جناح «أبوظبي للثقافة» بالمعرض يستعيد تفاصيل من الماضي

فنون الأجداد تتألق في «الصيد والفــــروسية»

الجناح يعكس صورة حية لطبيعة الحياة الغنية بالفنون الحرفية والفلكلورية. من المصدر

في جناح يستعيد حياة الأجداد ويحيي فنونهم، تشارك هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة tفي المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2013)، التي تنطلق دورته الجديدة، بعد غد، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

ويحاكي جناح الهيئة المقام على مساحة 1500 متر مربع، حياة الأجداد القديمة وتقاليدهم وفنونهم العريقة، بدءا من السوق الشعبي، الذي يعد المركز النابض بالحياة في المدن القديمة، إذ يتجاوز وظيفته التجارية إلى أغراض اجتماعية، ففيه يلتقي الأهالي ويتبادلون الزيارات والأخبار، ويعكس السوق قيم الترابط الاجتماعي التي كانت سائدة وسط الحي التقليدي، لذلك صمم سوق مصغر على النمط القديم بدكاكين صغيرة، تُباع فيها منتجات من الحرف التقليدية من إنتاج عدد من المشروعات التي تدعم الصناعات الحرفية والتراثية، بما فيها منتجات العسل والحلويات التقليدية.

ويقام المعرض الدولي للصيد والفروسية برعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي رئيس نادي صقاري الإمارات، بدعم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات، ويستمر حتى السابع من الشهر الجاري.

كما يضم جناح الهيئة مقهى شعبياً مبني من سعف النخيل على الطريقة التقليدية، وسيتمكن الزوار من التمتع بأصول الضيافة المحلية التي يتميز بها الإماراتيون منذ القدم، عبر تقديم أصناف من الأطعمة الشعبية الشهيرة بدءاً من القهوة العربية والتمر والشاي وغيرها.

أما مجلس كبار الزوار فهو مؤثث بطريقة تقليدية، ومزين ببعض المنتجات والمشغولات اليدوية التقليدية التي تدلل على عراقة وأصالة الضيافة في الثقافة الإماراتية.

عناصر تراثية

من جهته، قال مدير قسم الحرف والمنتجات التقليدية بادارة التراث المعنوي في الهيئة، سعيد حمد الكعبي: «يعكس جناح (أبوظبي للسياحة والثقافة) في المعرض عناصر فريدة من تراث الإمارات العريق، وهي نقطة جذب مهمة لزوار المعرض الذي يستقطب اهتمام السياح في المنطقة، إذ عملنا على تقديم صورة بانورامية حية لطبيعة الحياة التقليدية الغنية بالفنون الحرفية والفلكلورية، ومن بيئاتها المتنوعة بين حياة البر وحياة البحر، وهي بمثابة كنوز تعمل الهيئة على الحفاظ عليها وتطويرها واتاحتها للأجيال المقبلة».

وأشار الكعبي إلى تقديم مشاهد حية من الحياة البحرية، كما كانت في ركن يستعيد تفاصيل البيئة البحرية، إذ يقدم البحارة أهازيج الغوص الفلكلورية التي ابتدعها غواصو اللؤلؤ القدامى في رحلاتهم البحرية الطويلة التي كانوا يخوضونها بحثاً عن الرزق، بينما يقوم صيادو السمك بصنع شباك الصيد والقراقير أمام الزوار مباشرة.

وفي ركن الحرف التقليدية تقوم مجموعة من النساء بتنفيذ أعمال يدوية تقليدية أمام الجمهور، بما في ذلك منتجات الخوص (سعف النخيل المجفف)، وأعمال التلي وغزل السدو ونقوش الحناء.

كما يقوم مجموعة من الصقارين بعرض مجموعة متنوعة من الصقور المعروفة في الإمارات التي تستخدم في الصيد، وتعرض معها الأدوات التي تتعلق بفنون الصيد بالطيور الجارحة، باعتبارها رياضة قديمة في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، يضم جناح الهيئة بيت الشعر والخيمة العربية وهي النمط التقليدي للبيوت التي كانت معروفة في الإمارات قديماً، وتتميز ببساطتها وألوانها المميزة. ولم ينس المنظمون ركن إعداد القهوة العربية الملحق عادة بالخيمة، وهو المكان الذي تحضر فيه القهوة بمراحلها المختلفة.

وفي بادرة لاستعادة التقاليد التي تتعلق بإعداد القهوة العربية، التي تعد رمزاً أصيلاً للضيافة والكرم في الثقافة العربية، تواصل الهيئة تنظيم مسابقة إعداد القهوة العربية، بهدف نقل خبراتها إلى الجيل الجديد. وقسمت المسابقة إلى أربع فئات: الأولى للناشئة تحت سن 20 عاماً، والثانية لمتوسطي العمر من 20 -50 عاماً، والثالثة لكبار السن فوق الـ50 عاماً، والفئة الرابعة للنساء.

وسيتطلب من كل متسابق أن يقدم القهوة العربية على أصولها بداً من تحميص حبوبها وطحنها وطبخها، وسيقوم خبراء بتقييم كل متسابق وفق جودة الطعم وخطوات الإعداد. ومن المتوقع ان تجذب ساحة الأنشطة المفتوحة في الجناح زوار المعرض، خصوصاً في الفترة المسائية، إذ ستقدم فرق الفنون الشعبية عروض فلكلورية حية تستعيد فنون العيالة والحربية واليولة.

«الحصان الأزرق»

من جانبه، أكد عضو اللجنة المنظمة مدير المعرض الدولي للصيد والفروسية، عبدالله بطي القبيسي، أنّ فعاليات الحدث العالمي تعكس مشاركة قوية في قطاع أسلحة الصيد من قبل كبرىات الشركات المحلية والدولية، التي تسعى للحصول على المزيد من الفرص المستقبلية للنمو والازدهار، في ظل التنوع الكبير في المنتجات والتقنيات، وبالتالي السعي للترويج للمنتجات المميزة التي يتم ابتكارها، وزيادة نسبة المبيعات في مجال أسلحة الصيد التي لاتزال تحظى بجماهيرية عالمية واسعة حتى اليوم.

وتبرز في مقدّمة العارضين الشركة الرائدة «توازن»، التي ترعى قطاع أسلحة الصيد في المعرض، وكذلك شركة «تمرين» التي تستعد لعرض أحدث مبتكراتها ومفاجآتها الإبداعية في المعرض، وكذلك شركات عارضة شهيرة في هذا المجال مثل «آي جي جي»، و«أم بي ثري»، و«فاوستي».

وتعرض شركة « فانتسوي ياغدفافن» النمساوية أهم مشغولاتها الحرفية الحصرية الخاصة ببنادق الصيد، ومنها الحصان الأزرق (بلو هورس) وهو مزلاج للبنادق، إضافة إلى قطعة «صيادو العاج»، التي تعرف بأنها أحلام وأساطير منقوشة بالفولاذ والعاج مع ترصيعات بالذهب من عيار 24 قيراطاً على مزلاج البندقية.

كذلك تبرز في المعرض مشاركة شركة «إم بي 3 إنترناشيونال»، التي تعمل في توريد أسلحة الصيد والذخيرة لمنطقة الخليج العربي، وتتخذ من أبوظبي مقراً لها. واكتسبت الشركة منذ افتتاحها في عام 2004 سمعة طيبة، من خلال عملها مع العديد من الجهات في المنطقة، وتشمل أنشطتها توريد الأسلحة والمستلزمات المستخدمة في رياضات مختلفة، كالرماية والصيد من بنادق ومسدسات وذخيرة وملابس خاصة. ويقول ممثل الشركة في الإمارات، إنه «على الرغم من كون الصيد رياضة تقليدية، إلا أن التقنية الحديثة تلعب دوراً كبيراً في تطويره، وبصفة عامة، يعتمد الصيد على البساطة والتفاعل مع الطبيعة، ولذلك تستخدم فيه أسلحة أبسط وأكثر تقليدية، وتساعد التكنولوجيا على تحديد كمية البارود المطلوب ونوع المعدن المستخدم، ما يزيد من دقة السلاح ويخفف من وزنه، وتعطينا التكنولوجيا أيضاً التنوع في الأسلحة لتتناسب مع نوع وحجم الفريسة، وتجعل ممارسة الصيد أكثر سهولة للمبتدئين، أما أسلحة الصيد في المستقبل، فأعتقد أنها ستكون أكثر تنوعاً ودقة وأخف وزناً».

 



مواد معشقة بالذهب

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/09/12837.jpg

عن قطعة «الحصان الأزرق»، قال ممثل شركة «فانتسوي ياغدفافن» النمساوية، يوهان فانتسوي: «بدأنا بهذا المشروع من منطلق الجمع بين المهارة الحرفية العالية والموهبة الفنية التي يتمتع بها فنانونا لإبداع قطعة مفعمة بالجمال والانسجام، عبر توليفة لونية متقنة من المواد المعشقة بالذهب الأبيض النفيس والأشكال الوردية والطلاء الأزرق الفاخر».

وأضاف أن قطعة «صيادو العاج»، تعد تكريماً للصيادين الأفارقة الأسطوريين الذين جسّدوا، بفضل سعيهم نحو الاكتشاف والمغامرة، الأساطير المحيطة بأضخم حيوان ثديي على وجه الأرض: الفيل، وتأتي بندقية الصيد هذه في حرفية متقنة مع سوية عالية من التقنية والجمال، مشيراً إلى أن إنجاز كل القطع يتم على نحو متفرد، ولمرة واحدة فقط، بالتعاون مع نخبة من أفضل الفنانين والحرفيين على مستوى العالم، ونقوش ساحرة على يدي ريتشي ماير مع ترصيع العاج بذهب من عيار 24 قيراطاً، موضوعة بعناية في حقيبة فاخرة مع إضافات كمالية رفيعة.
 

تويتر