Emarat Alyoum

زينب العسال: الطفل العربي يقـرأ ‬7 دقائق سنوياً والأميركي ‬6 دقائق يومياً

التاريخ:: 17 نوفمبر 2012
المصدر: سوزان العامري - الشارقة
زينب العسال: الطفل العربي يقـرأ ‬7 دقائق سنوياً والأميركي ‬6 دقائق يومياً

كشفت الأديبة المصرية رئيس تحرير كتاب قطر الندى، الدكتورة زينب العسال، عن احصائية معتمدة عن منظمة اليونيسكو تفيد بأن الطفل الأميركي يقرأ ست دقائق يومياً في مقابل سبع دقائق في السنة هي مجموع ما يقرأ الطفل العربي، لافتة إلى أن الإحصائية نتاج دراسة مشتركة في الوطن العربي، الأمر الذي أظهر خللا في دول عن غيرها، إذ يمكن ان يقرأ طفل عربي يومياً ضمن أوقات محددة إلا أن غيره في مناطق أخرى يجهل تماماً كيفية القراءة، وإن أجادها فليست لديه الإمكانات المالية ليقرأ.

ولفتت العسال إلى وجود نظرة متشائمة ووضع يكاد يكون مزرياً لما وصل إليه حال الطفل العربي الذي لا يفضل الكتاب العربي، بل بات يتجه إلى البديل الأجنبي الذي يوفر له كل ما يحتاج إليه من تفكير جديد وإبداع وخيال علمي، مضيفة أن كتاب الطفل لن يصمد طويلاً أمام الوسائط المتعددة والغزو الالكتروني الذي يحاصر الطفل العربي من خلال تقديم كل ما هو ممتع ومسل ومفيد، وقد يسهم في مرحلة مقبلة في إحلال الكتاب الورقي والقضاء عليه طالما بقي كتّاب الطفل مكتوفي الأيدي ويقدمون المكرر للطفل، على الأقل في الدول التي لديها الامكانات.

أجندة اليوم

‬7- ‬15: ‬8 مساء.

ملتقى الكتاب.

التاريخ سرد المعرفة.

‬30: ‬8 مساء

ملتقى الكتاب.

ثقافة التغيير حوار مع الآخر.

‬7 - ‬8 مساء

ملتقى الأدب.

مع الرعيل الأول «لمحات قرآنية».


النقد النسائي

بعيداً عن عالم الطفل طرحت الدكتورة زينب العسال أول دراسة أكاديمية حول النقد النسائي في كتابها «النقد النسائي للأدب القصصي في مصر»، وتتلخص أهداف هذا الكتاب في محاولات الاجابة عن ماهية النقد النسائي والعوامل التي أدت إلى ظهوره واتجاهاته، إذ وصفت معظم الكتابات التي تناولت النقد النسائي بأنها «موضة» انتهت إلى لا شيء «وهو ما يتفق مع النظرة إلى الكتابة الأدبية النسوية التي طالها الكثير من الجدل، والحقيقة أن الكتابات النسائية بشقيها الأدبي والنقدي، شقت لنفسها مساراً لايزال يعمل يوماً بعد يوم».

كما أكدت العسال في كتابها أن «للنساء دوراً في ابتعاد النقد النسائي عن الانضواء تحت نظرية نقدية بعينها، إذ كن يسخرن من تلك النغمة المتعجرفة للدراسات النقدية الذكورية التي حاولت تقييد الجهود النقدية النسوية، لذا كانت الناقدات النسويات ينظرن إلى النقد النسائي على أنه من أعمال المقاومة ضد النظريات». وتابعت العسال أن «موقف النقد الذكوري من تلك الدراسات النقدية النسوية بات أمراً مقلقاً لغالبية الناقدات، ومن ثم بدأ التفكير في مدى خطورة ابتعاد النقد النسوي عن النظريات، وأثير في أوروبا وأميركا نقاش حاد حول قضية تعريف النقد الأدبي النسائي، وتحديد ماهيته وموقفه من النظريات النقدية الجديدة، وقد أملت النسويات منذ البداية أن تكون العلاقة بين النقد النسائي والنظريات النقدية علاقة ندية وليست علاقة تابع بمتبوع»، لافتة إلى أن «هذا الكتاب هو الأول من نوعه، ومثل أحد الدوافع التي حفزتني على الاستمرار في جمع المادة من الدوريات الثقافية والصحف ومواقع الانترنت، إضافة إلى دافع آخر شخصي، هو ان النقد النسائي ارتبط بكتابة المرأة وما تثيره من إشكاليات تعد أحد اهتماماتي منذ كتابي (الأنواع في أدب لطيفة الزيات)».

مؤشرات خطرة

العسال قالت لـ«الإمارات اليوم»، إن «العالم العربي ينتج نحو ‬5000 كتاب للأطفال سنوياً، وفي المقابل تنتج أميركا وحدها نحو ‬25 ألف كتاب للطفل، تلك الاحصاءات تعد مؤشرات خطرة يجب أن نقف ككتاب ومثقفين عرب عندها طويلاً وعدم التساهل او الاستهانة بها، وذلك في ظل وجود البديل الأجنبي الأفضل على الأقل بحسب الأطفال، إذ لابد من استحداث مؤسسة عربية تهتم بكتاب الطفل في الوطن العربي، على أن تكون تلك المؤسسة قادرة على رصد ما ينشر من كتب ومدى جودتها وتفاعلها مع واقع الطفل».

وتابعت العسال أن معظم دور النشر العربية ليست لديها خطة طويلة المدى، لذلك في حال تم استحداث تلك المؤسسة الخاصة بكتاب الطفل ستقوم بوضع خطط قصيرة المدة وأخرى طويلة المدى من خلالها سيتم رصد الاحتياجات الحقيقية سواء الفكرية والنفسية والسلوكية لكتاب الطفل، كما ستضع المؤسسة تصوراً واضحاً ومحدداً للاهتمام بالطفل من الناحية العلمية وتقديم أحدث التقنيات الموجودة في العالم والخاصة بكتاب الطفل، دون أن نغفل الاهتمام بالموروث الشعبي والتراث العربي الأصيل».

الطفل أذكى

العسال شددت على ضرورة أن يحترم الكاتب العربي عقلية الطفل الذي يكتب له، الأمر الذي قد يصل بالكتاب العربي إلى العالمية، خصوصاً أن بعض الكتاب يقللون من ذكاء الطفل، الذي تعتبره العسال بأنه أذكى من كثير ممن يكتبون له، كما أكدت أهمية الارتقاء بصناعة كتاب الطفل من فكرة الموضوع إلى طريقة صياغتها وتناولها وصولاً إلى جودة الكتاب والرسومات المرافقة للنص مع مراعاة الفئة العمرية التي يكتب لها.

فيما طالبت العسال الأسرة بإعادة الثقة بالكتاب العربي وتعزيزها في نفوس أطفالهم الذين يميلون إلى الكتاب الأجنبي، كما أن بعض الأسر لديها القدرة على دفع ‬500 دولار لشراء جهاز ذكي مثل «آي فون» و«آي باد» أو جهاز محمول للطفل، في المقابل لا تدفع ‬10 دراهم لشراء كتاب لذلك يفترض تثقيف الآباء بأهمية تخصيص ساعات للقراءة بعيداً عن المنهج الدراسي.

قيم مكررة

الى ذلك تلاحظ العسال أن ثمة تكراراً في القيم التربوية التي تقدم للطفل بشكل متكرر بعيداً عن الابداع والخيال الذي يعشقه الطفل، كما أن تلك الكتابات لا تؤكد أن المجتمع تطور، وعلى الكتاب أن يطور في كتاباته بما يتناسب مع التطور الحاصل في المجتمع الذي يعد الطفل جزءاً منه، إذ إن «الكاتب لا يتعرض للمشكلات التي يتعرض لها الطفل، كأن الطفل خال من الهموم والمشكلات، وإن كانت هذه المشكلات بسيطة من وجهة نظر الكاتب فإنه طالما هو يكتب للطفل فعليه أن يعيش عالمه»، لافتة إلى أن هناك كتاباً مبدعين «يتعاملون مع الطفل في كتاباتهم بعمر هو أكبر من السن الحقيقية للطفل، بالتالي يصبح الطفل كهلاً معها، لاسيما أن هناك كتابات غثه وسقيمة تقدم للطفل الذي يضطر لأخذها والتعامل معها، لذلك على الكاتب أن يكون مبدعاً في كتاباته سواء كتب للصغار أو الكبار»، مضيفة «على الكاتب أن تكون لديه رسالة يقدمها للطفل ليتمكن من الابداع وإن كان هذا الهم هو مطاردة بعوضة وصولاً إلى هموم الوطن، إضافة إلى ذلك يجب أن يلتفت الكاتب إلى مرحلة المراهقة والتعمق في الكتابة للمراهق، والإجابة عن تساؤلاته حول الجسد الممنوع من السؤال عنه».