‬3 نوفمبر يوم للاحتفال السنوي برمز الهوية والــولاء والانتماء

علم الإمارات.. نشيـــد القلوب

صورة

يجسد علم الإمارات عنوان وطنٍ وشعب، وقصة ولاء وانتماء لدولة الاتحاد، ورمزاً للهوية الوطنية، وهو نشيد قلوب الإماراتيين، في أي مكان وزمان، حين يرونه خفاقاً وعالياً وشامخاً ومرفرفاً في سماء الإمارات، وفي المحافل الدولية والمناسبات الوطنية، إنه عنوان الإباء والشموخ والعزة، يروي حكاية وطن وانتماء شعب.

تنشأ علاقة المواطن بالعَلَم منذ طفولته، حين يجد نفسه واقفاً في أمان تحت ظله كل صباح، ليلقي عليه التحية تقديراً وإجلالاً، مردداً نشيداً خاصاً به يحمل معاني الولاء والانتماء تتعزز وتنمو في نفسه على مر السنين.

وتقديراً لقيمة العَلَم ومكانته السامية، خصصت مجموعة من الدول يوماً للاحتفاء بمكانته يحمل عنوان «يوم العَلَم»، وتستعد الإمارات للاحتفال بيوم العلم للمرة الأولى في الثالث من نوفمبر المقبل، تلبية لاعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مبادرة «يوم العَلَم» مناسبة وطنية سنوية يحتفل بها الشعب، تزامناً مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مقاليد الحكم.

«بعملي أعلي علمي»

ألوان العلم

يتضمن العلم الألوان التي ترمز إلى الوحدة العربية، وهي: الأحمر، والأخضر، والأبيض والأسود، وهو مستطيل الشكل وطوله ضعف عرضه، ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل، القسم الأول منها لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية، طوله بعرض العلم القريب وعرضه مساوٍ لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل بقية العلم، وهي أفقية متساوية متوازية، العليا منها خضراء، والوسطى بيضاء، والسفلى سوداء. صمم العلم ـ في ذلك الوقت ـ الشاب الإماراتي عبدالله محمد المعينة، الذي شغل بعدها منصب وزير مفوض بوزارة خارجية دولة الإمارات، واليوم يشغل منصب سفير للدولة في تشيلي، وكان المعينة تقدم برسمه للعلم في مسابقة لتصميمه، شارك فيها المئات من الفنانين، وبلغ عدد التصاميم المقدمة ‬1030 تصميماً، وحاز تصميمه المرتبة الأولى.


موقع إلكتروني للعلم

انطلاقاً من استراتيجيتها في تعزيز الهوية الوطنية، أطلقت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع موقع «علم الإمارات»، أداة تفاعلية تتيح للمواطنين والمقيمين ـ على حد سواء ـ التعبير عن مشاعرهم تجاه علم الدولة، وما يجسده من معاني الرفعة والعزة والانتماء للوطن. ويطرح موقع «علم الإمارات» مسابقات ترتبط بمدى أهمية رفع العلم عالياً وشامخاً، كونه رمزاً للوحدة والقوة والمجد، يرفرفَ خفاقاً في الآفاق. وتتيح مسابقة التصوير فرصة الاشتراك في حملة «ارفعهُ عالياً ليبقَ شامخاً»، بصورة تلتقطها عدسة كاميرا للعلم الشامخ في رحاب الإمارات المختلفة، كما تفتح مسابقة «أنامل مبدعة» باب المشاركة لطلبة مدارس تحت سن ‬15 عاماً، بلوحات تجسد العلم شامخاً في الآفاق. ويدعم الموقع مسابقة «فوق بيتنا علم»، التي تمنح فرصة التعبير عن الفرح بمناسبة الاحتفالات باليوم الوطني، عن طريق رفع العلم الإماراتي فوق البيت بأسلوب يليق به والتقاط صورة له.

أكد مدير عام برنامج «وطني»، ضرار بالهول أن برنامج «وطني»، الذي يعنى بالهوية، «يحرص على أن تعكس فعالياته المختلفة الحس الوطني الذي يتمثل جلياً في الاعتزاز بالوطن الذي يجسده العَلَم في شتى المجالات والمحافل، الأمر الذي تعزز بإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حملة (عملي يعلي علمي)، التي نظمها البرنامج العام الماضي في إطار احتفالات الدولة باليوم الوطني».

وأفاد بالهول بأن «الحملة تهدف إلى ربط الحس الوطني والانتماء للدولة بالعمل الجاد، للحفاظ على مكتسباتها، وترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة، عبر ربط العمل برفعة الوطن، وإبراز دور العمل والإنجاز في التنمية الشاملة، وإعلاء مكانة الدولة».

وأضاف أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أطلق مبادرة (يوم العَلَم)، في الثالث من نوفمبر مناسبة وطنية سنوية، تزامناً مع الاحتفال بيوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مقاليد الحكم، ففي اليوم نفسه، يحتفل الشعب بالقائد والوطن والعَلَم، وعليه يحمل البرنامج في جعبته باقة منوعة من الفعاليات التي تسعى إلى تعزيز الولاء والانتماء».

رمز

حول دلالات العلم ومكانته ومعانيه السامية لدى الإماراتيين، قال الباحث والكاتب الإماراتي أحمد محمد عبيد «يعتبر العَلَم ـ منذ القِدم ـ الراية التي تمثل القيمة المعنوية الدالة على انتماء الجماعة، وعادةً ما يرمز إلى معاني الولاء بألوانه أو رسومه، إلى جانب النشيد الذي يمثله والذي يعزز ترديده في المناسبات والفعاليات المختلفة من هذه المعاني في نفوس المواطنين، الذين يرتبطون به كونه ممثلاً رئيساً للوطن الذي ينتمون إليه، ورمزاً خالداً له على مر السنين».

وأضاف «يجسد العَلَم مسيرة الوطن، حيث يمثل تاريخ قيام دولة الاتحاد، ويشمل تسطير إنجازات الوطن الداخلية والخارجية على حد سواء، الأمر الذي يتمثل في حضور العلم عالياً وشامخاً في شتى الأحداث والمناسبات والفعاليات».

وقال رئيس اتحاد كرة القدم، يوسف السركال «يعد العَلَم بمثابة سفير الدولة في المحافل الخارجية، الأمر الذي يظهر جلياً خلال مشاركة الدولة في المسابقات والفعاليات المختلفة، التي تنتمي إلى مجالات منوعة رياضية وثقافية وفنية وغيرها، حيث تجده حاضراَ شامخاَ مرفرفاً إلى جانب أعلام الدول المشاركة».

وذكر السركال «يعد العَلَم الرمز الممثل للوطن، ويتربى أبناؤه منذ الصغر على احترامه والوقوف له إجلالاً وتقديراً، فتنمو بينهم وبين العلم علاقة ارتباط وثيقة، تترسخ في الوجدان والذاكرة والقلب».

 

إنجازات ونجاحات

قال الشاعر الإماراتي علي الخوار «يمثل العَلَم رمزاً أساسياً للانتماء والولاء للوطن أسوةً بشعاره، لذلك أحرص على رؤيته دائماً عالياً شامخاً مرفرفاً في سماء الوطن وخارجها، وبالإنجازات والنجاحات التي يحققها أبناؤه في شتى المجالات والمحافل».

وأضاف «يرفع أبناء الوطن العَلَم بإنجازاتهم ونجاحاتهم، الأمر الذي يمكن قياسه خلال المشاركات في الأحداث والمناسبات والفعاليات والبطولات المختلفة، سواء أكانت داخلية أو خارجية، والعمل بجد واجتهاد للظفر بالمراكز الأولى فيها».

وقال الإعلامي علي بن سلوم، الذي ظفر قبل نحو عامين بلقب سفير البيئة في هيئة البيئة بأبوظبي «يمثل العَلَم بالنسبة لي قصة نجاح وكفاح، سطرها تضافر جهود حكام إمارات، في تأسيس الاتحاد وإعلان الدولة المستقلة ذات السيادة، التي تضم الإمارات السبع تحت علم واحد، الأمر الذي يعد نموذجاً فريداً للوحدة الناجحة بكل المقاييس».

بطاقة هوية

قال المخرج السينمائي سعيد سالمين المري «يعد العَلَم شعارا ورمزا للوطن وقوته، ويتجلى ذلك في رفعة الوطن، حيث يرفرف العلم عالياً في المناسبات الداخلية، وكذلك في المحافل الدولية، خصوصاً أن أبناء الوطن يسعون دائما لتحقيق إنجازات تعزز صورة الإمارات في العالم، من خلال المهرجانات الثقافية والسينمائية والرياضية، وكذلك المؤتمرات الاقتصادية».

وقال صاحب حملة «سلامتك تعني حياتك»، لمرتادي المناطق الصحراوية، علي الشاوي «يعد العَلَم بالنسبة لي بطاقة هوية تمثلني وتعرف الآخرين بي، ومصدر قوة وأمان ورفعة، فولادته جاءت بإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الاتحاد المستقلة، في الثاني من ديسمبر عام ‬1971، بدار الاتحاد في دبي».

دعوة «فلنحافظ على العلم»

ضماناً لاستمرارية النجاح الذي حققته حملة «فوق بيتنا علم»، التي أطلقها حسن المزروعي عام ‬2011، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لحث الأهالي على رفع علم الإمارات وتزيين المنازل، احتفالاً بمناسبة اليوم الوطني للدولة في الثاني من ديسمبر، والمحافظة عليها، يعكف المزروعي حالياً على وضع اللمسات الأخيرة لدعوته القائمة على ضرورة الحفاظ على العلم رمزاً للوحدة والقوة والمجدِ بعد انتهاء مظاهر الاحتفالات.

وقال المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «رغبتي في استمرار نجاح حملة (فوق بيتنا علم)، التي تشجع المواطنين على تزيين منازلهم بعلم الإمارات، احتفالاً باليوم الوطني والحفاظ على التجاوب الكبير الذي حظيت به، بين صفوف المواطنين من مختلف إمارات الدولة، ارتأيت اتباعها بدعوة للحفاظ على العلم رمزاً للوحدة والقوة والمجد، خصوصا بعد انتهاء الاحتفالات، ليبقى شاهداً على قلب وطن ينبض بحب أبنائه، الذين يعملون على رفعته دائما في الداخل والخارج».

وعلق «لاحظت ومجموعة من المواطنين استمرار أصحاب منازل في رفع العلم بعد انتهاء مظاهر الاحتفالات، وجعله عرضه للتلف في ظل ارتفاع حرارة الجو، وعليه جاءت الدعوة التي تؤكد ضرورة الحفاظ على علم الدولة فهي مسؤولية كل فرد منها، والتعاون في إزالة كل علم قديم واستبداله بجديد، والحفاظ على العلم الذي يعبر عن هويتنا».

وأكد المزروعي «سأعمل حالياً على التواصل مع مجموعة من المتطوعين، وفي مقدمتهم مجموعة (تكاتف)، التي تشارك عادةً في عدد كبير من الفعاليات التي تسهم في خدمة الوطن ورفعته، للقيام بتوزيع الدعوات التي تأخذ شكل بطاقة تعلق على أبواب المنازل»، مضيفا «أتمنى أن تحظى دعوة (فلنحافظ على العلم) تجاوباً لا يقل عن حملة (فوق بيتنا علم)، للحفاظ عليها وضمان استمراريتها».

وحول حملة «فوق بيتنا علم»، أوضح أن دعوة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، من خلال حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حينما كتب «أتمنى أن نرفع علم الإمارات على كل بيت»، تعد شارة إطلاق حملة «فوق بيتنا علم» للحث على رفع علم الإمارات وتزيين المنازل به، مضيفا «تعد زيارة سموه لمنزلي لإعادة إطلاق الحملة في العام التالي، بمناسبة احتفالات الدولة في اليوم الوطني الـ‬41 العامل الأقوى لاستمراريتها ونجاحها، من خلال التجاوب الكبير الذي لقيته الحملة بين صفوف المواطنين».

وكان سموه أطلق، عبر صفحته في «تويتر»، لقطات فيديو خلال توجهه إلى منزل المزروعي، وظهر فيها وهو يقود سيارته في الطريق إلى منزل المزروعي، قائلا «أريد تعريفكم إلى من ألهمني فكرة حملة (فوق بيتنا علم)»، مضيفاً «العام ‬2011 أرسل لي عبر (تويتر) حسن المزروعي فكرة إطلاق هذه الحملة، وقد أعجبتني جداً بحيث أطلقتها عبر موقع التواصل الاجتماعي، وحقيقة فوجئت بهذا الصدى والاستجابة للحملة، هذا العام اقترح الكثيرون عليَّ إعادة اطلاق الحملة، وبدل إطلاقها كما العام الماضي، ارتأيت أن أستبق الحملة بزيارة حسن المزروعي لأشكره على هذه الفكرة».

وأطلق المزروعي موقعاً خاصاً للحملة، يتضمن مجموعة من المسابقات التصويرية وواحدة تحريرية، التي تفتح أبوابها للمشاركة في فئات منوعة تتوزع بين «فوق بيتنا علم»، مقدمة كتاب «فوق بيتنا علم» الإلكتروني، «فئة ذوي الإعاقة»، ومسابقة «كبار السن»، و«أطفالنا والعَلَم»، و«العائلة والعَلَم»، و«العَلَم المتميز».

سارية علم الاتحاد

جسد المهندس الإماراتي عبدالرضا أبوالحسن، منذ نحو ‬13 سنة، قصة نشأة قيام الاتحاد في نصب تذكاري، يمتد على ارتفاع ‬120متراً، تمثل في «سارية علم الاتحاد»، في مبنى دار الاتحاد «قصر الضيافة»، في دبي، الذي شهد ميلاد دولة الامارات، ورفع علم الدولة للمرة الأولى بعد قيامها، منذ ‬41 عاماً.

وقال أبوالحسن، لـ«الإمارات اليوم» حول التصميم «أشعر بفخرٍ كبير، كوني قمت بتصميم نصب تذكاري، يضاف إلى رصيد النصب التذكارية والمجسمات المعمارية المنتشرة بالامارات، التي تقوم بوظائف منوعة، يحمل بعضها الطابع الرمزي المرتبط بتاريخ تأسيس الدولة، كما هي حال (سارية علم الاتحاد)، التي ترمز للمكان الذي شهد رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، للمرة الأولى».

وأضاف «لعب عملي في بلدية دبي، إذ كنت أشغل منصب رئيس شعبة تجميل الحدائق ومدير مشروع مركز المؤتمرات دوراً كبيراً في ظفري بفرصة تصميم السارية، إذ طرحها مدير عام بلدية دبي آنذاك، قاسم سلطان، مسابقة للمهندسين في البلدية والمكاتب الاستشارية خارجها، بعد أن وافق على اعتمادها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم». وأكد «على الرغم من الإقبال الكبير الذي شهدته المسابقة من المكاتب الاستشارية، حظيت مشاركتي الوحيدة لمهندسي البلدية بالفوز، نظراً لنجاحها في تجسيد قصة نشأة اتحاد الإمارات».

وذكر أبوالحسن، الذي يشغل منصب مدير إدارة تخطيط وتطوير القطارات في مؤسسة القطارات بهيئة الطرق والمواصلات في دبي منذ عام ‬2005 «جسد تصميمي للسارية، قصة قيام الاتحاد على ارتفاع ‬120 مترا، بدأت من القاعدة المستديرة التي تصل إلى ارتفاع نحو ‬23 متراً، تعلوها لآلئ على الأمواج»، موضحاً أن المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قاما بجمع الإمارات تحت راية واحدة، معلنين اتحادها في دولة الاتحاد، التي تعد نموذجا رائعا وناجحا للوحدة، حيث خرجت يدا كل منهما من الأمواج حاملةً اللآلئ السبع، وقد جمعتهما في حلقة واحدة رمزاً للاتحاد، وإعلان دولة الإمارات المصورة في العلم».

تاريخ

اعتمد علم دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام ‬1971، حينما رفعه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دار الاتحاد (قصر الضيافة)، في دبي الذي شهد قيام الاتحاد، حيث عقد فيه الحكام اجتماعهم التاريخي الأول، الذي أعلن فيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قيام دولة الاتحاد «دولة الإمارات العربية المتحدة»، دولة مستقلة ذات سيادة.

تويتر