Emarat Alyoum

مبادرات حكومية وأهلية تعزز الهوية الوطنية

التاريخ:: 03 فبراير 2014
مبادرات حكومية وأهلية تعزز الهوية الوطنية

تنشر «الإمارات اليوم» تقارير وملفات دورية تتناول بالتفصيل محاور الأجندة الوطنية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منتصف شهر يناير 2014، وصولاً إلى «رؤية الإمارات 2021» في عيدها الذهبي، بمناسبة إكمالها 50 عاماً من اتحادها. وسيتناول محررو الصحيفة في جميع الأقسام عبر هذه المساحة ما يستجد في كل محور من محاور التطوير والتحديث والبناء، سواء تعلق الأمر بإنجاز ما في أحد المجالات أو قصور في آخر، وعبر سلسلة تحقيقات وملفات موسعة يؤمل أن توثق للسنوات السبع المقبلة من عمر الأجندة الوطنية.

يعد تجسيد «الهوية الوطنية»، التي تشكل محوراً رئيساً يسهم في تحقيق تطلعات «رؤية الإمارات 2021»، المتمثلة بوضوح في مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إن «من لا هوية له لا وجود له في الحاضر، ولا مكان له في المستقبل»، التزاماً وطنياً بمكنونات الهوية التي تعكس وتقيس في الوقت نفسه، بغنى مفرداتها، مفهومي الانتماء والولاء لأرض الوطن، حملته على عاتقها جهات حكومية اتحادية ومحلية، تقدمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومؤسسة «وطني الإمارات».

وكشفت مديرة إدارة التنمية المجتمعية في وزارة الثقافة، أمينة خليل إبراهيم، لـ«الإمارات اليوم» أن الوزارة «ماضية في الطريق نحو تحقيق أهداف (الأجندة الوطنية) للدولة خلال الأعوام السبعة المقبلة وصولاً لـ(رؤية الإمارات2021)، عبر أهدافها الاستراتيجية التي تتقدمها المحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها أسوةً بالعناصر الأربعة التي تتكون منها الرؤية، المتمثلة في شعب واثق طموح متمسك بتراثه».

وأضافت «تتبنى الوزارة هدفاً استراتيجياً خاصاً بالهوية الوطنية، تتجسد صياغته في السعي الدؤوب للمحافظة عليها والعمل على تعزيز مقوماتها وتنميتها، الأمر الذي يتمثل في باقة منوعة من الأنشطة والمبادرات».

49 مبادرة

وذكرت أمينة خليل أن «وزارة الثقافة تحمل على عاتقها تدعيم وتعزيز ركائز الهوية الوطنية عن طريق دعم وتطوير 49 مبادرة تندرج ما بين الركائز الست التي تدعم هذا التعزيز، والتي تحددت أهدافها بترسيخ الانتماء للوطن وإرساء روح المسؤولية الاجتماعية عند جميع أفراده». وتتوزع الركائز التي تدعم تعزيز الهوية الوطنية وفقاً لخليل «ما بين الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها، وتوفير قواعد ثقافية عامة لتنمية ممارسات تربية الأطفال وتطوير التعليم، بالإضافة إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية، وتعزيز ثقافة الجرأة والريادة في الأعمال، فضلاً عن تشجيع وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مجتمع الإمارات، وتحويل المجتمع الإماراتي إلى مجتمع معرفي».

وتتضمن المبادرات تنظيم مبادرة القوافل الثقافية التي تهدف إلى تعزيز التواصل مع الأهالي في الأماكن البعيدة، وتقديم خدمات لهم من قبل مؤسسات اتحادية، ومحلية وخاصة، إلى جانب تنظيم برامج توجيهية خاصة بالعمل التطوعي الذي يعد جزءاً من الهوية الوطنية، حيث يكون العمل من دون مقابل مادي، كما تشمل تنظيم عدد من البرامج التي تعمل على تعزيز الفضائل الأخلاقية، منها مبادرة «السنع الإماراتي» (فن التعامل مع الآخر والإتيكيت القديم، وفق قيم إماراتية متوارثة)، فضلاً عن تنظيم حملات إعلانية خاصة بتعزيز الهوية الوطنية.

وأشارت إلى أن الوزارة، ضمن هدفها الاستراتيجي الخاص بالهوية الوطنية، تعمل على التعريف بالنماذج الريادية الوطنية التي تعكسها بامتياز، ويتم ذلك من خلال تنفيذ ملتقيين سنويين، هما ملتقى قيم الثقافة المجتمعية، والملتقى السنوي للشباب، لتسليط الضوء على تجارب شباب نجحوا في تحقيق إنجازات للوطن، وفيهما يتم استهداف طلاب المدارس والجامعات الذين يراوح عددهم ما بين 1200 و2000 طالب، بهدف إيجاد روح المنافسة وصقل المهارات وتعزيز المهارات الذاتية.

وبينت خليل أن «الوزارة أطلقت عدداً من الجوائز التي من شأنها الإسهام في تعزيز الهوية الوطنية وتنميتها، من ضمنها جائزة المدرسة المتميزة في الاحتفالات باليوم الوطني، وجائزة القصة القصيرة، التي تتعلق بكتابة قصة تعنى بالهوية الوطنية».

116 فعالية

وقالت مديرة إدارة التنمية المجتمعية في وزارة الثقافة «يعد التزام الوزارة بتنظيم احتفالات اليوم الوطني، أحد أبرز جهودها الرامية لتحقيق هدفها الخاص بتعزيز الهوية، وبالتالي المساهمة في تحقيق رؤية الإمارات 2021، التي تضم باقة منوعة من الفعاليات والأنشطة التي تعنى بالهوية، وقد أعدت في الاحتفالات الأخيرة التي قامت بتنظيمها للاحتفال باليوم الوطني الـ42 لقيام الدولة برنامجاً احتفالياً خاصاً ضم ما يزيد على 116 فعالية انتشرت على مستوى الدولة» تحت شعار «روح الاتحاد». ونجح البرنامج في تقديم صور حضارية عن شعب الإمارات للعالم، عاكسةً هوية أبنائه من المواطنين الذين ظلوا متمسكين بقيمهم وتراثهم ووحدتهم التي أرسى دعائمها جيل الآباء، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مجددين العهد للقيادة الرشيدة في سبيل المزيد من الإنجازات في شتى المجالات.

وأكدت أن الوزارة تعمل على إعداد البحوث والدراسات المتعلقة بالهوية الوطنية وسبل المحافظة عليها وتعزيزها وتنمية مقوماتها، وتوزيع منشورات خاصة بها على طلاب المدارس والجامعات إلى جانب المؤسسات والدوائر المختلفة، فضلاً عن إصدار كتب تعنى بـ«السنع الإماراتي»، كما تولي الوزارة اهتماماً خاصاً بالتأكيد على أهمية الزي الوطني وضرورة ارتدائه بين صفوف الشباب تحديداً، بوصفه جزءاً أساسياً من مفردات الهوية الوطنية.

«وطني الإمارات»

وحملت مؤسسة «وطني الإمارات» على عاتقها، منذ انطلاقها في عام 2005، تحت اسم «برنامج وطني»، كونها مبادرة اتحادية تسعى لتحقيق التنمية المجتمعية، تنمية وتعزيز الهوية الوطنية، التي تعد محوراً رئيساً يسهم في تحقيق تطلعات «رؤية الإمارات2021»، عن طريق تأكيدها في مجمل توجهاتها وأعمالها على مجموعة مرتكزات رئيسة من أهمها تعزيز ممارسات المواطنة الصالحة، ونشر ثقافة الولاء الوطني والانتماء والمسؤولية، الأمر الذي ما زالت ملتزمةً به في سبيل تحقيق أهدافها.

تتمثل جهود «وطني الإمارات» المستمرة في تعزيز الهوية والوطنية والعمل على تنميتها، في تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات والمبادرات نجحت في تطبيق أهدافها، من أبرزها، كما ذكر مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات»، ضرار بالهول الفلاسي، لـ«الإمارات اليوم» تنظيم جملة من الفعاليات الوطنية والمجتمعية لمدة شهر تحت شعار «هذا علم داري.. وهذا أساسي»، تهدف إلى تعزيز انتماء أبناء الوطن لعَلَم الدولة، وتعميق مقومات المواطنة الصالحة وولاء الأبناء لمرتكزات اتحاد الدولة، وذلك استجابةً لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي أطلقها تغريدة على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وجاء فيها «نريد علمنا خفاقاً على مبانينا ومرافقنا ومؤسساتنا. فيه قوة وطاقة وحركة تغير الزمن وتصنع الإنجاز»، وذلك للاحتفال في الثالث من نوفمبر بيوم العَلَم للمرة الأولى، بالتزامن مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مقاليد الحكم.

وأضاف الفلاسي «نظمت المؤسسة حملة (عملي يعلي علمي) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ41، بهدف ربط الحس الوطني والانتماء للدولة بالعمل الجاد للحفاظ على مكتسباتها، بالإضافة إلى ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة عبر ربط العمل برفعة الوطن وإبراز دور العمل والإنجاز في تنمية الدولة وإعلاء مكانتها».

وأشار مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات» إلى أن الفعاليات المنوعة التي تطلقها المؤسسة بشكلٍ دوري في سبيل تعزيز الهوية الوطنية وترسيخها، تحظى بتفاعل كبير وإقبال جماهيري كثيف يعكس تلاحم وترابط أبناء الشعب الإماراتي في سبيل تحقيق الالتزام الوطني الذي يجسد الولاء والانتماء للوطن في أجمل صوره.

اللغة العربية

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إحدى مقولاته، أن اللغة العربية «تعتبر مكوناً رئيساً للهوية الوطنية وهي الوسيلة الأقوى في بناء الشخصية العربية، لذلك يقع على عاتقنا جميعا كأفراد ومسؤولين إيجاد السبل الملائمة لتعزيز محبة اللغة العربية بين أطفالنا وشبابنا، وذلك باستخدام أساليب مبتكرة تختلف عن الأساليب التقليدية التي عهدناها والتي من شأنها أن تجعل الاهتمام باللغة ذاتياً وجزءاً من قناعة كل ابن من أبناء الدولة والمقيمين على أرضها الطيبة».

تنشر «الإمارات اليوم» تقارير وملفات دورية تتناول بالتفصيل محاور الأجندة الوطنية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منتصف شهر يناير 2014، وصولاً إلى «رؤية الإمارات 2021» في عيدها الذهبي، بمناسبة إكمالها 50 عاماً من اتحادها. وسيتناول محررو الصحيفة في جميع الأقسام عبر هذه المساحة ما يستجد في كل محور من محاور التطوير والتحديث والبناء، سواء تعلق الأمر بإنجاز ما في أحد المجالات أو قصور في آخر، وعبر سلسلة تحقيقات وملفات موسعة يؤمل أن توثق للسنوات السبع المقبلة من عمر الأجندة الوطنية.