تأهل المصري علاء جانب والموريتاني بلعمش

«أمير الشعراء» أكثر حماسة في حلقاته النهائية

صورة

مع اقتراب النهاية؛ بدأت المنافسة في مسابقة «أمير الشعراء» تأخذ طابعاً أكثر حماساً وسخونة، حيث اختتمت، مساء أول من أمس، منافسات المرحلة الثانية في حلقة شهدت تأهل الشاعر المصري، علاء جانب، بعد حصوله على بطاقة التأهل من لجنة التحكيم، وتأهل الشاعر الموريتاني الشيخ ولد بلّعمش من شعراء الحلقة الماضية، بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت من الجمهور.

ومن المنتظر ان تشهد الحلقة المقبلة منافسات تجمع بين الشعراء الستة الذين تأهلوا في هذه المرحلة، ليخرج أحد المشاركين في نهايتها، فيما يستمر خمسة حتى الحلقة الأخيرة، أي حلقة ترتيب المراكز. على أن يتم في الحلقة المقبلة اعتماد معيارين جديدين للمسابقة، بحسب ما أوضح عضو لجنة التحكيم د.علي بن تميم، أولهما: سيُطلب من الشعراء كتابة قصيدة موزونة مقفاة بين ثمانية و‬10 أبيات حول رحلة كل متسابق في «أمير الشعراء»، إلى جانب معيار ثانٍ شائق سيعلن عنه لاحقاً، وسيكون مفاجأة الحلقة المقبلة، وهي الحلقة ما قبل النهائية، وستجمع ستة متنافسين هم: ليندا إبراهيم، وهشام الصقري، ومحمد أبوشرارة، والشيخ ولد بلّعمش، وعلاء جانب، والشاعر الأخير هو الذي سيتأهل من بين شعراء حلقة مساء أول من أمس، عبر تصويت الجمهور، وسيعلن عنه مع بداية الحلقة الجديدة.

مجاراة

في فقرة المجاراة، حلت الشاعرة روضة الحاج نجمة «أمير الشعراء» في موسمه الأول، ضيفة على الحلقة، وألقت نص «أبوظبي تقرأ» ليعارضها الشعراء بقصائد لا تزيد واحدتها على خمسة أبيات، لكن تلتزم موضوعها ووزنها وقافيتها. وفي تعليقه على مجاراة الشعراء؛ قال د.صلاح فضل إن كل شعر عبر بصدق عن إحساسه تجاه أبوظبي والشعر. وأشار د.علي بن تميم إلى أن الشعراء كتبوا جيداً لولا بعض الإخفاقات، غير أن فكرة القراءة غابت بمعناها المباشر، وبرزت قراءة المواجد، لكنهم أبدعوا. واتفق معه د.عبدالملك مرتاض في أن الفكرة كادت تغيب.

وشهدت الحلقة التي اذيعت على قناة أبوظبي ـ الإمارات من مسرح شاطئ الراحة، تنافس خمسة شعراء، هم خالد بودريف من المغرب، ويحيى وهاس من اليمن، ومنى حسن الحاج من السودان، وعبدالمنعم الأمير من العراق، وعلاء جانب من مصر، بحضور أعضاء لجنة التحكيم د.علي بن تميم، د.صلاح فضل، د.عبدالملك مرتاض. وتنوعت موضوعات القصائد المقدمة، فاختار الشاعر خالد بودريف التغزل بأبوظبي في قصيدته «الشاعرة»، التي أشاد د.عبدالملك مرتاض بجمالها، وبتعامل الشاعر مع أضواء أبوظبي، إلى جانب رصده ثقافة الصقور والخيول فيها، وهو ما لم يأتِ بصورة مباشرة، إنما ذهب إلى التعمية والتغطية، إلا في الأبيات الثلاثة الأخيرة، وهذا ينم عن معدن أصيل، وشعر جميل. ورأى د.صلاح فضل أن خالد يوظف في النص نوعاً من الخيال المراوغ. ولفت د.علي بن تميم إلى ضرورة تصوير حكاية اليوم كي لا ينفصل التاريخ عن الواقع، وهو الملمح الذي غاب عن النص.

وألقى الشاعر علاء جانب نصاً بعنوان «لاقِطُ التُّوت»، وجد فيه د.عبدالملك استحضاراً للمعرفة والعلم والتاريخ، وتصويراً رصيناً متماسكاً لا يكون إلا للفحول. واعتبر د.صلاح فضل ان الشاعر قد عبر عن روح المصري الأصيل في القصيدة. واشاد د.علي بن تميم بالقصيدة التي تقدم نموذجاً جميلاً بين الشعري والسياسي، وتصور عالم القرية الوادع، قائلاً إن أغاني التوت لن تشيخ أبداً.

وكما في مشاركتها السابقة؛ اتجهت الشاعرة منى حسن الحاج في قصيدتها «تعويذة» إلى التعبير عن بيئتها، وأبرزت نموذج المرأة الجنوبية، ومن جانبه اشاد د.عبدالملك مرتاض بالعنوان الذي يحمل شبكة معانٍ مرتبطة بالمعاني الشعبية، مثل السحر والشعوذة، والإيمان، والتشاؤم. وقال د.صلاح فضل: «الصورة الحاضرة في النص هي الوجد الغائب عند امرأة الجنوب، لكن النص تعويذة مفعمة بالصدق والطيبة». أما د.علي بن تميم فقد رأى أن النص مسكون بهاجسين يتصارعان، هما: الرغبة في البوح، والرغبة الشديدة في التكتم.

وألقى الشاعر عبدالمنعم الأمير قصيدة «طرقٌ لم تكتملْ عثراتُها»، أشاد بها د.عبدالملك مرتاض، ووجد د.صلاح فضل ان المزج الصعب بين العذاب في الجمال وتباريح الوطن في النص، أبرز ما يميزه. بينما أشار د.علي بن تميم أشار إلى أن في النص مناخين، مناخ عذب ومواويل وندى وصبابات، ومناخ قاتم فجائي يبرز في عقر الجسد، وفي المناخين جمع الشاعر بين الموت والحياة، وهما قائمان على التجاور وليس على الانسجام.

«في غيابة الصمت» كان عنوان النص الذي ألقاه الشاعر يحيى وهاس، قال د.عبدالملك مرتاض إنه يحمل أصواتاً متقاطعة عدة متجاوبة متصادية، وهي أصوات شعب بأكمله، فهناك الصمت بما يحمله من صوت، والصوت الذي يحيل إلى الذبذبة، والحركة التي تحيل إلى الحيوية، وهي شبكة سمات فيها تكثيف، ثم إن النص عبق بمفردات اليمن، ومعطر وممتد بين تعزه وصنعائه. واتفق معه د.صلاح فضل معلقاً: «إن كل شاعر يضع في الحنايا بلاده، وهذا ما فعلته». وأشار د. علي بن تميم إلى أن في النص رتابة، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الجمالية والقوة.

تويتر