‬3 جلسات استضافتها «ندوة الثقافة» جمعت طالبات جامعة زايد بباحثين بارزين

«الإمارات في عيون الجاليات».. اتحاد وتنوع وتنمية

باحثون من جنسيات مختلفة شاركوا في المؤتمر. تصوير: مصطفى قاسمي

أكد المشاركون في فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لجامعة زايد الذي عُقد تحت عنوان «الإمارات في عيون الجاليات» الذي استضافته

ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أمس، أن صورة الإمارات لدى المقيمين تتمثل في «الاتحاد والتنوع والتنمية». وشهد المؤتمر الذي استعرض فيه باحثون رؤاهم حول النموذج الإماراتي، استناداً إلى تجارب عملية، واستبيانات، حضوراً كثيفاً من طالبات الجامعة.

الاستماع إلى «الأنا»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/03-lll2.jpg

وصف رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، فعاليات «الإمارات في عيون الجاليات»، بأنها محاولة للاستماع إلى «الأنا»، وليس «الآخر»، مضيفاً أن «من يعيش معنا على أرض دولتنا فهو داخل في تكوين النسيج الواقعي للمجتمع، ولا يمكن أن يشار إليه باعتباره طرفاً آخر».

وأكد السويدي أن حرص ندوة الثقافة على البحث في هذا الموضوع يأتي من باب إنساني ومجتمعي في المقام الأول، مضيفاً أن «الاهتمام بالإنسان وأحلامه وآلامه هو الهدف الأسمى للعمل الثقافي، لذلك ليس هناك ما هو أسمى من محاولة الاقتراب من عقول وأرواح الذين يعيشون بيننا ومعنا. نتعامل معهم بكل مودة، ونعمل معهم بكل حب، لذا فالإنصات إليهم الآن أمر مهم، والاستماع إلى آرائهم فينا ضرورة، حتى نتمكن من تطوير أدائنا وقوانيننا بما يخدم مسيرة الدولة».

وشهدت قاعة المؤتمرات التي استضافت الحدث نقاشاً ثرياً في مختلف محاور المؤتمر حول أبرز مميزات ما اصطلح على تسميته «النموذج الإماراتي»، على نحو أكد أن الاتحاد الناجح الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما حكام الإمارات، والنموذج الفريد الذي أنتجه نجاح هذا الاتحاد، يمثل لبنة أساسية للصورة الواقعية والذهنية لدى المقيمين، وهو ما أتاح استيعاب ثقافات متنوعة تعيش في نسيج واحد، وتؤدي دورها في مجتمع من أبرز سماته التنمية في شتى المجالات.

وجرى المؤتمر على ثلاث جلسات، أولاها افتتحها رئيس مجلس إدارة الندوة، سلطان صقر السويدي، بعنوان «وجهات نظر عربية وآسيوية في نموذج الإمارات»، وترأسها الدكتور سليمان موسى الجاسم، وقدمت فيها الدكتورة عفاف بطاينة ورقة بحثية بعنوان «كيف يرى العرب نموذج الإمارات»، قبل أن يقدم الباحث الدكتور جناردين ورقة بعنوان «نظرة الجالية الآسيوية إلى الإمارات».

وحملت الجلسة الثانية عنوان «وجهات نظر أميركية وأوروبية في نموذج الإمارات»، وأدارها الدكتور عبدالخالق عبدالله، وتحدث فيها كل من فرانسيس ماثيو، إذ قدم ورقة بعنوان «أوروبا ونموذج الإمارات»، والدكتور ستيفن قاردنير الذي قدم ورقة بعنوان «أميركا ونموذج الإمارات».

فيما أخذت الجلسة الثالثة منحى محلياً من خلال محاولة عكس عنوان المؤتمر ليصبح «الجاليات في عيون شباب الإمارات»، لتسقرئ آراء الشباب الإماراتي في ظاهرة تنوع النسيج المجتمعي للدولة، فقد أدارت هذه الجلسة شيخة المطيري، وتحدث فيها طالبات من جامعة زايد هن مريم العبدول، ونوف يعقوب، وعلياء الفلاسي، فيما قدمت الدكتورة سعاد العريمي ورقة بحثية في هذا الصدد.

وقالت أستاذة الأدب والنقد في جامعة زايد، الدكتورة عفاف البطاينة، إن «التنمية والامتداد العمراني الأفقي والعمودي السريع وتحويل وجه أرض الدولة الصحراوية أصلاً إلى مدن وتجمعات سكانية ومناطق منظمة ومأهولة بالسكان، تعد من أبرز مظاهر هذا النموذج، فضلاً عن تنوع النسيج السكاني والعرقي واللغوي والثقافي والمعماري والفني والعقائدي، والتعايش الحضاري بين كل هذه المكونات دون أن يقود تجاورها أو تعايشها إلى إحداث نزاعات أو توترات بين مكوناتها، ودون أن يشكل الخليط السكاني خطراً على أمن الدولة واستقرارها».

ورأت البطاينة أن «تعدد الجنسيات المقيمة في الدولة أفرز ظاهرة سلبية في المقابل، هي أن اللغة الإنجليزية هي اللغة المهيمنة على قطاع الاقتصاد والأعمال، وفي المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وصارت هي لغة التواصل بين كل فئات المجتمع بما فيها العرب وتفشي الضعف اللغوي بين الناطقين باللغة العربية، ونفور جيل الشباب بشكل خاص من استعمالها».

وأكدت وجود مساحة كبيرة من حرية التعبير عن الانتماءات الثقافية والعقائدية والشخصية لكل الجنسيات المقيمة في الدولة، وهو أمر واضح من خلال المهرجانات والاحتفالات والأنشطة والفعاليات التي تقام في الدولة، وهو ما يمنح المكان في الإمارات طابعاً متميزاً وفريداً. وقالت البطاينة إن «إتاحة مساحة كبيرة من الحرية الاجتماعية والحياتية والشخصية من أهم المرتكزات في ملامح النموذج ، فضلاً عن استتباب الأمن والإحساس بالطمأنينة والسلامة الشخصية، لكنها سجلت تفشي سيادة القيم الاستهلاكية بنسبة كبيرة في المجتمع».

ولفتت البطاينة إلى بروز التنمية عبر تطبيق آخر ما توصلت إليه الإنجازات البشرية في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والبناء وغيرها، لخدمة المواطن والمقيم والدولة. كما أشارت إلى التلاحم والتقارب الشديد بين المواطنين والقادة، اثر ذلك في تسارع وتيرة التنمية.

وحمل المحور الأخير من الندوة تحديداً الكشف عن جهد بحثي من ثلاث طالبات من جامعة زايد، هن مريم العبدول، وعالية الفلاسي، ونوف المازم، وسعين فيها إلى استخلاص آراء شريحة كبيرة من الطلبة والطالبات في تأثير الجاليات ومدى قبولهم لظاهرة تناميها من عدمه، ورغم أن البحث يؤشر إلى ان نسبة كبيرة فضلت المحايدة والتحفظ في الإجابة، إلا أن النتائج كشفت أيضاً عن هواجس شبابية تتعلق بتحديات، أهمها المحافظة على التراث واللغة العربية في ظل الوضع الراهن من هيمنة بعض الثقافات واللغات الأخرى للأجانب، فيما عكس القلق من الحصول على فرصة عمل مناسبة في ظل جاذبية السوق الإماراتية لغير أبناء الدولة أيضاً أحد أبرز مكامن هذا القلق، لكن معدات البحث أكدن أن الكثير من الآراء اعتمدت أيضاً فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي قال فيها «الأرض أرض الله والمال مال الله.. واللي يبغانا حياه الله».

تويتر