أكدت أن الدولة لديها إمكانات تؤهّلها للتحوّل إلى مركز عالمي للنشر

بدور القاسمي: سوق الكتاب في الإمارات نابضة بالحيوية

صورة

أكدت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والمؤسس والرئيس التنفيذي لدار «كلمات» للنشر، أن «الإمارات لا تكتفي بالاندفاع وراء تحقيق أحلام كبيرة، بل تمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات المدهشة، والخبرة في تحويل الأحلام إلى واقع ملموس، لاسيما انها باتت اليوم أحد أبرز المراكز الاقتصادية العالمية، إذ يمكن لأي شخص يجلس على منصة المراقبة في الطابق ال124 في برج خليفة، أن يرى جلياً المشهد العمراني في الإمارات الذي لا يتوقف عن التغير والنمو والتوسع، وهي الميزات التي تبدو واضحة في صناعة النشر المزدهرة في البلاد»، مشيرة الى أن لدى الإمارات إمكانات تؤهلها للتحول إلى مركز عالمي للنشر، ومنفذ للعبور إلى منطقة الشرق الأوسط، وبوابة تربط أوروبا بالعالم العربي، وجنوب آسيا.


مركز للملكية الفكرية

أشارت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، إلى أن جمعية الناشرين الإماراتيين حددت هدفاً واضحاً وبسيطاً عند تأسيسها، تمثل في البدء بتطوير صناعة النشر في الإمارات، غير أن تحقيق الأهداف البسيطة يعد بحد ذاته خطوة مهمة في طريق بلوغ الإنجازات الكبرى، مضيفة أن «الجمعية قطعت أشواطاً متقدمة في رحلتها، وصلنا خلالها إلى العديد من الوجهات المميزة، إذ قمنا بتمثيل الكُتّاب والناشرين الإماراتيين في مختلف المعارض والتظاهرات الدولية في شتى بقاع العالم، من قبل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومؤتمر الاتحاد الدولي للناشرين في كيب تاون، كما نقوم حالياً بالعمل على إنشاء مركز لحقوق الملكية الفكرية في الإمارات، سيكون الأول من نوعه في العالم العربي، وقد أبرمنا مذكرة تفاهم مع جمعية الإمارات للملكية الفكرية».

وتعمل جمعية الناشرين الإماراتيين على دعم صناعة النشر المحلية باستمرار بتقديم منشورات منها، دليل بيع وشراء حقوق الأعمال الأدبية، وهو دليل عملي للناشرين، للخبير الدولي في مجال حقوق النشر، لينيت أوين، ويتم نشر هذا الدليل بلغتين، ويتضمن الأعضاء ال70 في جمعية الناشرين الإماراتيين، وقائمة الكتب ال10 الأوائل من كل دار نشر، إذ يتم توزيعها محلياً وخارجياً، وعبر مختلف ورش العمل والندوات والفعاليات

وأضافت ل«الإمارات اليوم»، أن  «الإمارات تفخر بسوق الكتاب السريعة النمو والنابضة بالحيوية والنشاط، والأدلة على ذلك كثيرة، إذ يقدر إجمالي قيمة سوق قطاع النشر في الإمارات حالياً بنحو 260 مليون دولار»، مشيرة الى أن عدداً كبيراً من متاجر الكتب العالمية الكبرى، ومنها «بوردرز»، و«فيرجن»، و«كينوكونيا»، منتشرة في مناطق كثيرة من الدولة، كما أن البلاد لا تفتقر إلى المهرجانات الأدبية والمعارض، فمعرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض الشارقة لكتاب الطفل، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومهرجان طيران الإمارات للآداب، كلها فعاليات أثبتت وجودها بقوة على الساحتين المحلية والدولية.

مبادرات
لفتت سمو الشيخة بدور القاسمي إلى أنه «لا يمكن تجاهل التأثير الإيجابي للعديد من المبادرات التي يتم إطلاقها وجوائز الكتاب المرموقة التي يتم تنظيمها، ومنها جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة اتصالات لكتاب الطفل»، مشيدة بمبادرة «ثقافة بلا حدود»، والتي تهدف إلى تزويد كل أسرة في الشارقة بمكتبة تضم نحو 50 كتاباً، وبصفتها رئيس اللجنة المنظمة لهذه المبادرة، فقد شاركت في تحقيق إنجاز نوعي تمثل في توزيع 500 ألف كتاب على 10 آلاف أسرة في الشارقة، وتتطلع إلى بلوغ الهدف النهائي للمبادرة والمنصب على تأسيس مكتبات منزلية وتوزيع الكتب على نحو 42 ألف عائلة في الشارقة.
وتابعت أنه «لإقامة مجتمع قائم على المعرفة، لابد من التركيز على شريحة الشباب، فهم أمل المستقبل، ولهذا السبب فإنني أشعر بالفخر والاعتزاز بلعب دور في تأسيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، والذي يهدف إلى مد جسور التواصل بين جميع المعنيين في قطاع نشر كتب الطفل في الإمارات، لاسيما أن المجلس بات منذ تدشينه رسمياً في عام 2010 يعد محركاً مساهماً لنمو قطاع النشر في الدولة».

وتابعت رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين أن «دور المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لا يقتصر على تنظيم الفعاليات والأنشطة حول كتاب الطفل، ووضع كتاب الطفل في متناول الجميع، وذلك بتطوير المكتبات العامة، بل بادر المجلس إلى تولي إدارة جائزة اتصالات لكتاب الطفل، والتي تهدف إلى تحفيز سوق كتاب الطفل بشكل مباشر، إضافة إلى ذلك أسس المجلس صندوق الشارقة للمجلس الدولي لكتب اليافعين الذي يُعنى بتقديم العون للأطفال الذين يعانون الأزمات، من خلال تطوير ودعم المشروعات طويلة الأجل في مجال تشجيع المطالعة والقراءة التي تستهدف الأطفال في فترة ما بعد الأزمات، والأطفال الذين يعانون ظروفاً غير مستقرة في المنطقة».  


البداية.. «كلمات»
حول معدلات نمو قطاع النشر المحلي، قالت سمو الشيخة بدور القاسمي، إن «قطاع النشر المحلي في ارتفاع ملحوظ، خصوصاً في فئات الكتب التعليمية باللغة العربية والكتب التراثية وكتب الأطفال، التي تحقق نمواً ممتازاً، والتي منها بدأت رحلتي الشخصية في عالم النشر بكتب الأطفال في 2007، عندما كنت أبحث عن كتب عالية الجودة باللغة العربية لابنتي التي كانت تبلغ الرابعة من العمر، لأكتشف خلال هذا البحث مدى قلة وندرة الكتب العربية للأطفال، ما دفعني إلى تأسيس دار كلمات للنشر، وهي دار النشر الوحيدة في الإمارات المتخصصة في إصدار كتب الأطفال عالية الجودة واللغة العربية، إذ تمكنّا في مدة قصيرة من إصدار أكثر من 100 كتاب متوافرة في الأسواق حالياً، والإعداد لتقديم المزيد، وهذا ما يعد بحد ذاته نجاحاً، لاسيما ان الدار تقدم مثالاً جيداً مع تعاونها مع دور النشر الأقدم في السوق، منها (الإماراتية للنشر)، و(موتيفيت)».

وأكدت أن «الإمارات تحتل مكانة رائدة إقليمياً في الالتزام بالأنظمة والقوانين والاتفاقات الخاصة بقطاع النشر، وتوفر شريحة مميزة من جمهور القراء من النخبة المثقفة والطبقة الوسطى، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي حلقة وصل لقطاع الشحن الإقليمي، الأمر الذي جعلها محوراً مهماً في تعزيز النمو بقطاع النشر، وبوضع هذه المقومات في الاعتبار، فإن لدى الإمارات إمكانات كبيرة تؤهلها للتحول إلى مركز لقادة قطاع النشر والتوزيع في العالم، ومنفذ للعبور إلى منطقة الشرق الأوسط كافة، وبوابة تربط أوروبا بالعالم العربي وجنوب آسيا».
وذكرت أن «قطاع النشر في العالم العربي يعد صناعة مثيرة وملهمة، وتبدو الإمارات السوق الناشئة النابضة بالحيوية والنشاط، والتي هي مستعدة لتحويل موقعها في هذا العالم إلى مركز للناشرين والكتب من كل أرجاء المعمورة، من خلال التحول إلى وجهة جاذبة لمحبي الكتاب والمحترفين من أنحاء العالم كافة»

تويتر