‬161 فيلماً بـ ‬43 لغة في ‬52 عرضاً عالمياً أوّل.. منها ‬60 فيلماً عربياً

«دبي السينمائي».. ‬8 ليالٍ «تغيّر حياة الناس»

«دبي السينمائي» يتطلع إلى أقوى دوراته اعتباراً من ‬9 ديسمبر المقبل. تصوير: تشاندرا بالان

كشفت اللجنة المنظمة لمهرجان دبي السينمائي عن اختيار الفيلم الأميركي الثلاثي الأبعاد «حياة باي» للمخرج «آنج لي» الحائز على جائزة الأوسكار، ليفتتح عروض الدورة التاسعة التي تنطلق في التاسع من ديسمبر المقبل، وتستمر على مدار ثمانية أيام متواصلة، في حين حافظت إدارة المهرجان على وجود عربي مميز في قائمة الأفلام المستضافة التي تصل إلى ‬71 فيلماً، من جملة عروض تصل إلى ‬161 فيلماً ما بين روائي وقصير ووثائقي، نتاج ثقافات عالمية مختلفة، حيث تصل عدد اللغات الأصلية للأفلام إلى ‬43 لغة، وتمثل ‬61 دولة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي استضافه فندق مينا السلام بدبي ظهر أمس، وتحدث فيه بشكل رئيس كل من رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، والمدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله، والمديرة الإدارية للمهرجان تشيفاني بانديا. حيث أشار جمعة إلى أن الأرقام، كما هو واقع المهرجان، تؤكد الحرص الدائم على أن يظل «دبي السينمائي» منسجماً مع رسالة دبي العالمية، جسراً حقيقياً بين مختلف ثقافات العالم، مشيراً إلى أن إدارة المهرجان قررت منح جائزة «إنجاز العمر» للممثل المصري محمود عبدالعزيز، والمخرج البريطاني مايكل أبتد، عن اسهاماتهما المميزة في عالم السينما.

ليلة خيرية

بعيداً عن الشاشة

قال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة إن «دبي السينمائي» حسب قناعة منظميه ليس مجرد منصة لعرض الأفلام، بل يوفر أيضاً فرصاً واعدة للجميع، بمن فيهم القائمون على صناعة الأفلام نفسها للترويج لأنفسهم، وعقد صفقات تسهم في دعم مشروعاتهم، ثم مسيرة صناعة السينما التي ينتمون إليها.

ونوه جمعة إلى أهمية إتاحة المهرجان الفرصة للمهتمين لحضور العديد من المناسبات والفعاليات مثل ورش العمل والندوات، وأيام مخصصة تتضمن «يوم البث الإذاعي» و«يوم الوثائقيات»، وجلسات حوارية مع مخرجين صاعدين ومحترفين، وخبراء صناعة السينما، ورواد الصحافة، إضافة إلى جلسات تعارف لعقد الصفقات السينمائية، بهدف الحصول على الدعم المالي للمخرجين الصاعدين ضمن مبادرة «من السيناريو إلى السنيما»، فضلاً عن منصات تطوير المواهب، والانتاج المشترك، ودعم مشروعات الأفلام قيد الانتاج. وحول مدى تفاعل النجوم مع دعوات المهرجان أشار جمعة إلى أن هناك تفاعلاً كبيراً من قبل النجوم، فضلاً عن أن المهرجان يقدر دائماً ظروف من يرتبط منهم بمشروعات تصوير وإنتاج، لكنه نوه إلى أن غياب بعض النجوم المعلن عن استضافتهم في الليلة الافتتاحية، لا يعني غيابهم عن سائر ليالي المهرجان التي ستشهد اقبالاً متزايداً على الحضور من دون الاكتفاء بليلتي الافتتاح والختام.

خلال أسبوع المهرجان أيضاً، يحضر الممثل العالمي صاحب جائزة الأوسكار كولين فيرث، وزوجته ليفيا؛ رائدة صناعة الأزياء العالمية، لدعم الأمسية الخيرية السنوية التي تقام بعنوان «ليلة واحدة تغيّر حياة الناس»، لمصلحة كل من مؤسستي «دبي العطاء» و«أوكسفام» الخيريتين، في ‬14 ديسمبر، وهي الأمسية التي تمكّنت العام الماضي من جمع مليون دولار، لتمويل ‬14 مدرسة إقليمياً، و‬10 مدارس في باكستان.

أما «سوق دبي السينمائي» الذي يُعد منصةً رائدةً لصناعة السينما العربية، ومركز المهرجان لعقد الصفقات السينمائية، فينتظر أن يعرض ‬17 فيلماً خلال مهرجان دبي السينمائي دولي، بهدف إنجاز المشروعات السينمائية، وتحقيق شعار «من السيناريو إلى السينما»، حيث ستُعرض خلال المهرجان في برامجه المختلفة.

وفي تصريح لـ«الإمارات اليوم» أكد جمعة أن دورة هذا العام تأتي في سياق تحديات كثيرة فرضها التطور النوعي للمهرجان بشكل تصاعدي مع اقترابه من تمام عقده الأول، مضيفاً «رغم ان المهرجان ذو صبغة عالمية، إلا أن الهاجس الدائم هو دعم الحراك السينمائي الناشئ في الإمارات خصوصاً ودول الخليج العربي عموماً، من أجل الوصول إلى صناعة سينمائية تستفيد من شتى أوجه الدعم التي توفرها مظلة دبي السينمائي».

وتابع أنه «على مدار الدورات الثماني الماضية، كنا نعمل بشكل دائم على تدارك الأخطاء التنظيمية والفنية، وتفعيل الاستفادة من أبرز إيجابيات كل دورة، وهم ما جعلنا، وفق شهادة المراقبين، بعيدين عن تكرار الأخطاء، وساعين بشكل دائم إلى تقبل النقد الذي يجعل من مقدميه شريكين أساسيين في صنع الحدث».

وأعرب جمعة بشكل خاص عن سعادته بوجود فيلم «وجده» السعودي للمخرجة هيفاء المنصور، مضيفاً «الفيلم إضافة لأنه إحدى ثمار سوق دبي السينمائي الذي يدعم أفكار الشباب ويتبنى مساعدتهم، وهو بمثابة أول عمل لمخرجة سعودية، بكل ما يحمل ذلك من دلالة مبشرة لمستقبل السينما الخليجية، كما أن جميع ممثليه وطاقمه الفني هم من السعوديين، وهي معادلة قلما تتوافر لفيلم روائي خليجي».

وذكر جمعة أن نخبة الأفلام التي يتبناها المهرجان هذا العام تشمل ‬14 فيلماً دولياً، و‬73 فيلماً عربياً، و‬17 فيلماً خليجياً بما يرسخ مكانة المهرجان على الساحة السينمائية الدولية مهرجاناً رائداً في المنطقة.

ووعد رئيس المهرجان بأن تكون دورة هذا العام هي الأفضل له منذ انطلاقته، مضيفاً «سيكون الجمهور على موعد مع مجموعة من أقوى الأفلام منذ نشأته، حيث سيكون كل من محترفي صناعة الفن السابع وعشاقه مع أحدث العروض السينمائية من جميع أنحاء العالم».

ونوه جمعة إلى المساحة الواسعة التي أفردها «دبي السينمائي» في دورته المقبلة للأفلام العربية التي تقارب نحو ‬50٪ من مجموع عروضه، مضيفاً «نحن حريصون على عكس شخصية المهرجان العربية، وهذا يتضح من خلال اختيارات وهوية الأفلام المشاركة».

من جانبه، قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، مسعود أمرالله آل علي، إن «الأفلام العربية التي سيعرضها المهرجان هذا العام تتميّز بتنوّع حبكاتها الدرامية، حيث تغطي موضوعاتها مساحات شاسعة من القضايا المطروحة اليوم في منطقتنا، بما يعكس الحال السينمائي الذي وصلت إليه أعمال السينما العربية، وليس غريباً أن الكثير من الأعمال التي سنشاهدها خلال هذه الدورة من أعمال مخرجين دائماً ما نحرص على وجودهم معنا سواء للتنافس على جائزة «المهر العربي»، أو للمشاركة في برنامج «ليلٍ عربية»، ونحن بدورنا نفخر بما نقوم به من جهد لدعم المخرجين العرب، من خلال توفير الأرضية الخصبة لهم لتقديم أعمالهم للجمهور الدولي».

نجوم السجادة الحمراء

عالمياً، لبى الكثير من النجوم وصنّاع السينما حول العالم الدعوة لحضور الدورة التاسعة للمهرجان، مثل النجمة الحائزة على جائزة الأوسكار كيت بلانشيت، وكولين وليفيا فيرث، وفريدة بينتو، روني مارا، وكريستين دافيس، وعمرو واكد، وبراين فيري، وسوراج شارما، وكوبا جودينج، وستيف أورام، وجيسيكا ماوبوي، وشارافانتي سيانات، وعادل حسين، وإريكا لينز.

وعربياً، ستشهد السجادة الحمراء حضور كل من النجوم، ليلى علوي، ونيللي، وخالد النبوي، وعزت أبوعوف، وصلاح السعدني، وحسن حسني، وغسان مسعود، وهاني رمزي، ومحمد سعد، وأحمد راتب، وغادة عادل، ورجاء الجداوي، وشيرين عادل، ومكسيم خليل، وأمير كرارة، وسيرين عبدالنور، ويسرى اللوزي، ونرمين الفقي، وكارولين خليل، ومجدي الهواري، وسامر إسماعيل، ومهيار خضور، ومنذر ريحانة.

أما خليجياً، فسيحضر نخبة من النجوم مثل هيا عبدالسلام، وشجون، وإبراهيم الحربي، وسعاد علي، وعبدالمحسن النمر، وصلاح الملا، وحبيب غلوم، وجابر نغموش، وعبدالله بو شهري، وشيماء علي، ويعقوب الصليلي، وزهرة عرفات، وفاطمة عبدالرحيم، وعبد العزيز جاسم، ومنصور الفيلي، ومحمود بوشهري، وفاطمة الصفي، وباسم عبدالأمير. وقد أكد المزيد من الفنانين الخليجيين حضورهم طوال أيام المهرجان مثل صمود، وأحمد البريكي، وحمد العُماني، وأسمهان، وجمال الردهان، ويعقوب عبدالله، وعبير الجندي، وفيصل الأميري، وأصيل عمران، وبثينة الرئيسي، وهيفاء حسين، وريم ارحمة.

وسيحظى جمهور المهرجان هذا العام بمقابلة مخرجين عالمين مخضرمين، ومواهب أخرى جديدة مثل واين بلير، وخيري بشارة، وعبداللطيف عبدالحميد، ونور الدين لخماري، وهيفاء المنصور، وستيفان أركينارد، وبراين ميلر، وبرلنتي مندوزا، وسول وليامز، وأندرو أدامسون، وآرون وارنر، وفينج تشياوجانج، وتاكاشي ميكي، ونيشتا جين، ومصطفى ساروار فاروقي.

«جوائز المهر»

عدد غير مسبوق من الأفلام وصل مجموعها إلى ‬83 فيلماً تسعى لنيل جائزة تبلغ قيمتها ‬575 ألف دولار أميركي موزّعة على «جوائز المهر»، وتشمل مسابقات المهر الثلاث: «المهر الإماراتي»، و«المهر العربي»، و«المهر الآسيوي الإفريقي». وقد تمّ اختيار الأعمال المنافسة لهذا العام من بين ‬1200 فيلم تقدم بها صانعوها من ‬115 دولة، في تظاهرة سينمائية هي الأكبر في تاريخ الجائزة منذ انطلاقتها. تتنافس الأفلام العربية أيضاً على عدد من الجوائز الدولية التي تتضمّن جائزة النقاد الدولييين (فيبريسكي).

وتتكوّن لجان التحكيم التي ستقوم باختيار الأفلام الفائزة هذا العام ضمن الفئات الثلاث «لجائزة المهر» من نخبة من النجوم والمخرجين والنقاد العالميين، مثل مايكل أبتد، وكيري فوكس، وبرونو باريتو، شانج دونج لي، وفاطمة معتمداريا، ونايلة الخاجة.

تويتر