متطوعو «الشارقة للكتاب»: طلاب في إجازة للتعرف إلى الناس والحياة

صورة

بعيداً عن الأضواء، وفي أكثر نقاط الاحتكاك مع الجمهور صعوبة وتحدياً، تجدهم يوزعون الابتسامات على زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب، بعضهم يتولى مهمة المساعدة في البحث الإلكتروني عن الكتب أو مواقع دور النشر والفعاليات، وآخرون يقفون خلف الكواليس يعملون على التـأكد من إقامة فعالية معينة في وقتها المناسب، فيتصلون بالضيوف ويتولون الإعلان عن مواعيد الفعاليات، هم شباب وفتيات، معظمهم مازال على مقاعد الدراسة الجامعية، وجميعهم اختاروا أن يكونوا متطوعين «في حب الكلمة المقروءة».

أرقام

حقق المعرض، الذي اختتم أمس، نجاحاً لافتاً وأرقاماً مبهرة، حيث استقبل أكثر من 885 ألف زائر من داخل الإمارات وخارجها، منهم نحو 150 ألف طالب وطالبة، في حين استقبل العام الماضي نحو 600 ألف زائر، منهم نحو 80 ألف طالب وطالبة.

واحتضن المعرض 1010 دور نشر إماراتية وعربية وأجنبية، حملت عناوين عدة ومتنوّعة، وصلت إلى أكثر من 400 ألف عنوان.

وقالت عائشة حسن البلوشي، إنها اختارت التطوع في فريق عمل معرض الشارقة الدولي للكتاب، انطلاقاً من رغبتها في خدمة بلادها، ورد جزء من الدَّين الذي تحمله نحو الإمارات، مضيفة أنها تطوعت للعمل في المعرض للمرة الأولى هذا العام، لكنها اكتسبت كماً كبيراً من الخبرات في مجال التعامل مع الجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار، وهو ما جعلها تتعرف إلى جوانب من ثقافات الشعوب واهتماماتهم المتباينة بالكتاب وبالنشاطات الثقافية عموماً. وأكدت أن زوار المعرض كانوا متعاونين جداً، ولم تواجه مشكلات تذكر في التعامل معهم.

وأشار محمود محمد بدرة، إلى أن التطوع عمل إنساني جميل، يزداد تأثيره عندما يكون في المجال الثقافي، حيث يكتسب المتطوع معلومات ومعارف كثيرة وفي مختلف المجالات، وقال بدرة إنه واجه خلال الدورة الـ32 من المعرض موقفاً طريفاً، عندما حضر أحد الزوار إليه وطلب منه البحث عن كتاب ينطلق منه في ممارسة القراءة. وأضاف: «سألته عن اسم الكتاب فقال: لا أعرف، فسألته عن اسم المؤلف فقال أيضاً: لا أعرف، وبعد مجهود طويل اكتشفت أنه يريد أن أقترح عليه اسم كتاب يقرؤه، فاخترت له كتاباً كان من بين أكثر الكتب بحثاً من قبل الزوار في ذلك اليوم». أما رؤى عصام، ففضلت ترك مقعدها الجامعي في كلية الصيدلة بشكل مؤقت، للتطوع في المعرض، وهي المرة الثانية التي تتطوع فيها للعمل مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث كررت تطوعها هذا العام بعد تجربتها المميزة في العام السابق، مضيفة أن المعرض أتاح لها فرصة التعرف إلى شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية رفيعة المستوى، إلى جانب عدد كبير جداً من الزوار النخبويين، وهو ما أثرى خبراتها، وجعلها أكثر قدرة على العمل تحت الضغط، وأبدت إعجابها بروح الفريق التي تحكم العلاقة بين المتطوعين في ما بينهم.

وأكدت هبة حسين مصطفى، طالبة الإعلام في جامعة الشارقة، أن عملها التطوعي جزء من أهدافها الحياتية، وهي تتطوع للعام الرابع على التوالي في المعرض، وفي كل مرة تكتسب خبرات ومهارات جديدة، خصوصاً أن التعامل مع الناس ينمي مهارات التواصل، ويثري الجوانب الاجتماعية في شخصية المتطوع، مشيرة إلى أنها أصبحت تعرف كيفية التعامل مع جنسيات معينة بطرق محببة إليهم، كما أصبحت أسرع في الرد على استفسارات الجمهور وتوجيههم إلى القاعات المناسبة أو المرافق الخدماتية التي يبحثون عنها، واعتبرت المعرض التجربة العملية الأجمل في حياتها. وتشاركها زميلتها جواهر إيهاب، الطالبة في كلية الحقوق، في حبها للعمل التطوعي، خصوصاً خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، لما يمثله المعرض من حضور ثقافي وإعلامي كبير ومؤثر. وقالت: «هذه سنتي الثانية في المعرض، وقد استفدت كثيراً من التجربتين الأولى والثانية، ولاسيما في مجال التعامل مع الجمهور، وهو أمر نحتاجه كثيراً في حياتنا العملية بعد التخرج في الجامعة، إلى جانب الفائدة الكبرى المتمثلة في تنمية معارفي وثقافتي في جوانب كثيرة كانت غائبة عني، وأتمنى أن أكرر تجربتي في العمل التطوعي مرات أخرى على مدار الأعوام المقبلة».

 

 

تويتر