شاركت بعمل فني يجسّد شعار ملف الاستضافة في معرض بـ «ليفربول»

فرح تدعم «إكسبو دبي» بإبداعـات ورقية

مجسم ورقي ثلاثي الأبعاد نفذته فرح الفرض لـ«إكسبو دبي». من المصدر

بإبداعات فنية ورقية، تبرز ملامح من هوية الإمارات وتراثها، في محافل خارجية، تسهم المواطنة فرح الفرض، في دعم ملف الدولة الخاص باستضافة «معرض إكسبو الدولي 2020»، إذ شاركت فرح، أخيراً، في التجمع السنوي للمجموعة البريطانية لفن لف الورق في مدينة ليفربول، بعمل فني جسّد عنوان الملف «تواصل العقول.. وصنع المستقبل»، وعكس في الوقت نفسه رغبة الشعب الإماراتي الحثيثة في الظفر باستضافة المعرض العالمي في دبي. 

ومثل دعم ملف استضافة «إكسبو دبي» حلماً كبيراً لفرح الفرض، وعليه حرصت على المشاركة بفنها «لف الورق» في الحملة الوطنية «كن جزءاً من الحدث» التي انطلقت بهدف حشد تأييد واسع لترجيح فرص الدولة في الفوز بالاستضافة. ورغم عدم ظفر فرح، الممثل الاقليمي في الإمارات لمجموعة فن لف الورق البريطانية، بلقب «سفير إكسبو»، إلا أن ذلك لم يثنها عن الاستمرار في دعم الملف، والعمل على التعريف بالحدث وقيمته وأهميته، الأمر الذي تمثل جلياً في العمل الفني الذي عرض أخيراً في التجمع السنوي للمجموعة البريطانية لفن لف الورق ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ30 لتأسيس المجموعة، إلى جانب باقة من الأعمال التي تصور ملامح منوعة من البيئة الإماراتية.

 حلم

شغف عائلي

 


http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/08/7387.jpg


 

يجمع تخصص «فن لف الورق» الشقيقتين فرح وآمنة الفرض، إذ تخصصت الأخيرة كذلك في هذا الفن، ونجحت في عام 2010 في انتزاع المراكز الأولى في الفئات الثلاث لمسابقة متخصصة أقيمت في التجمع السنوي لـ«المجموعة البريطانيه لفن لف الورق»، وتعد ممثلا إقليميا للفن عن مجموعة أميركا الشمالية الخاصة بهذا الفن. وبدأت الشقيقتان في اتقان هذا الفن بمجهود شخصي توج بالاحتراف الذي نجم عنه تمثيل الدولة في المحافل الخارجية لاحقاً.

وأنشأت آمنة، أسوة بفرح، موقعا باللغتين العربية والإنجليزية في 2010 حول فن لف الورق تحت اسم «مناية» يضم معلومات عن فن لف الورق، هذا إلى جانب روابط لتعليم أساسياته ومهاراته، كما قامت بإنشاء قناة على «يوتيوب» تحتوي على دورات تعليمية، ونظمت دورات تدريبية لنشر ثقافة هذا الفن محلياً.

أما الشقيقة الثالثة هدى، فشاركت فرح في «مهرجان الإمارات لفن لف الورق» في عام 2011 بجامعة زايد بفرعيها في دبي وأبوظبي، وبعمل فني ثلاثي الأبعاد في التجمع السنوي لـ«المجموعة البريطانية لفن لف الورق» العام الماضي. وعن تاريخ فن لف الورق، قالت فرح الفرض: «لا يمكن تحديد الفترة الزمنية التي ظهر فيها هذا الفن المميز، فالبعض يعتقد أنه ربما بدأ في مصر والصين بسبب اكتشاف الورق فيهما، وبالنظر للمصادر المختلفة يمكننا القول إنه بدأ ما بين القرنين 13 و15 مع راهبات فرنسيات وايطاليات، ومن ثم انتقل إلى القارة الأميركية وازدهر»، مشيرة الى أن هذا الفن مر بفترة اندثار، حيث إنه بدأ مع الطبقة الفقيرة ثم ظهر مجدداً مع الطبقة الراقية، إذ أصبح بمثابة تسلية لسيدات المجتمع الراقي، وهناك نماذج لهذا الفن صنعت بأيدي أميرات بريطانيات.

قالت فرح الفرض لـ«الإمارات اليوم»: «يشكل دعم ملف الدولة لاستضافة الحدث الأكبر من نوعه في تاريخ المعارض العالمية  (معرض إكسبو الدولي) بمدينة دبي في عام 2020، حلما كبيراً بالنسبة إليّ دفعني للعمل على المشاركة في الحملة الوطنية التي انطلقت لجمع تأييد واسع لترجيح فرص الدولة في الفوز بالاستضافة تحت شعار (كن جزءاً من الحدث)، والظفر بلقب (سفير إكسبو) تحت فئة العمل الفني».

وأضافت «سخّرت تخصصي الفني في لف الورق لإنجاز العمل الذي حرصت فكرته على تجسيد عنوان ملف الاستضافة (تواصل العقول.. وصنع المستقبل)، ورغبة شعب الإمارات الحثيثة في الظفر بهذه الاستضافة، الأمر الذي تمثل بوضوح في مجسم ثلاثي الأبعاد لشاب مواطن يحمل العلم الإماراتي، وخلفه شعار المعرض ويمشى قدماً نحو تعزيز التواصل والعمل الجماعي الذي يمثل عنوان الملف».

وتابعت الفرض «نجحت في الوصول إلى المراحل الأخيرة في منافسات الحملة، إلا أنني لم أتمكن من الظفر باللقب الذي منح لثمانية مبدعين في خمسة مجالات توزعت ما بين المقالة القصيرة، الشعر، العمل الفني، الصورة الفوتوغرافية والفيلم القصير، تجيب عن سؤال (لماذا تستحث الإمارات استضافة إكسبو الدولي 2020)، لكن الأمر لم يثنِني عن مواصلة العمل على دعم الملف بعملي الفني (لف الورق)، وعليه سعيت الى المشاركة بالعمل في التجمع السنوي للمجموعة البريطانية لفن لف الورق في ليفربول البريطانية ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ30 لتأسيس المجموعة»، مشيرة الى أنها قدمت أيضا باقة من الأعمال التي تصور جوانب منوعة من البيئة الإماراتية، متيحةَ فرصة أكبر للجمهور للتعرف إلى ملامح الحياة في الإمارات، ولماذا تستحق الفوز باستضافة المعرض الدولي الضخم الذي تتنافس عليه دول عدة.

وقالت الفرض «لقد شهد العمل إلى جانب الأعمال الأخرى المعروضة في طاولة خاصة في المعرض إقبالاً جماهيرياً كبيراً، ولد في داخلي رضا كبيراً وإحساسا أكبر بالدور الذي ألعبه في دعم الملف وتمثيل الدولة بفن مميز أتقن أساسياته ومبادئه وأمثله إقليمياً».

بدايات


حول بداياتها مع فن «لف الورق» ذكرت فرح الفرض «بدأت ممارسة هذا الفن عن طريق المصادفة، إذ قادني الملل الذي كان يلازمني جراء قعودي عاجزة في المنزل إثر التواء كاحلي شهراً كاملاً إلى التعرف إلى ذلك الفن، من خلال كتاب للأطفال يسلط الضوء عليه بطريقةٍ مبسطة، ويحمل تدريبات عملية حوله أعجبتني ودفعتني للبحث بشكلٍ أكثر حرفية عنه في الكتب وعبر المواقع المتخصصة على الإنترنت التي يغيب وجودها باللغة العربية».

وعملت الشابة الإماراتية بعد ذلك على تأسيس موقع خاص بذلك الفن باللغتين العربية والإنجليزية، والالتحاق بالجمعيات المتخصصة لتصبح أول إماراتية وعربية «تحصل على عضوية في (مجموعة فن لف الورق البريطانية) في عام 2009 وحتى الآن، كما ظفرت بالاعتماد فيها بعد خضوعي لاختبار، بالإضافة إلى الحصول على عضوية في (مجموعة أميركا الشمالية لفن لف الورق) و(المجموعة اليابانية لفن لف الورق) في عام 2010، وبعدها بعام حصلت على عضوية في (المجموعة الهولندية لفن لف الورق)، وحديثاً عضوية (المجموعة الإسبانية لفن لف الورق)».

وأضافت «تخصصي في هذا الفن الذي سخرته لابتكار مجموعات واسعة من الأشكال المنوعة والتصاميم المختلفة، أسهم في حصولي على دعوات للمشاركات الخارجية كدعوة (مجموعة فن لف الورق اليابانية) في عام 2010 لحضور الاجتماع السنوي للمجموعة الذي تضمن ورشة عمل لفناني لف الورق باليابان، أسهمت في تعزيز خبرتي، ومنحتني فرصة عرض أعمالي التي حظيت بإعجاب كبير، وفي مقدمتها أعمال ثلاثية الأبعاد وشخصيات كرتونية»، كما تلقت في العام ذاته دعوة من المجموعة البريطانية لهذا الفن لحضور المعرض السنوي الخاص بها والذي ينظم مسابقة تشمل فئات مختلفة، وفيه مثلت الإمارات، الأمر الذي يعد المشاركة الأولى لها في هذا المعرض الذي شاركت فيه مجدداً في العام التالي عارضةَ أعمالاً مختلفة، منها ما صممته مبدعات إماراتيات في هذا الفن، إلى جانب فنانين من الأردن.

ولعب تأسيس فرح الفرض لـ«مجموعة الإمارات لفن لف الورق» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لنشر الفن في الدولة، في حصولها كذلك على الدعوات المتخصصة في هذا الفن، ومنها دعوة من الأردن التي تعد المحطة الخارجية الأولى بالنسبة لها، وقامت فيها بعمل ورشة خاصة لثلاث ساعات.

كما شاركت في المؤتمر السنوي الذي تقيمه «مجموعة شمال أميركا لفن لف الورق» في عام 2011 بولاية كاليفورنيا، وكانت الإماراتية والعربية الوحيدة المشاركة في هذا المؤتمر الذي حضرت خلاله سبع ورش عمل، وتعرفت فيه  إلى فنانات ومبدعات في هذا الفن.

وعن الأشكال التي تنجزها الفرض من خلال هذا الفن قالت «أستطيع إنجاز أشكال منوعة باستخدام هذا الفن الذي يعتمد على لف الورق، كالأجسام الثلاثية الأبعاد، والحيوانات المختلفة، كالخروف، والسلحفاة التي تعد أول الأشكال التي قمت بإنجازها أثناء تعلمي لهذا الفن، هذا إلى جانب باقة منوعة لأشكال تبرز جوانب مختلفة للبيئة الإماراتية كالحلي التقليدية ونقوش الحناء وغيرها، والتي تشهد إقبالاً كبيراً أثناء مشاركتي بها في الخارج، وتسهم في التعريف بتاريخ وماهية الإمارات»، لافتة الى أن إنجاز العمل الواحد قد يستغرق قرابة الثلاث ساعات.

جوائز


حصلت المواطنة فرح الفرض على جائزة «تميز.. وفالك طيب» في عام 2009 من شركة موارد للتمويل، وسلمها الشهادة التقديرية في حفل خاص للجائزة الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، عن فئة المشاريع الصغيرة، لتأسيسها موقع «فروحة» لفن لف الورق باللغتين العربية والإنجليزية.

وفازت في عام 2011 بجائزة حرم صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شمسة بنت سهيل، للنساء المبدعات، وهي الجائزة التي تعتبرها فرح الفرض تكريماً فعلياً لعطاءاتها في هذا الفن محلياً وخارجياً.

ونظمت فرح الفرض التي تخرجت بدرجة امتياز في قسم علوم الاتصال الجماهيري في كلية الإعلام بجامعة زايد بدبي في عام 2002 ، معرضاً «إماراتياً 100%» على حد قولها، بمناسبة احتفالات «روح الاتحاد» التي أقيمت بمناسبة اليوم الوطني الـ40 للدولة في عام 2011، وشاركت فيه مجموعة من الفنانات الإماراتيات بأعمال «فن الورق» تعبر عن التراث الإماراتي، وقدمت جميعها تحت شعار «مهرجان الإمارات لفن لف الورق»، وأسهم نجاح المعرض الكبير في طلب رئيس جامعة زايد آنذاك، الدكتور سليمان الجاسم، في تنظيمه في فرع الجامعة بأبوظبي. كما أنشأت فرح الفرض قناة على «يوتيوب» تحتوي على دورات تعليمية، ولقاءاتها المتنوعة عبر وسائل الإعلام، والفعاليات التي تقوم بتنظيمها، إلى جانب ورش العمل، فضلاً عن مشاركاتها المحلية والخارجية.

 

 


 
 

تويتر