ينطلق اليوم في المنامة «عاصمة السياحة العربية»

«تاء الشباب».. الثقافة بروح تطوعيـــة

صورة

تزامناً مع مفاجآت صيف البحرين «السياحة ثرونتا، والبهجة غايتنا»، واحتفاء المنامة عاصمة السياحة العربية للعام الجاري بفصل «السياحة الترفيهية» في الفترة ما بين 23 أغسطس وحتى 14 سبتمبر المقبل، تدشن اليوم وزارة الثقافة البحرينية في «مجمع السيف» بالمنامة النسخة الخامسة لمهرجان «تاء الشباب» الذي عكفت على احتضانه ورعايته منذ انطلاقته الأولى قبل أربعة أعوام.

يضم «تاء الشباب» الذي ستشهد انطلاقته وزيرة الثقافة البحرينية، الشيخة مي آل خليفة، مجموعة من المبادرات تضم مجموعة من الفعاليات الثقافية التي تبحث في مكنونات العمارة والأدب والشعر والفكر، إلى جانب الفن التشكيلي والمسرح والموسيقى، عن أنماط الحياة وأساليبها، كل ذلك ضمن باقة منوعة من المحاضرات والنقاشات وورش العمل وعروض مسرحية وأخرى موسيقية ومعارض فنية وتشكيلية، إضافة إلى فعاليات احتفالية وكرنفاليه تفتح أبوابها مجتمعة أمام الجمهور المستهدف من الشباب.

مبادرات

مؤسس

يعد الراحل محمد البنكي وكيل وزارة الثقافية والفنون ومؤسس صحيفة الوطن في مملكة البحرين مؤسس مهرجان «تاء الشباب»، الذي لم يسعفه الوقت للاحتفاء بالتطورات والانجازات التي قام بها الشباب للارتقاء به والعمل على تطويره، حيث رحل مبكراً في الذكرى الثانية لطرحه فكرة تأسيس المهرجان الذي سعى من خلاله إلى خلق حراك ثقافي شبابي يجني ثماره اليوم شباب البحرين بشكلٍ جلي. ووفاءً لذكراه من شباب المهرجان تقديراً للجهد العظيم الذي بذله لتشجيعهم على الانخراط في العملية الثقافية وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم، دشنت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة في النسخة الثالثة للمهرجان الذي أقيم تحت شعار «ترميم..تثقيف..تقريب» الموقع الرسمي الالكتروني للبنكي مؤسس «التاء» الذي يعاد فيه تقديم إبداعات البنكي، الذي يعد أنموذجاً مميزاً للمثقفين والإعلاميين البحرينيين، من أعمال نقدية وأدبيه وغيرها، وذلك من خلال وصلات وأقسام متعددة. كما ويضم الموقع سيرة حياته ومشاهد فيديو وغيرها.

يحمل «تاء الشباب» الذي يشارك فيه منذ انطلاقته نخبة من المثقفين والفنانين العرب، إضافة إلى مجموعة من الشباب المتطوعين، في جعبته لهذا العام مبادرات جديدة، إلى جانب مبادراته الثقافية التي تحمل عناوين مختلفة تجسد الفعاليات الثقافية التي تنطوي سقفها، وتتمثل في مبادرة «جدليات» التي تعنى برصد الواقع الاجتماعي والإنساني والثقافي، ومن ثم إعادة فرز وقراءة معطياته ونقاشاته ومعالجاته الثقافية، وعن طريق خلق حوار إيجابي وبناء ما بين مجموعة من المثقفين والفنانين وعامة الناس. ومبادرة «حياة» التي تسلط الضوء على الرياضة والصحة، في محاولة لتغيير النظرة القاصرة حولهما من خلال تقديم المعلومات بطريقة ممتعه للفئة المستهدفة من عامة الناس.

أما مبادرات «التاء» الأخرى فتتوزع ما بين «درايش» التي تمثل فن العمارة، و«كلنا نقرأ» المعنية بالقراءة وأبعادها التي تشمل التحليل والنقاش وطرح التساؤلات، و«تشكيل» التي تعنى بأنواع الفن التشكيلي التي سيختبرها الشباب في أماكن مختلفة لا تقتصر على صالات المعارض المتخصصة فحسب، بل ستشمل الأماكن المفتوحة التي تحتوي على مجموعة من هذه الأنواع، و«تكنيك» التي تدرج التقنية في المجال الثقافي وتعمل على استثمارها كما هي الحال مع شبكات التواصل الاجتماعي، و«دوزنة» التي تجمع المواهب الشبابية في الغنائية في توليفة واحدة متجانسة، و«تنصيص» التي تهيئ لوسائل الإعلام المختلفة أجيالاً شابة متمكنة، و«أوبراليك» التي تقدم تجارب مسرحية جديدة غير معتادة، إضافة إلى مبادرة «برمير» المعنية بالفن السابع.

شباب تطوعي

يجسد مهرجان «تاء الشباب» الذي يهدف إلى خلق حراك ثقافي شبابي، صورة مميزة للعمل التطوعي الذي يعد الأساس في تنظيمه منذ انطلاقته، إذ يعد جميع المسؤولين والعاملين في المهرجان من الشباب المتطوعين الذين يعملون ليلاً ونهاراً من دون مقابل للمساهمة في نجاح الفعاليات الثقافية للمهرجان الذي أسسه الراحل محمد البنكي وكيل وزارة الثقافية والفنون ومؤسس صحيفة الوطن في مملكة البحرين.

انتماء

قالت رئيسة اللجنة الإعلامية بـ«تاء الشباب»، المتطوعة سناء الزياني، لـ«الإمارات اليوم»: «يعكس مهرجان (تاء الشباب) السنوي صورة مميزة للعمل الشبابي التطوعي في مملكة البحرين، حيث يقع تنظيم هذا المهرجان من الألف إلى الياء على عاتق مجموعة من الشباب البحريني المتطوع دون مقابل، الأمر الذي يرمز إلى الولاء، ويعزز من مفهوم الانتماء لديهم، ونلمس سنوياً الإقبال الكبير للشباب المتطوع لخدمة الوطن من خلال هذا المهرجان».

وأضافت «ينقسم الشباب المتطوعون في المهرجان ضمن مجموعات تشرف كل منها على تنفيذ إحدى مهامه كالتنسيق والإشراف، إلى جانب تنظيم مبادراته التي تشمل باقة من الفعاليات الثقافية التي تصب في خدمة هدف المهرجان الذي يسعى إلى خلق حراك ثقافي شبابي، ظهرت نتائجه بشكلٍ جلي في صور أفكار واقتراحات للمبادرات التي يحرص المهرجان على تنويعها، وآخرها مبادرتا (جدليات) و(حياة) اللتان تمثلان جديد مبادرات الدورة الحالية للمهرجان».

وذكرت الطالبة المتطوعة جنان صفر«تأتي مشاركتي الثانية في (تاء الشباب) في محاولة لتأكيد قدرة الشباب البحريني على القيام بالأعمال التي تصب في خدمة الوطن وتمثله محلياً وخارجياً دون مقابل، الأمر الذي يعزز بلا شك من انتمائي وولائي إليه».

وكذلك الحال بالنسبة للمتطوعتين مريم فقيهي وعائشة الشاعر، اللتين رسم لهما «تاء الشباب» الطريق نحو مستقبلهما المهني، وذلك من خلال الظفر بوظيفة إعلامية فور تخرجهما في الثانوية العامة، وقبل التحاقهما بصفوف المقاعد الجامعية، التي توشكا على التخرج فيها قريباً.

قالت نائب رئيس اللجنة الإعلامية، المتطوعة مريم فقيهي «ندين بالفضل الكبير لـ(تاء الشباب) الذي منحني وصديقتي عائشة فرصة التطوع في (فريق الإذاعة) في نسخته الأولى، التي من خلالها وقع الاختيار علينا للعمل في إذاعة البحرين، الأمر الذي شكل بالنسبة لنا فرصة ثمينة لا تعوض، حرصنا على التمسك بها وعدم التفريط فيها، وكانت بداية استمراريتنا في (التاء) حتى اليوم».

وقالت رئيسة مبادرة «كلنا نقرأ»، المتطوعة عائشة الشاعر«يحتل مهرجان (تاء الشباب) مكانة كبيرة في قلبي، لاسيما أنني عايشت انطلاقته في الدورة الأولى ومراحل تطوره على مر السنوات اللاحقة، التي شهدت تطوراً كبيراً أسهم في بناء مكانة خاصة له محلياً بين صفوف الشباب».

ونوهت عائشة «يمثل (تاء الشباب) صورة مميزة للشباب البحريني، الذي يعمل يداً بيد على اختلاف مذاهبه وميوله وعقائده الفكرية واهتماماته، بجد واجتهاد لإنجاح المهرجان والارتقاء به سنوياً نحو الأفضل».

وحول دور الشباب البحريني في «تاء الشباب» واستمراريته، ذكرت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة أن «الرهان كان منذ العام الأول من انطلاقة المهرجان على شباب البحرين المحبين لوطنهم»، مؤكدةً اهتمام الوزارة بهذه الطاقات الشبابية، ودعمها واحتضانها للفعاليات التي يعكفون على ابتكارها ببرامج ذات مضامين مميزة.

تويتر