مسابقة طلابـية لـ«الإمارات للآداب» بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث

«قصيدة عن ظـــهر قلب».. شراكة بـين الأصــالة والمعاصرة

صورة

أطلق مهرجان الإمارات للآداب مسابقة جديدة بعنوان «قصيدة عن ظهر قلب»، بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، موجهة بشكل خاص لطلبة المدارس ممن يمتلكون الملكة الأدبية والسليقة اللغوية التي تمكنهم من إلقاء قصيدة كاملة بخصوصية وبراعة، اعتماداً على الذاكرة، على نحو يحاكي ما كان يتم في محافل شعرية عدة سابقاً.

يوم العَلَم

حضرت قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي ألقاها سموه بمناسبة «يوم العلم» في دار الآداب، بمنطقة الفهيدي التاريخية خلال الكشف عن المسابقة الجديدة.

وتفاعل الطلاب والحضور مع إلقاء الشعر للطالبة فاطمة سامي فهد، التي ألقت القصيدة بأداء يستلهم ما تسعى إليه مسابقة «قصيدة عن ظهر قلب».

وعبر عدد من الطلاب وفدوا عبر الباصات المدرسية للمشاركة في الحدث عن تحمسهم لإبداع قصائد تشارك في المسابقة التي سيتم الكشف عنها خلال الدورة المقبلة لمهرجان الإمارات للآداب الذي سينطلق في الرابع من مارس المقبل.

وألقى ثلاثة أشقاء من مدرسة واحدة ثلاث قصائد مختلفة هم بالإضافة إلى فاطمة فهد، كل من هيا التي ألقت قصيدة مرحبا، وشقيقهما فهد في مشهد تناوب فيه الإبداع بين العربية الفصحى والنبطية والإنجليزية.

«النبطي» حاضراً

شكلت رعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مظلة آمنة لحضور الشعر النبطي ضمن مسابقة طلابية جديدة بعنوان قصيدة عن ظهر قلب، إذ ستقام المسابقة عبر شعر بالعربية والإنجليزية، بالإضافة إلى أي لغة أخرى يختارها الطالب، بشرط أن تكون لغته الأم. وفيما سيتولى المستشار الثقافي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الشاعر سالم الزمر آليات مسابقة النبطي، فإن لجاناً أخرى ستتولى تحكيم فئات: أفضل أداء للشعر العربي المعاصر، أفضل أداء للشعر الإنجليزي المعاصر، أفضل أداء للشعر العربي الكلاسيكي، أفضل أداء للشعر الإنجليزي الكلاسيكي، وأفضل أداء للشعر بلسان المشاركين بلغة بخلاف العربية والإنجليزية.

وكشف إبراهيم عبدالرحيم، الذي تولى إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بعد أن اقترن اسمه سنوات طويلة بفعاليات مهرجان دبي للتسوق، بصفة خاصة، أن المركز أصر على أن تتم إضافة مسابقة خاصة بالشعر النبطي، بالإضافة إلى اللغة العربية، أسوة باللغة الإنجليزية التي ستعتمد عليه.

جاء الكشف عن المبادرة، التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، خلال مؤتمر صحافي استضافته دار الآداب، في حي الفهيدي التاريخي بدبي، شهد توقيع الاتفاقية بين المؤسستين، وحضره مدير مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، والعشرات من طلبة المدارس، الذين تناوبوا على إلقاء قصائد متنوعة باللغتين العربية والإنجليزية، لعلي الصايغ، ومارغريت أتوود ودبليو أتش أودن.

وأضاف عبدالرحيم لـ«الإمارات اليوم» «تلتقي أهداف (قصيدة عن ظهر قلب) مع بعض الأهداف التي يسعى مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث إلى الوصول إليها، لاسيما أن المسابقة ستعضد الوصول إلى شريحة الطلاب، من خلال فعل إبداعي محفز، وسيكون هناك مجال واسع للطلاب المبدعين للتعبير عن مهاراتهم، من خلال اختياراتهم الشعرية سواء على صعيد الشكل أو المضمون».

وتابع «يمثل تشجيع الناشئة في هذه السن المتقدمة، ومن خلال التعاون مع المؤسسات التعليمية، على الإبداع، فرصة جيدة لإحداث تواصل حقيقي، وغير شكلي مع الموروث المحلي، كما أن المسابقة حسب إطارها التنظيمي، تتيح ربط هذا الموروث بالحاضر، وهي آلية مثالية للحفاظ عليه».

وأضاف «نسعى في المركز لترسيخ الثقافة التراثية وتعزيز الوعي بالقيم والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة بما يتماشى مع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، عبر رعاية وإطلاق العديد من النشاطات الهادفة لتعزيز اهتمام الجمهور بالموروث الشعبي بمختلف أشكاله. وتمثل مسابقة (قصيدة عن ظهر قلب) منبراً مثالياً لتثقيف الشباب وتعزيز القيم الأصيلة لديهم، كما تُسهم بشكل كبير في التركيز على الشعر النبطي الذي يعد من أهم روافد الثقافة الشعبية في الإمارات». وأكد عبدالرحيم أن رعاية المسابقة بالنسبة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث ترمي أيضاً إلى المساهمة المجتمعية الإيجابية عبر تشجيع الطلاب على تعلم الشعر «عن ظهر قلب»، لما له من دور عظيم في تعزيز المَلكة اللغوية ومَلكة الإبداع، وإغناء القيم، وتعميق دور العاطفة والوجدان، وتسعى المسابقة الى تعزيز إمكانات الأداء لدى الطلبة، وسيشارك المتسابقون بإلقاء قصيدتين أحدهما بالإنجليزية أو العربية والأخرى بلسان المتسابق.

ولفت إلى أن الإصرار على أن يكون للشعر النبطي مكان في المسابقة، جاء تأكيداً لأهمية وخصوصية هذا اللون الإبداعي في الموروث الثقافي المحلي، فضلاً عن أهمية التراث الشفاهي في الشعر العربي.

من جانبها، ذكرت نائبة مديرة مهرجان طيران الإمارات، إيفيت جدج، إلى أن المبادرة الجديدة تأتي مكملة لأهداف مهرجان طيران الإمارات الذي يتطلع لنشر المعرفة وتعزيز دور المطالعة في الإمارات، واستعادة مكانة الشعر ضمن الأنماط الأدبية الأخرى وتهذيب الذائقة الشعرية لدى النشء وتعميق مضامينه لديهم.

وأثنت على الشراكة مع المركز والدور الذي يؤديه، مؤكدة أن المهرجان يعتمد بشكل كبير على فكرة التكامل بين المؤسسات المختلفة في الدولة، خصوصاً التي يضع القائمون عليها معيار خدمة المجتمع نصب أعينهم. وخلال الحدث قام عدد من طلاب مدارس دبي، بإلقاء مجموعة من الأبيات الشعرية، كان بعضها من إبداعاتهم باللغتين العربية والإنجليزية.

وتم اختيار القصائد الملقاة في الحدث بالإنجليزية من مجموعة منتخبة من أعمال الشعراء المشاركين في المهرجان أو من القصائد الكلاسيكية، وسيعتمد مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث مجموعة منتخبة من قصائد الشعر النبطي التي سيقوم الطلاب بإلقائها، ويمكنهم كذلك الاختيار من مجموعة القصائد العربية الكلاسيكية.

وحسب نظام المسابقة الذي أعلنه المهرجان يجب على جميع المشاركين في فئتي اللغة الإنجليزية والعربية أو لغة الطالب الأصلية، إلقاء القصائد التي اختاروها غيباً، وأن يُقدموا، وأن يعربوا عن أسباب اختيارهم لها. وتقام المسابقة في ثلاث جولات، الأولى ضمن المدرسة المشاركة التي ينتمي إليها الطالب، وتتولى التحكيم في هذه الجولة، لجنة تحكيم معينة من قبل المدرسة، والجولة نصف النهائية وتقام في منتصف شهر فبراير المقبل، يتنافس الطلاب الفائزون في الجولة الأولى للترشح للنهائيات، ويتم إلقاء القصائد ذاتها التي أُلقيت في الجولة الأولى، وفي الجولة نصف النهائية يتم تقييم الطلبة من قبل لجنة تختارها إدارة المهرجان ومركز محمد بن حمدان لإحياء التراث، فيما تعقد الجولة النهائية في السادس من مارس المقبل، خلال فعاليات المهرجان ويتولى مسؤولية التحكيم في هذه الجولة مجموعة من الشعراء العالميين المشاركين في المهرجان

 

تويتر