ضمن مشروع «ثقافة بلا حدود» في الشارقة

عربة كتب تتجوّل بين المرضى ومــراجعي المستشفيات الحكومية

القراءة المتنقلة خدمة جديدة داخل أروقة مستشفيات الشارقة. من المصدر

كشف مشروع ثقافة بلا حدود عن «عربة الواجهة المتنقلة» التي تهدف إلى توفير الكتب للمرضى الموجودين في المستشفيات الحكومية في الشارقة، إذ تجوب العربة جميع أروقة المستشفى لتوزيع الكتب على المراجعين والمرضى خلال فترات انتظار أن يحين موعد رؤية الطبيب.

وتفصيلاً، قال مدير مشروع ثقافة بلا حدود، راشد محمد الكوس، لـ«الإمارات اليوم»، إن «العربة الثقافية» الموجودة حالياً في معرض الشارقة الدولي للكتاب، هي مجرد نموذج أولي يضم ‬100 كتاب متنوعة المضامين بما يتناسب مع أذواق كل القراء، على أن يتم التنسيق مع إدارة المستشفى حول آلية وجود العربة الثقافية، والتي ستبقى في كل مستشفى لمدة أسبوع واحد.

وجاءت فكرة هذه المبادرة بهدف تعزيز الثقافة ونشر حب القراءة لدى أفراد المجتمع كافة، بمن فيهم المرضى الذين يقضون ساعات طويلة في المستشفيات في انتظار زياراتهم للطبيب، كما يستعد المشروع حالياً لطرح خدمة توفير مكتبات في المدارس والدوائر الحكومية التي تقدم خدمات للعملاء وتحتك بشكل مباشر مع أفراد المجتمع، إذ سيشرف المشروع على تزويد تلك المكتبات بالكتب المناسبة لمراجعي لتلك الدوائر.

مكتبات حكومية

الحافلة المتنقلة

وتضم الحافلة ‬2000 كتاب عرضت بطريقة أنيقة وموزعة بطريقة يسهل تناولها، منها كتب الشباب وقصص الأطفال والروايات الأدبية والعلمية والثقافية والدينية، إضافة إلى كتب تخصصية متعلقة بالإدارة والتربية وعلوم الأسرة والطفل، وكتب الصحة والطبخ، وأخرى حاصلة على جوائز عالمية ودولية.

كما تحتوي الحافلة مكتبة للكتب وأجهزة إلكترونية لعرض القصص والكتب الالكترونية ونادي قراءة. وتعد الحافلة مؤهلة لاستقبال عدد كبير من الأطفال والكبار، لاسيما أن مواصفات الأمن والسلامة متوافرة بداخلها.

مدير مشروع ثقافة بلا حدود راشد الكوس.   تصوير: تشاندرا بالان

الكوس أكد أيضاً أن «مبادرة المكتبات الحكومية التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً، هي مبادرة جاءت بناء على توجه من حاكم الشارقة لاستغلال الدوائر الحكومية التي تشهد اكتظاظاً من قبل العملاء، خصوصاً التي تقدم خدمة جيدة للعملاء والمراجعين الذين يمكنهم الاطلاع على أحدث اصدارات الكتب المتنوعة من خلال المكتبة المزودة بكتب شاملة جميع المجالات، منها كتب الأسرة والطفل والصحة وغيرها».

وحول مشروع ثقافة بلا حدود، والمرحلة التي وصل إليها في توزيع المكتبات المنزلية، أوضح الكوس أن «المشروع تمكن من توفير ‬8600 مكتبة منزلية في عدد من مناطق الشارقة، فيما يستعد المشروع للمرحلة المقبلة والتي ستشمل ثلاث مناطق رئيسة، هي مدينة الشارقة والذيد وخورفكان، إذ ستستفيد ‬13 ألف أسرة في الشارقة و‬11 ألف أسرة في الذيد».

ولفت إلى أن «المشروع الذي وزع حاليا نحو ‬430 ألف كتاب، سيستغرق تنفيذه ما بين ثلاث وأربع سنوات، وبمجرد الانتهاء من توزيع جميع المكتبات على جميع مناطق إمارة الشارقة، سيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع، وهي مرحلة تحديث الكتب الموجودة في مكتبات المنازل وتنويع الإصدارات».

كتب مرشحة

مكتبة ثقافة بلا حدود تسعى حسب الكوس إلى «تعزيز الرسالة الثقافية التي تنطلق من رؤى صاحب السموّ حاكم الشارقة في تعميق علاقة الفرد بالكتاب، ونشر ثقافة القراءة من خلال توفير المادة القرائية اللازمة لأكبر شريحة من أفراد المجتمع، خصوصاً أن المكتبة لن تخلو من إصدارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باعتباره المعلم والمرشد الأول، والنموذج الثقافي المميز في ترسيخ التاريخ العريق».

وأوضح الكوس أن «المشروع يعتمد في جزء من عمليات شراء الكتب والاصدارات الجديدة على معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض الشارقة القرائي لكتب الطفل، إذ تقوم لجنة مكونة من ‬10 أعضاء مختصين في كتب الطفل والأدب والشعر العربي والكتاب الإماراتي، بتوزيع استمارات تنظيمية على دور النشر العربية المشاركة في المعرض لتتمكن من ترشيح الكتب».

ويشترط في الكتب المرشحة أن تتناسب مع احتياجات مكتبة ثقافة بلا حدود المنزلية، إضافة إلى أن تكون ضمن القائمة الكتب الأكثر مبيعاً والاصدارات الجديدة، ناهيك عن الكتب التي تحمل أسماء ناشرين وكتاب كبار في عالم الكتابة، وبعد الانتهاء من ترشيح الكتب تقوم اللجنة بزيارة دور النشر لمعاينة الكتب المرشحة بحسب ما يصلح ويتناسب مع المنزل الإماراتي، واعتماد قائمة الشراء وتحويلها للاعتماد النهائي، ليتم صرف المبالغ ومباشرة الشراء.

8000 نسخة

ذكر الكوس أن مشروع ثقافة بلا حدود اشترى ‬2000 نسخة من الاصدارات الجديدة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، والتي تم عرضها في مقر منشورات القاسمي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، فيما تجاوز إجمالي عدد النسخ التي تم اقتناؤها من منشورات القاسمي نحو ‬8000 نسخة، على أن يتم تزويد الأسر الاماراتية في مختلف مناطق إمارة الشارقة بمجموعة قيّمة ومختارة من المعلومات التاريخية والثقافية.

لافتاً إلى أن لجنة شراء الكتب ستواصل عملية انتقاء الكتب القيمة من دور النشر العربية المشاركة في المعرض حتى اخر يوم في المعرض لتتم إضافتها لمكتبة ثقافة بلا حدود، ومن خلال المعرض أطلق المشروع مسابقة ثقافية يومية تبث عبر وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة طوال أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتعمل على توزيع قسائم مشتريات من معرض الشارقة تصل إلى ‬500 درهم لكل فائز يومياً.

وانطلق المشروع بهدف رئيس يتمحور حول نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع في منازلهم، عبر منحهم مكتبات خاصة يتكفل المشروع بإنشائها وفق معايير دقيقة. ويلعب المشروع دوراً عميق الأثر في تطوير النمو الفكري لدى الأطفال على وجه الخصوص وأفراد المجتمع كافة، وتكريس المكتبة كقيمة ثمينة، ووضعها بمقام فرد من العائلة.

تويتر