديمية، وغياب المنهجية العلمية والعملية في الورش التكوينية، رغم كثرتها، فضلاً عن غياب التنسيق في برامج التكوين بين المؤسسات المختلفة، وعدم وجود مركز وطني للتأهيل، وغياب التقييم المهني لممارسي النشاط المسرحي، وندرة الفرص الوظيفية للمهن المسرحية، وقلة اللوائح التنظيمية لمفهوم التفرغ الابداعي.

كذلك هناك ضعف في جانب المهرجانات، منها غياب الرؤى عن آليات عمل المهرجانات المختلفة، وغياب التوجه لاستيعاب التنوع في النسيج الاجتماعي في الإمارات، فضلاً عن أن آليات عمل تلك المهرجانات باتت تعمل عكس أهداف نشأتها الأساسية، إذ دفعت الفرق إلى رهن إنتاجها لهذه المهرجانات فقط.

تويتر